رجل الأعمال المصري ‏يوسف ندا

nada909.jpg

ولد يوسف مصطفي علي ندا في الإسكندرية عام 1931م وهو رجل أعمال مصري يحمل الجنسية الإيطالية، ومقيم في كامبيونا الإيطالية الواقعة في سويسرا. وهو مفوض العلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين.

انتمى لجماعة الإخوان المسلمين عام 1947م.

شارك في القتال ضد البريطانيين في منطقة قناة السويس بداية الخمسينيات.

اعُتقل مع كثير من الإخوان المسلمين بعد اتهامهم بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في تشرين الأول عام 1954م في السجن وأُفرج عنه في نيسان 1956م.

بدأ نشاطه التجاري بعد خروجه من المعتقل وأنهى دراسته الجامعية من كلية الزراعة جامعة الإسكندرية.

وفي آب عام 1960م قرر ندا الهجرة من مصر، فذهب بداية إلى ليبيا ومنها إلى النمسا حيث بدأ نشاطه التجاري يتوسع بين البلدين، حتى لُقِّب نهاية الستينيات بأنه ملك الإسمنت في منطقة البحر المتوسط.

تمكن ندا من الهرب من ليبيا حينما اندلعت ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969م إلى اليونان حيث التقى برئيسها (بابا ببلوس) ثم انتقل للإقامة في (كامبيونا) الإيطالية التي تقع داخل الحدود السويسرية، ولازال يقيم بها إلى الآن.

يوسف ندا يحمل الجنسية الإيطالية، وحصل على الجنسية التونسية في عهد صديقه الرئيس "الحبيب بورقيبة" في الستينيات.

وفي تشرين الثاني عام 2001م اتهمه الرئيس الأمريكي جورج بوش بضلوع شركاته في دعم الإرهاب، وأُصدر قرار بتجميد أمواله وأصول شركاته، وبينها "بنك التقوى" بجزر البهاما الذي كان يرأس مجلس إدارته.

"يوسف ندا" ظل شخصية بعيدة عن الأضواء ووسائل الإعلام حتى يوم 7 تشرين الثاني عام 2001م، عندما تحدث عنه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، ووصفه ومؤسسته بأنه أحد داعمي الإرهاب في العالم، وأنه قام بتمويل أحداث سبتمبر.

منذ ذلك اليوم أصبح "ندا" محط أنظار العالم، واهتمام وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، ورغم أن كلمات بوش عن الرجل خلفت تبعات شديدة التعقيد، حيث قامت السلطات السويسرية والإيطالية والـ (سي آي إيه) والخزانة الأمريكية والمباحث الفيدرالية الأمريكية بالتحقيق معه واستعانوا باثنتي عشرة دولة أخرى، فلم يثبت عليه شيء.

وصفته وسائل الإعلام بـ(الرجل الغامض).. كما أنه ليس مجرد رجل أعمال مشهور أو رئيس لبنك التقوى الذي اتهمه رئيس الولايات المتحدة بدعم الإرهاب، ولكنه لعب طوال الـ25 سنة الماضية دوراً مهماً في جماعة الإخوان المسلمين، فهو الذي رتب العلاقة بين الإخوان والثورة الإيرانية، وتوسط بين السعودية واليمن، والسعودية وإيران، وبذل مجهوداً غير عادي في حل الأزمة بين الحكومة الجزائرية وجبهة الإنقاذ.

يوسف ندا لم يلعب تلك الأدوار فقط، ولكنه قام بإمداد اليمن بوثائق مهمة ساعدتها في حل نزاعها مع إريتريا حول جزر حنيش، إضافة إلي ارتباطه بعلاقة صداقة بالملك "إدريس السنوسي" ملك ليبيا، الذي قامت ضده ثورة الفاتح من سبتمبر/ أيلول بقيادة العقيد القذافي، وزاره ندا في مقر إقامته وله أدوار أخرى في تونس والعراق وتركيا وكردستان وماليزيا وإندونيسيا.

يوسف ندا كان عضوا في معهد بينمنزو أحد المؤسسات العلمية التابعة للأمم المتحدة، وتنتمي إليه شخصيات عالمية كثيرة، رؤساء دول سابقون، سياسيون كبار، وقام المعهد بتكريمه في نيسان عام 1997م, وتم تجميد عضويته في المعهد بعد التحقيق معه.

في نيسان عام 1997م حدثت مشادة بين يوسف ندي و الرئيس الأمريكي بوش الأب في مؤتمر نظمه معهد بينمنزو بعنوان السلام والتسامح (Peace and Tolerance)، وكان من الحاضرين بوش الأب و(بيريز ديك وليير)، جابوا (جورباتشوف) جابوا (كوفي عنان) وكان فيه (أندرسون)، كان فيه شخصيات كبيرة كانت موجودة، وبدأ جورج بوش الأب يتكلم، وبدأ الخطبة الافتتاحية فقال: "أنا وجورباتشوف أنهينا الحرب الباردة، وأنهينا الاتحاد السوفيتي، وقبل ذلك كان الاتحاد السوفيتي هو العدو، وبنهاية الاتحاد السوفيتي يجب أن نبحث من العدو، يجب أن نبحث أين العدو، العدو هو الأصولية Fundamentalism العدو هو الجريمة المنظمة Organized CRIME العدو.. العدو..", وبعدما انتهى بوش الأب من الحديث تم إرسال الميكروفون ليوسف ندى فقال له: "مع احترامنا الشديد لسيادة الرئيس، أعتقد إن إحنا هنا علشان نسمع عن السلام والتسامح، لكن إحنا شايفين إن أنت بتدور على عدو حتى تحارب، أنت تبحث عن الحرب وليس عن السلام", فانفعل انفعال شديد، وضرب على الطاولة بيديه الاثنتين، وقال: "هذه حقائق، يجب أن نعيش في الحقيقة، ويجب أن نعيش في الحقائق".

وحكمت عليه السلطات المصرية في نيسان عام 2008م غيابياً بالسجن 10 سنوات بعدما أحاله الرئيس حسني مبارك إلى المحاكمة العسكرية الاستثنائية مع 39 من قيادات الإخوان المسلمين في مصر (والتي تعتبر سابع محاكمة عسكرية استثنائية لإخوان مصر في عهد الرئيس حسني مبارك).

نص الحكم : حكمت المحكمة العسكرية (أولاً: غيابياً بمعاقبة كل من المتهمين الثاني والعشرين: يوسف مصطفى علي ندا والرابع والعشرين علي غالب محمود همت، والخامس والعشرين يوسف علي يوسف الميتعايش وشهرته "يوسف الواعي"، والسابع والعشرين إبراهيم محمد الزيات، بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات). 10

سنوات سجناً مشدداً نالها "يوسف ندا"، مفوض العلاقات السياسية الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، يوم 15 نيسان عام 2008م في القضية التي عرفت باسم (قضية الإخوان في المحكمة العسكرية)، وعوقب فيها عدد من قيادات الجماعة بالسجن المشدد، ومن بينهم نائب المرشد "خيرت الشاطر" ورجل الأعمال "حسن مالك".

ذكر يوسف ندا في حواره مع جريدة المصري اليوم (الحلقة الثالثة) أن عدد الإخوان المسلمين في العالم بلغ 100 مليون شخص ويتواجدون في 72 دولة حسب أخر إحصاء رسمي قامت به الجماعة في عام 2007م وقد ذكر هذا العدد من قبل في مقابلة مع قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود.

وسوم: العدد 909