جلال عامر

fgdtdshtrjrt913.jpg

جلال عامر كاتب صحفي مصري، وُلد يوم 23 يوليو/تموز سنة 1952. تخرج في الكلية الحربية وكان أحد ضباط حرب أكتوبر، وشارك في تحرير مدينة القنطرة شرق. درس القانون في كليه الحقوق والفلسفة في كليه الآداب.

يكتب القصة القصيرة والشعر وله أعمال منشوره، يعمل كاتباً صحفياً وتنشر مقالاته في عدة صحف، ينشر له عمود يومى تحت عنوان "تخاريف" في جريدة المصري اليوم، ويكتب في جريدة الأهالي الصادرة عن حزب التجمع ويشرف كذلك على صفحة مراسيل ومكاتيب للقراء في جريدة القاهرة والتي تصدر يوم الثلاثاء عن وزارة الثقافة المصرية ويُعد الآن أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر والعالم العربي كما يعتبر جلال عامر صاحب مدرسة في الكتابة الساخرة تعتمد على التداعي الحر للأفكار والتكثيف الشديد.

له في الأسواق كتاب مصر على كف عفريت وهو كتاب ساخر صدر عن (دار العين). الكتاب - كما يقول المؤلف - هو محاولة لبحث حالة وطن كان يملك غطاء ذهب فأصبح من دون غطاء بلاعة. لماذا وكيف؟ فقد بدأت مصر «بحفظ الموتى، وانتهت بحفظ الأناشيد، لأن كل مسؤول يتولى منصبه يقسم بأنّه سوف يسهر على راحة الشعب، من دون أن يحدد أين سيسهر وللساعة كام؟ في مصر لا يمشي الحاكم بأمر الدستور، بل بأمر الدكتور، ولم يعد أحد في مصر يستحق أن نحمله على أكتافنا إلا أنبوبة البوتاغاز، فهل مصر في يد أمينة أم في إصبع أميركا أم على كف عفريت»؟ صفحات الكتاب محاولة للإجابة عن هذا السؤال الذي يفجر الضحكات على واقعنا المر. نكتشف في الكتاب أنّ المؤلف كان ضابطاً في الجيش، خاض ثلاث حروب ضد إسرائيل. لكنّه يخوض الآن «حرب الثلاث وجبات». إذ يخرج المواطن لشراء الخبز وقد يعود أو لا يعود بعد معركة «الطوابير».

ثقافة المؤلف واضحة طوال صفحات الكتاب، عبر الإشارة إلى أفلام عالمية وروايات يقارن بينها وبين أوضاعنا. إذا كان كازنتزاكيس كتب روايته المسيح يصلب من جديد، فإن مصر تكتب روايتها المصري يغرق من جديد (في إشارة إلى حادث غرق 1030 مصرياً في البحر الأحمر في مركب أحد رجال الأعمال) ويكتب جلال عامر أيضاً عن زيارة السيد الرئيس مبارك إلى قبري جمال عبد الناصر وأنور السادات. وهي الزيارة السنوية التي يحرص عليها، متخيلاً ما الذي يمكن أن يقوله أمام قبر كل منهما. هكذا، سيقول أمام قبر عبد الناصر: «طبعاً أنتَ عارف أنا لا عايز أزورك ولا أشوفك بس هي تحكمات السياسة اللعينة. حد يا راجل يعادي أمريكا؟ ويحارب المستثمرين. على العموم أرتاح. أنا بعت كل المصانع اللي انت عملتها، والعمال اللي انت مصدعنا بيهم أهم متلقحين على القهاوي...». وأمام قبر السادات، سيقرأ الفاتحة ثم يمسح وجهه وينصرف. هذه الحكاية تلخّص فعلاً ما أصاب مصر من تحولات، وتجيب عن سؤال: كيف تحولت من «أم الدنيا» إلى «أم الفساد»؟

توفي جلال عامر صباح يوم 12 شباط/فبراير 2012 إثر اصابته بأزمة قلبية أثناء مشاركته في مسيرة ضد حكم العسكر في رأس التين، عندما شاهد بلطجية توفيق عكاشة يهاجمون المتظاهرين، كما ورد على لسان أقرب أصدقائه. قال الدكتور عبد الفتاح أحمد عبدالفتاح: «التقيت بالكاتب الكبير، منذ 20 عاماً في حزب التجمع، ولفت نظري وتقربت منه، خاصة أنه كان إنساناً طيباً، رهيف الحس، ابن بلد، وجدع وراجل، وربما كانت خلفيته العسكرية أحد أهم الأسباب التي منحته هذه الشخصية التي تجمع بين الرجولة والحس المرهف، لقد كان جلال صاحب فكرة، وكان له في كل تصرف فكرة، وهو نفسه كان فكرة، فقد كان يتمتع بثقافة عالية، استمدها من قراءته لكل أمهات الكتب.

واعتقد الأطباء أنها حالة غيبوبة سكر لأنهم وجدوا لديه ارتفاع في السكر ولكن بعد رسم القلب وجدوا أنه يحتاج لعمل قسطرة بالقلب ولكنها إرادة الله فقد مات بجلطة في القلب ويقول أصدقاؤه عنه أنه كان سريع البديهة والبكاء ويحترم معارضيه ومهموم بالوطن. توفي بالإسكندرية وترك حزنا كبيرا لكل محبيه. يقول رامي جلال عامر أن الإسعاف أبت أن تأتي لنقل أبيه بحجة انها لا تتعامل مع المستشفيات العسكرية مما أخر وطور في الحالة المرضية السيئة للراحل.

وسوم: العدد 913