رائد صناعة أجهزة الكمبيوتر ستيف جوبز

sfddhsdjf929.jpg

توفي مدير شركة آبل السابق وأحد مؤسسيها، ستيف جوبز، عن عمر يناهز 56 عاماً يوم 5/10/2011، وجوبز كان رائداً في صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأسهم إلى حد كبير في تغيير طريقة تفكير الناس حول التكنولوجيا. وشارك في تأسيس الشركة في عام 1976م وفي إطلاق أهم منتجاتها من كمبيوتر ماكنتوش إلى جهاز آي باد.

ولد ستيف جوبز في سان فرانسيسكو في 24 شباط عام 1955م، ومنذ كانون الثاني وحتى وفاته كان جوبز في عطلة مرضية أعلن خلالها في 24 آب 2011م استقالته كمدير عام لآبل، تاركا هذا المنصب لمساعده تيم كوك. خلف ستيف وراءه شركة ما كان أحد سواه ليتمكن من بنائها، وروحه ستظل أبدا أساس آبل. وكان ستيف جوبز أسس شركة آبل في مرآب للسيارات في عام 1976م بمعية ستيف فوزنياك. وقد استقال في عام 1985م إثر خلاف داخلي على السلطة، وتداعت المجموعة إلى أن عاد إلى قيادتها في عام 1997م.

ومذاك سطع نجم "التفاحة المقضومة"، الرسم الذي تتخذه آبل شعارا لها، مع إطلاق الشركة منتجات اكتسحت الأسواق من جهاز كومبيوتر ماكينتوش الى جهاز "آي باد" اللوحي.

عرف ستيف في حياته العامة كرجل صاحب رؤية. وفي حياته الخاصة كان يحن على عائلته.

وتبلغ القيمة السوقية للشركة التي تنتج آي فون وآي باد 346 مليار دولار. وأصبحت الشركة بعلامتها الشهيرة (تفاحة) أغلى شركة في العالم في بداية آب متقدمة على اكسون موبيل في بورصة نيويورك، قبل أن تعود مجددا إلى المرتبة الثانية".

ويذكر أن جوبز أحدث مع شريكه المؤسس، ستيف ووزنياك، ثورة في عالم الكومبيوتر الشخصي في النصف الثاني من السبعينات، انطلقت من كراج منزله. وفي مطالع الثمانينات كان من الأوائل الذين اكتشفوا القيمة التجارية لأنظمة تشغيل الكومبيوتر بالرسومات والتصاميم والفأرة بدلاً من طباعة الأوامر أو إصدارها باستخدام لوحة المفاتيح.

وبعد غياب ومشاكل تجارية مدمرة أعاد إلى آبل مجدها بسلسلة من الأجهزة «السحرية» بدءًا من «آي بود» ومرورًا بـ«آي فون» ثم «آي باد».

ثلاث تفاحات غيّرت العالم

تفاحة آدم

وتفاحة اسحاق نيوتن، مكتشف قانون الجاذبية

وتفاحة شركة "أبل" التي أسسها ستيف جوبز، الرجل الذي مات من دون أن يلتقي بأبيه الحقيقي ولو مرة واحدة طوال أكثر من 56 سنة، مع أنهما كانا يقيمان في بلد واحد.

أول ما فعلته حين الإعلان عن وفاة جوبز هو الاتصال بأبيه المهاجر من سوريا في الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها منذ زمن بعيد، والذي يبلغ الثمانين من عمره الآن، مع ذلك فما زال عبد الفتاح جندلي يعمل في "كازينو وأوتيل بومتاون" في مدينة رينو بولاية نيفادا.

ومع أن الوقت كان أول الليل في رينو، والكازينوهات تنشط مساء في العمل، إلا أن عاملة الهاتف كررت الجواب نفسه مع كل اتصال، وهو أن جندلي لا يأتي للعمل الا نهارا، ونادرا ما يطل ليلاً، فهو نائب رئيس مجلس الإدارة، ولم يكن في الكازينو ليلة الأمس.

 وهناك القليل المكتوب عن عبد الفتاح جندلي بوسائل الإعلام الأمريكية

 لأنه عاش دائما في الظل ولم يرو لأحد تقريبا بأنه الوالد الحقيقي للرجل الذي كان دائما مالئ دنيا الكومبيوترات والإلكترونيات وشاغل المدمنين عليها.

 وابنه ستيف جوبز نفسه كان يساهم بدوره في إخفاء هوية والده الحقيقي كما وإخفاء شخصية شقيقته منى المصنفة للأمريكيين وبالخارج كواحدة من أشهر الروائيات.

 وبدورها كانت تساهم أيضا بإخفاء هوية أبيها وأخيها معا، فاسمها المعروفة به في الولايات المتحدة هو منى سيمبسون، لذلك لم تلتق بأبيها، وبأخيها التقت لأول مرة حين كان عمره 27 سنة، ثم تكررت اللقاءات والاتصالات دائما عبر الهاتف.

من "العروة الوثقى" إلى الولايات المتحدة

وأهم من كتب عن عبدالفتاج جندلي هي مجلة "فورتشن" الأمريكية التي نقلت عن لسانه قبل أشهر أنه ولد في 1931 بمدينة حمص، حيث كان والده ثريا وصاحب أملاك، فغادرها وهو بعمر 18 سنة الى بيروت لمتابعة دراسته في الجامعة الأمريكية، وعن بيروت قال جندلي للمجلة "إنها المدينة التي أمضيت فيها أجمل أيام حياتي" وفق تعبيره.

 طفل يبصر النور قبل الزواج

الوضع السياسي في بيروت حمل جندلي ذلك العام للسفر إلى الولايات المتحدة، حيث كان يقيم أحد أقربائه، وهو نجم الدين الرفاعي مندوب سوريا في 1954 لدى الأمم المتحدة بنيويورك، فأمضى عاما في الدراسة بجامعة كولومبيا، ومن بعدها في جامعة وسكنسن التي درس فيها بمنحة مكنته من الحصول على الماجستير والدكتوراه بالاقتصاد والعلوم السياسية. وأثناء الدراسة في وسكنسن كانت لعبد الفتاح جندلي علاقة بزميلة له من أصل سويسري ألماني، اسمها جوان كارول شيبل، وأثمرت قبل الزواج عن طفل أنجبته، لكن والد الطالبة كان محافظا كما يبدو، فرفضه كزوج لابنته، ولم ير جندلي طريقا أمامه سوى درب الانفصال عن الأم وابنها معا، فسار عليه حتى قبل أيام من ولادة الطفل في 1956 وتوارى عن الأنظار.

 أما هي فردت بالأسوأ وعرضت طفلها في سان فرانسيسكو على من يرغب بتبنيه، وسريعا ظهر الزوجان بول وكلارا جوبز فتبنياه، وأيضا اختفى للطفل كل أثر، ولم تعد والدته تدري أين حلت به الرحال مع انتقال العائلة التي تبنته الى عناوين عدة عبر الزمن فنسوه كأنه لم يكن.

 بعد أشهر قليلة ظهر جندلي ثانية في حياة زميلته وأم ابنه الوحيد، فتزوجها وأنجبت منه طفلة في 1957 سماها منى، وضاقت به الأحوال فسافر الى سوريا حين كانت مع مصر في بداية الستينات بلدا واحدا، باسم الجمهورية العربية المتحدة، راغبا العمل في السلك الدبلوماسي، متأثرا ربما بعمل قريبه نجم الدين الرفاعي.

وكان الحلم الدبلوماسي صعب التحقيق على جندلي، فعمل مديراً لمصفاة تكرير نفط في حمص لمدة عام، وخلاله طلبت زوجته من المحاكم الانفصال، ونالت بعد الانفصال في 1962 حق الطلاق، ثم عاد هو إلى الولايات المتحدة من دون أن يتصل بها، وظل لا يدري أنها تزوجت أمريكيا من عائلة سيمبسون إلا حين التقاها بعد سنوات، ثم أقفل النسيان كل أبواب العودة الى الماضي، وراح جندلي يعمل بروفسورا مساعدا بجامعة ميتشيغن ثم في جامعة نيفادا، ومن بعدها تنوعت ظروف الحياة معه فأهمل أهم ما في ماضيه. ومضت سنون كان خلالها يتنقل من عمل إلى آخر: اشترى مطعما، وبعده عمل مديراً في شركات ومؤسسات بارزة في لاس فيغاس، ثم عاد ثانية الى حقل المطاعم فافتتح مطعمين مرة واحدة بمدينة رينو، ومع المطعمين انضم الى "كازينو وأوتيل بومتاون" ثم تكفل الزمن بالترقيات، حتى أصبح نائبا لرئيس المؤسسة التي يتولى إدارتها حاليا وقد بلغ الثمانين، مع أنه يبدو في الصور أصغر بعشر سنوات على الأقل، وفي لقاء مع صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، ذكر جندلي الذي لم يقم بزيارة سوريا ولا لبنان منذ أكثر من 35 سنة تقريبا، أنه مسلم غير ممارس ولم يقض الحج، ولكني مؤمن بالإسلام عقيدة وثقافة وبالعائلة، وأنصح العرب القادمين للدراسة بالولايات أن لا يطيلوا إقامتهم فيها لأن الفرص أمامهم كثيرة في العالم العربي، خصوصا في الخليج" كما قال.

 ومرة تذكر جندلي ابنه ستيف وابنته منى فقال في مقابلة مع صحيفة "لاس فيغاس صن": إنه ترك ابنته حين كان عمرها 5 أعوام، لأن أمها طلقتني عـنـدما سافرت الى سوريا، ثم عدت للاتصال بها بعد 10 سنوات، ولكن من دون طائل.

 ومن بعدها نقلت مكان إقامتها ولم أعلم بمكانها إلا منذ 10 أعوام فقط، فبقينا على تـواصل ولقاءات تتكرر 3 مرات كل عام تقريبا" وفق تعبيره.

وتعيش منى حاليا مع زوجها الذي اقترنت به في 1993 وهو المنتج والكاتب التلفزيوني الأمريكي، ريتشارد بيل، الأب منها لطفلين، وهي صاحبة 5 روايات شهيرة بين الأمريكيين أهمها "الأب الضائع" حول بحثها عن أبيها عبد الفتاح جندلي.

 أما ستيف جوبز الذي تزوج في 1991 من الأمريكية لورين بويل وله منها 3 أبناء فكرر ما فعله به أبوه وأقام علاقة بأمريكية اسمها كريسان برينان، فأنجبت منه خارج الزواج طفلة في 1978 رفض الاعتراف بأبوته لها فبقيت مع والدتها التي سمتها ليزا، ومن بعدها اعترف بها جوبز راضيا وهي من بين من سيرثوا دولارات بمئات الملايين تركها ومعها ترك الإعجاب لدى الصغير والكبير في 5 قارات. 

وسوم: العدد 929