ملك ملوك أفريقية معمر القذافي

xfgdafag9322.jpg

معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي عسكري ليبي وحاكم ليبيا السابق (مواليد 7 يونيو 1942 في سرت توفي مقتولاً يوم 20 اكتوبر 2011 بنفس المدينة ، ليبيا) حكم البلاد منذ 1969. وهو صاحب أطول فترة حكم لليبيا منذ أن أصبحت ولاية عثمانية سنة 1551. وفي ذات الوقت، تعد سنين حكمه للبلاد التي طالت نحو 42 عاما هي أطول سنين حكم لحاكم غير ملكي في التاريخ.

بدأ حكمه بانقلاب عسكري على الملكية الدستورية أسماه ثورة الفاتح من سبتمبر عندما كان ملازم في الجيش الليبي وذلك في 1 سبتمبر 1969 وأطاح من خلاله بحكم الملك إدريس الأول. كان يطلق على نفسه لقب قائد الثورة كما عرف بلقب "العقيد القذافي" وأطلق على نظام حكمه عام 1977 اسم الجماهيرية. كما أنه نفسه كان يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ سنة 1969، وشغل منصب رئيس مجلس قيادة الثورة في الفترة (1969 -1977). والقذافي واحد من القادة العرب الذين أتوا للحكم في النصف الثاني من القرن العشرين في عصر القومية العربية وجلاء الدول الاستعمارية عن الوطن العربي. فاتخذ في بادئ الأمر الخط القومي العربي، وحاول إعلان الوحدة مع تونس كما حدث بين مصر وسوريا، إلا أن محاولاته جميعها بائت بالفشل الذريع. فتحول من مشروعه القومي العربي إلى مشروع أفريقي، وسمى نفسه "ملك ملوك أفريقيا".

أثارت أفكاره التي يطرحها الكثير من الجدل والاستهجان من قبل الكثير داخل وخارج ليبيا، خاصة بعد إستفرداه بالقرار في البلاد لمدة تزيدة عن أربعة عقود وإتهامه مع عائلته بتهم الفساد وهدر مقدرات البلاد لسنين طوال وقمع الحريات العامة، بالرغم مما يطرحه من فكر جماهيري بالمشاركة بالسلطة، والذي أوجده في السبعينيات من القرن الفائت حسبما يقدمه في كتابه الأخضر.[5] وبنى نظاما لا نظير له في العالم على الإطلاق، ليس بالجمهوري ولا الملكي، وإنما هو مزيج من أنظمة قديمة وحديثة، يدعي أنه لا يحكم وإنما يقود ويتزعم، ولكن الواقع يشير إلى أنه يكرس كل الصلاحيات والمسؤوليات في يديه.

حياته الشخصية

اسمه الكامل هو معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي، من قبيلة القذاذفة. ولد في 7 يونيو 1942 في قرية اسمها (جهنم) بالقرب من (شعيب الكراعية) في وادي جارف بمنطقة سرت، وقتل في يوم 20/10/2011 في مدينة سرت. أرسله والده إلى بلدة سرت حيث أخذ الابتدائية عام 1956 م، ثم انتقل إلى مدينة سبها في الجنوب، عاش في كنف أمه وتزوج من فتحية خالد وله منها ابنه البكر محمد القذافي، ثم طلقها في وقت مبكر وتحديداً بعد استلامه السلطة وتزوج من صفية فركاش، التي له منها سبعة أبناء. وأكبر أولاده محمد القذافي من زوجته الأولى ويليه سيف الإسلام القذافي من الثانية ويليه الساعدي، المعتصم بالله، سيف العرب، هانيبال، خميس ابنته الوحيدة هي عائشة القذافي.

وقد وصفته برقية صادرة من سفير الولايات المتحدة في طرابلس جين كريتز في عام 2009 بأنه "شخصية زئبقية وغريب الأطوار، يعاني من عدة أنواع من الرُهاب، يحب رقص الفلامنكو الإسباني وسباق الخيل، يعمل ما بدا له ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء". وتضيف البرقية أن القذافي يصاب بنوبة من الخوف اللاإرادي من المرتفعات لذلك فهو يخشى الطوابق العليا من البنايات، كما أنه يفضل عدم الطيران فوق الماء.

زوجاته

فتحية نوري خالد زوجة العقيد الأولى، لم تكن قبل استلامه السلطة ممرضة بل كانت مدرّسة أنجب منها أكبر أنجاله (محمد)، ويقال أن زواجهما استمر شهورا فقط.

صفية فركاش زوجة القذافي الثانية وهي ممرضة ليبية سابقة تعرف عليها أول مرة أثناء خضوعه للعلاج في أحد المستشفيات وأنجب منها أولاده السبعة الآخرين. وهي تتنقل في أرجاء البلاد بطائرة خاصة، وينتظرها موكب من سيارات المرسيدس في كل مطار تصل إليه، تتسم تحركاتها بالتكتم. استضافت مأدبة في مجمع باب العزيزية بمناسبة الذكرى السنوية للثورة، وكان الحدث يتسم بالطابع الاحتفالي. تنحدر من مدينة البيضاء.

أبناؤه

فيما يلي نبذة عن عائلة القذافي، حسب ما ورد في برقيات السفارة الأميركية في ليبيا التي سربها موقع ويكيليكس. يوجد مقالة توضحية أبناء القذافي

1- محمد القذافي: الابن البكر من زوجة القذافي الأولى. يرأس اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك الآن 40% من شركة المشروبات الليبية، وحاليا هي صاحبة امتياز شركة كوكاكولا في ليبيا. كما يدير لجان البريد العام والاتصالات السلكية واللاسلكية والشركات المتفرعة منها، وهو مسؤول عن قطع الاتصالات عن ليبيا خلال الأيام الأولى لثورة 17 فبراير، وكان محمد القذافي معارضاً بعض الشيء لسياسات والده وعندما دخلت قوات المعارضة الليبية المسلحة إلى العاصمة طرابلس بمساعدة حلف شمال الأطلسي بتاريخ 21/8/2011م ظل محمد في منزله برفقة أمه وأبنائه وحراسه الشخصيين وبنفس اليوم طوقت مجموعة من قوات المعارضة المسلحة منزله وخلال مكالمته مع قناة الجزيرة الإخبارية قال إنه رهن الاعتقال المنزلي وقال محمد معلقاً على الأحداث الجارية "حزنت للقتال بين الأخوة والأشقاء وتمنيت أن تحل المشاكل بالود والحوار" وإنتهت مكالمته مع القناة بصوت زخات من الرصاص تبين فيما بعد أنها إشتباكات بين حراسه الشخصيين والمجموعة التي كانت تطوق منزله عندها علق مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي السابق ورئيس المجلس الوطني الانتقالي من خلال اتصال هاتفي لاحق مع قناة الجزيرة قائلاً "محمد معمر القذافي سيبقى في منزله في أمان تام ونضمن ذلك" وقال أيضاً إن تبادلا لإطلاق النار بين ثلاثة من الحرس الشخصي للنجل الأكبر للقذافي والثوار الذين يحيطون بمنزله أسفر عن مقتل أحد الثوار وإصابة إثنين علاوة على إصابة أحد الحراس بينما لم يصب محمد القذافي أو أي من أفراد أسرته بمكروه وعاودت قناة الجزيرة الاتصال به مرة أخرى لكن المكالمة إنتهت كما في المرة السابقة بزخات من الرصاص، ليتبين فيما بعد انه وبمساعدة افراد من الكتائب الموالية للقذافي هرب من الإقامة الجبرية التي فُرضت عليه إلى دولة الجزائر رفقة افراد آخرين من عائلة القذافي.

2- سيف الإسلام ثاني أكبر أبناء القذافي، ونظر إليه طوال السنين السابقة لثورة 17 فبراير/شباط على أنه الزعيم الذي يجري تحضيره لخلافة والده. ظهر بعد أيام من اندلاع الاحتجاجات على شاشات التلفزيون وخاطب الأمة مهددا ومحذرا من نشوب حرب أهلية، قالت قوات المعارضة الليبية المسلحة إنها إعتقلته قبيل دخولها لمدينة طرابلس العاصمة الليبية في يوم 21 أغسطس/آب2011م وأكد حينها مدعي عام محكمة الجنايات الدولية لويس مورينو أوكامبو ذاك النباً،لكن سيف الإسلام عاود الظهور مرة أخرى فجر الثلاثاء 23 أغسطس/آب2011م في قاعدة باب العزيزية بين حشد من مناصريه وعدد من الصحفيين ساخراً من مذكرة الاعتقال التي أصدرتها محكمة العدل الدولية بحقه، وأكد مراسلوا عدة وكالات أنباء منها وكالة رويترز وBBC ووكالة الأنباء الفرنسية أنهم إلتقوا سيف الإسلام وأدلى لهم بتصريحات مفادها أن والده لا يزال في طرابلس ونفى سيف الإسلام أنباء اعتقاله وسيطرة قوات المعارضة على العاصمة، وعادوت محكمة العدل الدولية نفي الخبر الذي نقل عن مدعي عام المحكمة أن سيف الإسلام قد إعتقل وكانت محكمة العدل الدلية قد أصدرت بحقه هو ووالده مذكرة اعتقال وتتهمه المحكمة بالوقوف وراء تنفيذ إغتيالات داخل ليبيا ويلف الغموض مصير سيف الإسلام القذافي بعد سقوط قاعدة باب العزيزية بيد قوات المعارضة يوم 23/أغسطس/آب2011. مهندس وحائز على شهادة الدكتوراه من كلية العلوم الاقتصادية في لندن، واعتبر وجه النظام في الخارج. سبق له أن نادي بالإصلاح السياسي والاقتصادي، و"دعم" دور منظمات غير حكومية[بحاجة لمصدر] من خلال ترؤسه مؤسسة القذافي الخيرية العالمية.

السفارة الأميركية في طرابلس قالت عنه "لقد كان دور سيف الإسلام الرفيع المستوى كواجهة دولية للنظام بمثابة نعمة ونقمة عليه. عزز صورته ولكن العديد من الليبيين ينظرون إليه باعتباره شديد الاعتداد بنفسه وحريصا على استرضاء الأجانب".

رافق سيف الإسلام المتهم الرئيسي والمدان في تفجير لوكربي عبد الباسط المقرحي الذي كان مدانا بالسجن مدى الحياة في اسكتلندا، لكن السلطات هناك أفرجت عنه عام 2009 وسمحت له بالعودة إلى ليبيالاصابته بالسرطان وبداعي "السماح له بالموت في بلده وبين أهله".

3- الساعدي: ثالث أبناء القذافي، يعرف عنه سوء السلوك وله ماض مضطرب يتضمن اشتباكات مع الشرطة في أوروبا (خصوصا إيطاليا)، وتعاطي المخدرات والكحول والاحتفالات المستمرة، والسفر إلى الخارج رغم أنف والده.

لاعب كرة قدم محترف سابق (لعب موسما واحدا مع بيروجيا وكان في دوري الدرجة الأولى في إيطاليا. يملك حصة كبيرة في فريق الأهلي أحد أكبر فريقين لكرة القدم في ليبيا، وترأس الاتحاد الليبي لكرة القدم). يحمل شهادة في الهندسة وعمل لفترة وجيزة ضابطا في وحدة للقوات الخاصة.

لديه قوات خاصة به استخدمها للحصول على امتيازات تجارية. يمتلك شركة إنتاج تلفزيوني ويقال إنه شارك في سحق احتجاجات 2011 في بنغازي.

4- هانيبال: رابع أبناء القذافي، متقلب وسجله مليء بالمواجهات مع السلطات في أوروبا وأماكن أخرى. اعتقل وزوجته في جنيف على خلفية اتهامات بضرب خدمه مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا انتهت بتوقف سويسرا عن ملاحقة هنيبعل بعد تهديدات ليبية بسحب الاستثمارات.

في ديسمبر/كانون الثاني 2009، استدعى العاملون في فندق كلاريدج بالعاصمة البريطانية لندن الشرطة بعد سماعهم صراخا صادرا من غرفة هنيبعل، وقد وجدت امرأة تدعى ألين سكاف –التي هي زوجته اليوم- ووجهها مليء بالجروح ولكنها لم تتقدم بشكوى ضده وادعت أن الجروح نتيجة تعثرها وسقوطها على الأرض.

5- المعتصم: خامس أبناء القذافي، مستشار والده للأمن القومي وكان حتى وقت قريب يتمتع بحظوة كبيرة. في عام 2008 طلب مبلغ 1.2 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية شبيهة بتلك التي يقودها أخوه الأصغر خميس. فقَد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية بين عامي 2001 و2005 عندما استغل إخوته غيابه وفرضوا سطوة شركاتهم الخاصة على البلاد. وصفه السفير الصربي في ليبيا بأنه "لا يتمتع بذكاء حاد".

6- خميس: الابن السادس للقذافي، قائد وحدة للقوات الخاصة -الكتيبة 32- أو لواء خميس، وهو لواء تم تدريبه في روسيا ويضطلع على نحو فعال بحماية النظام. كما تشارك هذه الوحدة في قمع المحتجين المعارضين لنظام القذافي.

7- عائشة ابنة القذافي وتضطلع بدور الوسيط في حل الخلافات العائلية، وتعمل في مجال المنظمات غير الحكومية. يتذكر الليبيون استقدامها المغني العالمي ليونيل ريتشي إلى ليبيا منذ عدة سنوات ليغني في حفل عيد ميلادها.

8- هناء: "ابنة" القذافي المتبناة، زعم القذافي أنها "قتلت" في القصف الأميركي لطرابلس عام 1986.

9- سيف العرب: أقل أبناء القذافي الثمانية شهرة. يقال إنه يعيش في ميونيخ بألمانيا حيث يقال إنه يدير عددا من المصالح غير الواضحة المعالم، ويعرف عنه قضاء الكثير من وقته في الحفلات.

ادعت السلطات الليبية في طرابلس أنه "قتل إثر قصف جوي لأحد المباني التابعة للقذافي من قبل مقاتلات الناتو مساء 30 أبريل/نيسان 2011 شنته على منزل تابع لمعمر القذافي"، وقد أعلن التلفزيون الليبي الرسمي أنه قتل وثلاثة من احفاد العقيد في قصف لحلف شمال الأطلسي على منزله حين تواجد والده معمر القذافي وزوجته هناك.

10- ميلاد: "الابن" السابع للقذافي، وهو ابن شقيقه الذي تبناه.

أفكاره وأطروحاته

يطرح معمر القذافي نظريه سياسية في الحكم تقوم على سلطة الشعب عن طريق الديمقراطية المباشرة من خلال المؤتمرات الشعبية الأساسية كأداة للتشريع واللجان الشعبية كأداة للتنفيذ ويقدم شرحا وافيا عنها في الكتاب الاخضر الذي ألفه في سبعينيات القرن العشرين الماضي والذي يحتوي أيضا نظرية تطرح الاشتراكية بصورة لم تظهر من قبل وطرحا للركن الاجتماعي لهذه النظرية التي تعرف بالنظرية العالمية الثالثة تمييزا لها عن سابقتيها الرأسمالية والماركسية. ويقول معمر القذافي عنها أنها خلاصة التجارب الإنسانية ويقدم معمر القذافي من خلال تجربته في العمل السياسي عندما كان طالبا أداة سياسية فريدة من نوعها تعرف باللجان الثورية ليس من بين أهدافها الوصول إلى السلطة وله أيضاً آراء في القضايا الدولية وقضايا البيئة ومقترحات لحلولها يطرحها من خلاله أفكاره من أجل حل لما يسمى بمشكلة الشرق الأوسط المزمنة والتي تتمحور حول الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وهي الرؤية التي ضمنها في الكتاب الأبيض (إسراطين) الذي يورد آراء وتصورات لعرب ويهود وساسة من الغرب ومشاريع دولية تزكي وتؤيد الحل الذي يقترحه في الكتاب الأبيض بإقامة دولة واحدة مندمجة للفلسطينيين واليهود ووفق قراءة ورؤية لجذور المشكل ومسبباته وأبعاده كافة.

نحو العرب

كوّن القذافي مجموعة الضباط الوحدويين الأحرار عام 1964، ولعب دورا جوهريا في الانقلاب على الحكم السنوسي في ليبيا في الأول من سبتمبر/أيلول 1969، وتم إعلان الجمهورية في ليبيا التي تحول اسمها فيما بعد إلى الجماهيرية.

عرف عن القذافي ارتباطه القوي بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ودعواته القوية للوحدة العربية، حتى إنه كان من المتحمسين للوحدة الاندماجية مع جيرانه من العرب مثل مصر وتونس، لكن هذه الحماسة ما لبثت أن خبت في مراحل لاحقة، حيث تخلى عن العمق العربي لليبيا لصالح العمق الأفريقي، حتى إنه وضع خريطة أفريقيا بدلا عن خريطة الوطن العربي كإحدى الخلفيات الرسمية في الدولة، ودعا للوحدة الأفريقية كما فعل من قبل مع الدول العربية، قبل أن يسمي نفسه ملك ملوك أفريقيا.

في عام 1976 نشر القذافي كتابه الأخضر وجعله أيقونة لجماهيريته، وعرض فيه ما سماها النظرية العالمية الثالثة التي اعتبرها تجاوزا للماركسية والرأسمالية، وتستند إلى حكم الجماهير الشعبية، وتم اعتماد اللون الأخضر لونا رسميا في البلاد.

عرف عن القذافي تطرفه في الكثير من القضايا، ومحاولاته الخروج عن المألوف والسائد، حتى في قضايا متفق عليها، ومن بين ذلك مثلا موقفه من القضية الفلسطينية ودعوته لتأسيس دولة سماها "إسراطين" تجمع بين فلسطين وإسرائيل، وقراره التخلي عن التقويم الهجري، وتبني تقويم جديد وفريد لليبيا يبدأ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتماد تسميات مختلفة عما هو سائد من أسماء للشهور.

أطلق عليه الزعيم جمال عبد الناصر لقب أمين القومية العربية والوحدة العربية. وانشغاله بالهموم القومية جعلته دائماً المبادر إلى إطلاق العديد من التجارب الوحدوية :

ميثاق طرابلس الوحدوي في 27 ديسمبر/كانون الأول 1969 بين مصرالسودانليبيا.

إعلان القاهرة في سنة 1970 الذي استند إلى مبادئ الثورة، الحرية، الاشتراكية، الوحدة بين البلدان الثلاث.

اتحاد الجمهوريات العربية 17/4/1971 بين ليبيا، مصر، سورية باعتبارهما النواة الأساسية لتحقيق الوحدة الشاملة.

الوحدة الاندماجية بين ليبيا ومصر سنة 1972.

المسيرة الوحدوية التي قادها من رأس أجدير متجهة إلى مصر تعبيرا عن إرادة الشعب العربي في تحقيق الوحدة العربية الاندماجية 18 يوليو 1973.

بيان جربة لإقامة الجمهورية العربية الإسلامية بين ليبيا وتونس بورقيبة في 12 أبريل 1974.

بيان حاسي مسعود الوحدوي بين ليبيا والجزائر 28 ديسمبر 1975.

المساعي الوحدوية مع سوريا والسودان لتحقيق الاندماج السياسي والاقتصادي.

بيان وجدة الوحدوي بين المغرب وليبيا في18 اغسطس 1984 لإقامة الاتحاد العربي الإفريقي.

دعوة الأقطار العربية في سنة 1988 إلى الانضمام للاتحاد العربي الإفريقي الذي اقامه مع المغرب سنة 1984 والذي اعتبره بوابة لوحدة عربية شاملة.

المشروع الوحدوي الذي قدمه في مؤتمر القمة العربي لسنة 1988.

إزالة الحدود والبوابات الوهمية بين ليبيا وتونس من جانب ومصر من جانب آخر في سنة 1988.

الدور البارز للجماهيرية في توحيد شطري اليمن.

اتفاقية مراكش لاتحاد المغرب العربي في سنة 1989 باعتباره مرحلة أولية نحو الوحدة العربية الشاملة.

مشروع الاتحاد العربي المطروح على رؤساء وملوك الدول العربية والذي تضمن أن تكوِّن الأقطار العربية فيما بينها اتحادا تكون له الشخصية القانونية، كما يتمتع بالأهلية اللازمة لأداء مهامه في الأقطار.

الأعضاء ويكون تطويرا للجامعة العربية وتحويلها من إطار تنسيقى شكلى إلى اتحاد حقيقى بين بلدانها.

مشروع الاتحاد العربي الأفريقي الذي يوحد العرب والافارقة في فضاء استراتيجى كبير يمنع التمزق والتشرذم العربى والتجزؤ والضياع بين كتل وفضاءات قارية مختلفة.

نحو أفريقيا

التوجه نحو أفريقيا ليس جديداً في فكر معمر القذافي بل أنه طالما ردد منذ بداية الثورة في 1969 شعارات أن أفريقيا للإفريقيين، وأن لا حلف لأفريقيا إلا مع نفسها مؤكداً على أهمية ودور القارة الأفريقية في عالم اليوم. وفي هذا الصدد لعبت الدول الأفريقية دورا هاما في تليين موقف أميركا وبريطانيا في القبول بالشروط الليبية بشأن قضية لوكربي وذلك باتخاذها قرارا في قمة واجادوجو لرؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية بكسر الحظر المفروض من مجلس الأمن الدولي على ليبيا بحلول شهر سبتمبر من نفس العام الذي عقدت فيه القمة ما لم تستجب الدولتان للشروط الليبية. ولعل هذا ما دعم توجهات معمّر القذافي الأفريقية خاصة وأن الظروف الدولية قد شهدت العديد من المستجدات التي تدفع باتجاه توحيد القارة فأسس في العام 1999 تجمع دول الساحل والصحراء الذي يضم الآن 23 دولة في عضويته، كما بذل معمّر القذافي عقب ذلك جهودا حثيثة لتطوير منظمة الوحدة الأفريقية وتحويلها إلى الإتحاد الأفريقي، وهو ما نجح فيه بالفعل في قمة سرت للقادة الأفارقة التي عقدت في 9 سبتمبر/أيلول 1999 والمعروف ب9.9.1999 والتي صدر عنها إعلان سرت الشهير، كما فتح أبواب ليبيا على أفريقيا بصورة واسعة ليست عليها من قبل. ويسعى حاليا إلى قيام الولايات المتحدة الأفريقية.

علاقاته بالغرب

بدأت علاقات الزعيم الليبي مع الغرب بالصدام والتوتر بسبب تصريحات ومواقف ونشاطات العقيد، التي تعتبرها القوى الغربية معادية لها وداعمة "للإرهاب الدولي"، ووصل توتر العلاقات بين الطرفين ذروته حينما قامت الطائرات الأميركية بقصف مقره صيف عام 1986، ولكنه نجا من الهجوم.

وفي عام 1988 اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا الجماهيرية الليبية بتدبير سقوط طائرة شركة الخطوط الجوية الأميركية بان أميركان فوق بلدة لوكربي عام 1988 في أسكتلندا، مما أدى إلى مقتل 259 راكبا إضافة إلى 11 شخصا من سكان لوكربي. ففرضت الولايات المتحدة حصارا اقتصاديا على ليبيا في عام 1992 م.

لكن العلاقات بين الطرفين توطدت كثيرا خلال السنوات الأخيرة بعدما توصلت ليبيا إلى تسوية لقضية لوكربي في أغسطس/آب 2003 دفعت ليبيا بموجبها تعويضات بنحو 2.7 مليار دولار، وسلمت اثنين من مواطنيها المتهمين بالتفجير وهما عبد الباسط المقرحي والأمين فحيمة للقضاء الأسكتلندي ليحاكمهما في هولندا، فحكم على الأول بالمؤبد وبرأ ساحة الثاني، وفي عام 2009 تم ترحيل المقرحي إلى ليبيا بسبب مرضه.

وتعززت علاقة القذافي بالغرب بعد أن فكك برنامجه النووي وسلم جميع الوثائق والمعدات والمعلومات للولايات المتحدة الأميركية.

ونتيجة للسياسة الجديدة للقذافي قام مجلس الأمن في عام 2003 برفع العقوبات المفروضة على ليبيا.

قضايا خارجية

قضية موسى الصدر

يدور الكثير من الجدل حول اختفاء موسى الصدر (قائد شيعي لبناني كبير) وعن صلة ذلك بالقذافي فقد اختفى الصدر ومن كان معه في ليبيا أثناء زيارته لها، على أكثر الادعاءات. وكونه حياً أو ميتاً لا زال محور تساؤل جدي. صرح الأمين العام حسن نصر الله في إحدى خطاباته سابقاً بأن ليس أمام ليبيا إلا رد الإمام وقد ادعى أحد المعارضين الليبيين أنه يعلم بوجود الصدر في إحدى سجون ليبيا، مستعملاً ذلك كورقة ضغط سياسي. الصدر لايعلم هل هو في ليبيا أو لا لأن آخر مقر زاره ليبيا فلهذا اتهمت ليبيا بذلك الإختطاف. لقد جاء السيد موسى الصدر إلى ليبيا بدعوة شخصية من القدافى. لقد كان السيد في ضيافة القدافى، فكيف يختفي من دون علم المضيف. أيضا كان بصحبته اثنين من رفاقه هما الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، هما أيضا اختفيا معه.

و في فبراير/شباط 2011، أكد الرائد عبد المنعم الهونى - شريك معمر القذافى في ثورة الفاتح ومندوب ليبيا المستقيل لدى الجامعة العربية - أن "الإمام موسى الصدر قتل خلال زيارته الشهيرة إلى ليبيا ودفن في منطقة سبها في جنوب البلاد" - بينما أعلن السيد صدر الدين الصدر نجل الامام موسى الصدر أن والده ما زال حبيساً في السجون الليبية.

قضية لوكربي

لقد كانت قضية لوكربي من أخطر التحدّيات التي واجهها معمّر القذافي فلم يكن بيد الغرب يوما ما حجّة قويّة يمكن أن يستخدمها ضد ليبيا في صراعه معها كهذه القضية ليس لكفاية الدليل فيها بل لان الغرب استطاع الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي يلزم ليبيا بتسليم اثنين من مواطنيها مشتبه في ضلوعهما في الحادث والقرار في ذاته لا يشكل ضغطا كبيرا على ليبيا غير أن صيغته التي قدّمتها الدولتان بالإمكان تطويرها بصورة يمكن أن تصل إلى حد العمل العسكري ضد ليبيا تطبيقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

استطاع معمّر القذافي على مدى سبع سنين هي الفترة التي استغرقتها الأزمة أن يديرها بصورة قادت إلى خروج ليبيا منها بسلام مناورا بين القبول بالقرارات الدولية تارة ثم التفاوض حولها، وتارة أخرى متحدّيا لها، بكسر الحظر الجوّي المفروض وذلك بقيام الطائرات الليبية بنقل أفواج الحجيج دون أذن من الأمم المتحدة أو قيامه هو بكسر هذا الحظر من خلال الانتقال إلى الدول العربية أو الأفريقية على متن طائرات ليبية دون أذن من المنظمة المذكورة، أو الالتفاف على الحظر الاقتصادي من خلال شبكة مؤسسات مالية استطاع معمّر القذافي أن يقيمها على مدى سنوات، وأن يوظفّها بصورة جعلت من الحظر لا تأثير له في القرار الليبي. لقد استطاع معمّر القذافي أن يوّظف الاقتصاد الليبي والعلاقات الدولية التي أقامها منذ وصوله إلى سدة القيادة في ليبيا لخدمة المعركة المفروضة عليه من خصومه الذين ما انفكوا يبحثون عن الفرص للإيقاع به ولم ينجحوا يوما ما في مآربهم، كما استطاع معمّر القذافي أن ينجح في تعبئة الليبيين في هذه المعركة، وان يجعل منها فرصة أخرى تزيد التفافهم من حوله. انتصرت ليبيا في هذه المعركه السياسية وذلك بعد قبول الولايات المتحده بمحاكمه المشتبه فيهما إلى دولة محايدة.

الممرضات البلغاريات

وعلى النقيض من الممرضات الأوكرانيات اللاتي كان لهن الحظوة لدى القذافي، فقد حل غضبه وسخطه على نظيراتهن البلغاريات اللاتي جئن أصلا إلى ليبيا –كما الأوكرانيات- بحثا عن الرواتب الرفيعة، فانتهى بهن الأمر سجينات مع طبيب فلسطيني بتهمة حقن 436 من أطفال بنغازي بفيروس الإيدز.

وكما حامت الشكوك ابتداء حول مصداقية اتهامات العقيد للممرضات البلغاريات فقد كانت نهاية القصة أقل مصداقية وأكثر شبهة وإثارة للجدل حين انتهت بعفو عنهن مقابل تعويض نحو نصف مليار دولار من قبل بلغاريا لأسر الأطفال المصابين.

لكن البلغاريين أكدوا أنهم لم يدفعوا فلسا واحدا لليبيين قبل أن تتكشف معلومات أخرى بأن العقيد هو من حول أموال الصفقة لتعاد إليه من جديد، وزاد الأمر إشكالا وغموضا حين اعترف نجله سيف الإسلام القذافي بتعرضهن للتعذيب، وعدم ثبوت التهم عليهن، مقرا بأن القصة كانت تهدف بالأساس لابتزاز الغربيين.

أما الطبيب الفلسطيني المرافق لهن فكان الأوربيون أرحم به من القذافي حين أصروا على شموله بصفقة الإفراج رغم اعتراض المفاوض الليبي، ولتسهيل شموله بالصفقة وإخراجه من جحيم القذافي تم منحه الجنسية البلغارية.

القذافي الجديد

عندما انتهت محاكمة الليبيين المشتبه فيهما في قضية لوكربي وأدين أحدهما استنادا على ادّلة ظرفية، راهن الجميع على ان هذا بداية لمرحلة أخرى من العداء بين معمّر القذافي وخصومه، غير أن المراهنة كانت خاسرة فقد دخلت ليبيا في مفاوضات أثبتت أن القضية ليست لوكربي في ذاتها ولكنها ليبيا ودورها الإقليمي والدولي، وليبيا ونواياها في بناء قدراتها الدفاعية الذاتية بما في ذلك برنامجها النووي الذي تخلّت عنه خوفا في 19 ديسمبر/كانون الأول 2003، وفتح لها ذلك الباب واسعا على الغرب ،ليحل معمّر القذافي ضيفا على أوروبا في مقر مفوضية اتحّادها في بروكسل وعلى نوابها محاورا لهم، وليستقبل في ليبيا في أقل من سنة القادة الفاعلين في السياسة الأوروبية وهم توني بلير رئيس الوزراء البريطاني، وجيرهارت شرودر المستشار الألماني ،و جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية، واثبت معمّر القذافي مرة أخرى براعته وقدرته في الحفاظ على دور لليبيا ومركزيتها في الفضاء العربى الافريقى. واستقبل في ديسمبر/كانون الأول 2007 في البرتغال في القمة الأفريقية الأوروبية تلتها زيارة تاريخية لفرنسا وإسبانيا.

خطابه في الأمم المتحدة

في 23 سبتمبر/أيلول 2009 زار مقر الأمم المتحدة وتحدث امام الجمعية العمومية في خطاب مدته ساعة ونصف، وفي كلمته وهي الأولى له أمامها بعد أربعة عقود من حكمه، أعاد القذافي التعبير عن عبثية هذه المنظمة ليقوم بخطوة رمزية تعبر عند مدى السخط والاحتجاج على عبثية هذه المنظمة الشاسعة والمحكومة للغرب عامة وللولايات المتحدة الأمريكية خاصة، بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة الذي لم تتحقق منه مجرد ديباجته بالادعاء بان سبب وجود الأمم المتحدة"الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين" ودعا إلى تحويل سلطة مجلس الأمن إلى هذه الهيئة لأنه بات "مجلس رعب" لن تعترف بلاده بقراراته بعد اليوم إذا استمرت تركيبته الحالية، طالب القذافي بتحقيق في كل الحروب والاغتيالات. وذكّر القذافي بأن 65 حربا نشبت منذ إنشاء الأمم المتحدة، وإصلاحُ المنظمة ليس بتوسعة مجلس الأمن لأنه لن يمكن التوفيق بين الدول الكبيرة.

وتساءل كيف تتنازل إيطاليا التي قاتلت مع الحلفاء عن المقعد لألمانيا التي سببت الحرب العالمية وهزمت فيها؟ واعتبر الحل هو إلغاء العضويات الفردية لصالح الاتحادات القارية. واعتبر القذافي أن أفريقيا جديرة بمقعد دائم، حتى دون إصلاح مجلس الأمن، استحقاقا عن الماضي كـ"قارة معزولة ومضطهدة ننظر إليها كحيوانات ثم عبيد ثم مستعمرات تحت الوصاية".

وقال إن الصين هي الدولة الوحيدة التي "صوتنا" عليها في مجلس الأمن الذي يحاكم دولا يفترض أن يترك أمر اختيار أنظمتها لمجتمعاتها فهي حرة، حسب قوله، في أن تكون ديكتاتورية أو رجعية أو ما شاءت.

وتساءل لم لا يسمح لطالبان بأن تحكم أفغانستان دولةً دينية كـ"الفاتيكان"؟

ووصف القذافي الجمعية العامة بأنها "هايد بارك"، متنزه لندن الشهير، أي أنها منبرٌ للخطابة فقط، وهاجم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحكمة العدل لأنهما تحإسبان الضعفاء فقط.

وعرض مقترحا لتعويض الدول المستعمَرة لتتوقف الهجرة (نحو الشمال) لأنها جري وراء ثروات منهوبة، فلا هجرة من بلاده إلى إيطاليا لأن الأخيرة أقرت تعويضها عن الاستعمار واعتذرت، ووقعت معاهدة تمنع الاعتداء عليها.

واقترح أن يُدفع إلى أفريقيا 777 تريليون دولار تعويض عن المرحلة الاستعمارية. وحيا كلمة باراك أوباما قبله كخطاب لم يدل به أي رئيس أميركي عاصره، وقال إنه يوافق على كل ما جاء فيه كحديثه عن استحالة فرض الديمقراطية من الخارج. وقال إن أفريقيا فخورة بابنها "الأسود" الذي صار رئيسا، لكنه "ومضة في الظلام" عمرها أربع سنوات وبعدها "من يضمن من يحكم أميركا؟".

ودعا أيضا للتحقيق في قضايا كثيرة، كغزو غرينادا وبنما وحربي العراق وأفغانستان وإعدامات لم يعرف من نفذها، حسب قوله، كإعدام صدام حسين وهو أسير حرب و"رئيس دولة عضو في الأمم المتحدة"، وأيضا للتحقيق في فضيحة "أبو غريب"، والعدوان على غزة ومجازر صبرا وشاتيلا. وتساءل لم لا يحقق في اغتيال باتريس لومومبا، وحتى الرئيس الأميركي جون كينيدي الذي صُفي -حسب القذافي- لما أراد إخضاع مفاعل ديمونة الإسرائيلي للتفتيش.

وتطرق القذافي إلى قضايا عديدة من إنفلونزا الخنازير ومعاهدة أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد إلى فلسطين ودارفور والقرصنة البحرية.

واتهم القذافي شركات كبرى بنشر فيروس إنفلونزا الخنازير وتصنيع المصل المضاد للمتاجرة به، متسائلا كيف يدفع الإنسان مقابل الدواء؟

واعتبر اتفاقية أوتاوا الحالية خاطئة ودعا الموقعين لمراجعة مواقفهم، لأن من حقهم استخدام الألغام لأنها دفاعية أصلا.

أما القضية الفلسطينية فلا حل لها -حسب قوله- إلا في دولة واحدة ديمقراطية للشعبين، لاستحالة قيام دولتين متجاورتين، لأنهما متداخلتان أصلا. وخاطب اليهود قائلا إن العرب هم من حماهم من الرومان ومحاكم التفتيش والمحرقة، والغرب يزج بهم الآن ليقاتلوا من دافعوا عنهم.

أما في دارفور، فقد استتب السلام حسب القذافي الذي اتهم الدول الغربية بتأجيج الصراع بحثا عن موطئ قدم، ودعاها إلى تحويل المساعدات إلى مشاريع إنمائية.

ودافع عن قراصنة الصومال فهم يدافعون -حسبه- عن ثروة بلادهم التي تنهبها دول تلوث مياههم أيضا بالنفايات السامة، وقال إنه التقى بهم وعرض عليهم معاهدة تحمي حقوق بلادهم مقابل توقف أعمال الخطف.

ولكن القذافي لم يتعرض إلى نتائج التحقيق المزعومة في مجزرة سجن أبو سليم في منتصف التسعيات حيث تم قتل حوالي 1200 سجين بدم بارد في يونيو 1996.

فضائح ثروته

نشر موقع ويكيليكس تقارير قالت إن العقيد معمر القذافي يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر بـ 131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا للعام 2011 م البالغة 22 مليار دولار. وتقول التقارير إن معظم استثمارات القذافي في إيطاليا بسبب العلاقة الوثيقة التي تربطه برئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، وهو يمتلك نحو 5% من كبرى الشركات الإيطالية، كما يمتلك أسهما في نادي يوفنتوس وشركة نفط "تام أويل" وشركات تأمين واتصالات وشركات ملابس شهيرة. وتقدر الإحصاءات أن ثروة القذافي يمكن أن تسد حاجة الوطن العربي الغذائية التي تقدر بين 20 و25 مليار دولار مدة ثلاث إلى أربع سنوات.

الحارسات الشخصيات

باتت الحارسات الشخصيات إلى جانب الملابس غير المألوفة والخيمة العربية ثلاثة مظاهر ارتبطت بالزعيم الليبي معمر القذافي، ولفتت الأنظار إليه في زياراته لدول العالم المختلفة.

وجاء اختيار العقيد القذافي للنساء لحمايته متناقضا مع تصوراته المعلنة عن المرأة، وتأكيداته المكررة في كتابه الأخضر أن "مكان النساء هو البيوت لأن تكليفهن بوظائف الرجال يفقدهن أنوثتهن وجمالهن".

وتشير المعلومات القليلة المتوافرة عن حارسات القذافي إلى أن تعدادهن يصل لنحو 400 حارسة، وأنهن يشكلن وحدة ذات وضع مميز داخل القوات الخاصة المكلفة بحمايته.

وتعود أصول هؤلاء الحارسات إلى منطقة الصحراء التي تشير الروايات التاريخية المتداولة بليبيا إلى أنها كانت مقر النساء الأمازيغيات المحاربات في الأساطير اليونانية.

ويختار القذافي حارساته وفق معايير محددة أهمها أن لا يتعدى السن العشرين عاما، والعذرية وعدم الزواج، وتوفر قدر معين من الجمال، والقوام الفارع والبنية القوية الشبيهة ببنية الرجال، والولاء المطلق لـ"الأخ قائد الثورة".

وتحصل كل مرشحة لوظيفة حارسة للقذافي على تأهيل عسكري متقدم يتم التركيز فيه على إتقان استخدام كافة أنواع المسدسات والبنادق والرشاشات وممارسة رياضات الالتحام البدني العنيف كالكاراتيه والجودو.

وترتدي المرشحة بعد انضمامها لحارسات العقيد حلة عسكرية خضراء ضيقة وحذاء بكعب منخفض، وتسلح بمسدس سريع الطلقات وخنجر، ويسمح لها باستخدام مستحضرات التجميل أثناء الخدمة وإخفاء شعرها تحت الطاقية العسكرية.

ولا تقتصر مهام حارسات القذافي على حماية الأخير في حله وترحاله، إذ تتعداها إلى ملازمته على مدار الساعة ومساعدته في ارتداء إزاره الطويل والترفيه عنه وقراءة صفحات من الكتاب الأخضر.

وأطلق القذافي على حارساته كلهن اسم عائشة تيمنا باسم ابنته الوحيدة، ويرافق الزعيم الليبي في زياراته الدولية ما بين 12 و40 من حارساته اللائي يميزهن بالأرقام ويطلق عليهن لقب راهبات الثورة.

وتسببت هؤلاء الحارسات في مشكلة بروتوكولية شهيرة عندما منعهن الحراس المصريون من الدخول مع القذافي لقاعة مؤتمر دولي شارك فيه الأخير بمدينة شرم الشيخ قبل أربعة أعوام.

وليس معروفا السبب الذي جعل العقيد الليبي يختار لنفسه حارسات له بدلا من حرس رجال، غير أن صحيفة بازلر تسايتونغ السويسرية أرجعت هذا إلى اعتقاد الزعيم الليبي أن النساء أقل خطرا عليه من الحراس الرجال الذين يمكن أن يغدروا به ويتآمروا عليه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحارسات الشابات كن يكافأن على ولائهن للزعيم القائد بمنحهن رواتب خيالية وإرسالهن للتسوق في إيطاليا بين حين وآخر، وكشفت أن ثقة الزعيم الليبي المطلقة بحارساته تراجعت لأسباب غير معروفة في الفترة الأخيرة، وأوضحت أن المظهر الأبرز لهذا التراجع هو تجريد الحارسات من المسدس والخنجر.

وإلى جانب ما كشفته الصحيفة السويسرية، فقد لفت مراقبون إلى اختفاء الحارسات الشابات -اللائي لم تنجح أي وسيلة إعلامية من الالتقاء بواحدة منهن- من المشهد المحيط بالقذافي منذ اندلاع ثورة 17 فبراير/شباط.

الممرضات الأوكرانيات

وإضافة لحارساته الشابات، اشتهر العقيد معمر القذافي في السنوات الأخيرة بإحاطة نفسه بأربع ممرضات أوكرانيات، دخلن منطقة الضوء الإعلامي بعد حديث وثائق موقع ويكيليكس عنهن.
وذكرت برقية دبلوماسية أميركية سرية نشرها الموقع أن الممرضة جالينا كولوتنيتسكا هي الوحيدة من بين زميلاتها التي ترافق الزعيم الليبي أينما ذهب وتعرف كل روتين حياته.

وأشارت الوثيقة -وهي برقية موجهة من سفارة الولايات المتحدة بطرابلس إلى الخارجية الأميركية بواشنطن- إلى أن تسبب إجراءات روتينية في تأخير سفر الممرضة الأوكرانية الشقراء قبل عامين، دفع القذافي لإرسال طائرته الخاصة لتنقلها من طرابلس لتلحق به بالبرتغال حيث كان في طريقه إلى نيويورك.[14]

تنفرد الممرضات من بين عموم النساء بمكانة خاصة لدى الزعيم الليبي معمر القذافي، جعلت منهن السيدات الأول والأكثر حظوة وقربا من قلب العقيد الذي صار بعد وصوله للسلطة يلف نفسه بمحيط نسائي من الممرضات والحارسات.

وتحظى صفية فركاش (زوجته الثانية) بنفوذ وتسافر -بحسب وثائق لويكيليكس- في طائرة خاصة، وفي خدمتها موكب من سيارات المرسيدس ليقلّها من المطار إلى وجهتها، غير أن تنقلاتها محدودة ومحاطة بالسرية.

ولئن كانت الممرضة فركاش ظلت بعيدة عن الأضواء فإن علاقة الزعيم بممرضة أخرى هي الأوكرانية "غالينا كولوتنيتسكا" (38 عاما) قد دخلت دائرة التداول الإعلامي منذ العام الماضي بعدما نشر ويكيليكس برقية من السفير الأميركي بطرابلس تتحدث عن أن القذافي يعتمد بشكل كبير على ممرضته "الشقراء الفاتنة".

وكانت الأزمة التي أصابت الجهاز الصحي في أوكرانيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 قد دفعت بالعديد من الأطباء والممرضات إلى الذهاب إلى ليبيا للعمل برواتب أفضل بكثير مما يحصلون عليه في أوكرانيا.

ومن بين هؤلاء كانت غالينا التي مارست التمريض فترة بالمستشفيات الليبية قبل أن يصطفيها العقيد، ويحيطها بهالة من الاعتناء والتقريب.

وليست غالينا هي الأوكرانية الوحيدة ضمن المحيطات بالقذافي، فهناك بحسب ما نشر ويكيليكس أربع ممرضات أوكرانيات يعتنين بصحة القذافي.

كما تفيد التقديرات الرسمية الأوكرانية بوجود أكثر من 2500 أوكراني بليبيا معظمهم من الأطباء والممرضات، لكن غالينا تبقى هي الأوفر حظا والأقرب إلى قلب الزعيم لأنها وحدها التي "تعرف روتينه الخاص"، وترافقه باستمرار ولا يستطيع السفر بدونها.

ومع اندلاع الثورة الليبية عام 2011 م أصبح الغموض يلف مصير الممرضات الأوكرانيات، خصوصا مع تناقل وسائل الإعلام نبأ عودة الممرضة أو ربما المرأة الأهم في حياة القذافي "غالينا" إلى موطنها الأصلي أوكرانيا في طائرة تقل نحو 120 من الرعايا الأوكرانيين لا يعرف على وجه التحديد هل من ضمنهم بقية الممرضات المثيرات للجدل.

في ليلة الاثنين من تاريخ 22/8/2011 م الموافق ل 22/9/1432 ه سقط نظام القذافي وقيل أن ابنيه سيف الإسلام ومحمد أسرا بعد دخول الثوار إلى طرابلس ولكن ذلك دحضه ظهور تسجيل لسيف الإسلام في فجر يوم 23 وهو يهدد ويتوعد الثوار وفي عصر ذلك اليوم اقتحم الثوار باب العزيزية معقل العقيد القذافي حيث يوجد بيت الصمود وتطهيره من الكتائب الأمنية التابعة للقذافي.

لم يتلق القذافي أحداث الثورات العربية بالكثير من الترحاب وكأنه يتوقع أنها ستحل ضيفا ثقيلا على بابه، وقد أثار غضب الكثير من التونسيين والعرب حين انتقد الإطاحة بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وقال إن التونسيين تعجلوا الإطاحة به، كما أنه هاتف الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أثناء الثورة المصرية، وبعث له برسالة تضامن في وجه الثورة، التي سرعان ما امتد لهيبها إلى ليبيا أياما قليلة بعد رحيل مبارك.

وطالما اعتبر القذافي نفسه "قائد ثورة" ومؤيدا للكثير من حركات التحرر، مثل حركة الباسك في إسبانيا والحزب الجمهوري الإيرلندي والبوليساريو والفصائل الفلسطينية، كما شكا كثير من الأنظمة العربية والأفريقية من دعمه وتمويله لحركات تمرد ومحاولات انقلاب فيها، لكنه مع ذلك قمع بقوة الحديد والنار كل المعارضين لنظامه، تماما مثل ما حدث في سجن بوسليم 1996 حين قتل أكثر من 1200 سجين رميا بالرصاص.

 

xfgdafag9323.jpg

صورة من فيديو لوكالة الأنباء الفرنسية بعد مقتل القذافي أو قبيل وفاته متاثرا بجراحه

قُتل القذافي في 20 أكتوبر/تشرين أول 2011 متأثراً بجراحه بعد إلقاء القبض عليه من قبل ثوار ليبيا, حيث وجد مختبئاً في أحد السراديب في مدينة سرت مع وزير دفاعه وحراس شخصيين بعد هروبهم من غارة الناتو استهدفتهم وقتل معه أبو بكر يونس وزير دفاعه وقتل ابنه المعتصم ، ويعتقد حتى اللحظة مقتل ابنه ايضا سيف الاسلام، وقد اعلن المجلس الانتقالي الليبي نقل جثة القذافي الى مدينة مصراته. بينما نفى محمد ليث القائد الميداني للمنطقة الجنوبية في مدينة سرت قتله او جرحه من قبل غارة من الناتو واكد ان من قتلوه هم الثوار الليبيين.

وسوم: العدد 932