نصير المظلومين الشيخ المجاهد عبد الغفار عزيز

dfsdfgsgf1076.jpg

(١٩٦٢ _ ٢٠٢٠م)

   ولد الشيخ عبد الغفار عزيز في مدينة لاهور الباكستانية عام 1962م، ونشأ في أسرة متدينة محبة للعلم.

التحق بالمعهد الديني في دولة قطر.

    انتسب إلى الجماعة الإسلامية في باكستان، وكان يساعد مكتب أمير الجماعة الشيخ القاضي حسين أحمد في الشؤون ‏السياسية والإعلامية، وكان إذ ذاك شابًّا، ‏وكان يشارك القاضي حسين في مظاهرات ينفر فيها عشرات الآلاف ‏لمناهضة كل ظلم يخرج من الحكومات المتعاقبة وخصوصًا بعد مقتل الشهيد ‏ضياء الحق رئيس باكستان الأسبق.

    كان ذا رؤية سياسية ثاقبة ناضجة، ويعمل جاهدًا على توعية الشعب، مما أهَّله لأن يكون الناطق الرسمي للجماعة، ثم شغل منصب مسئول العلاقات الخارجية في الجماعة الإسلامية بباكستان، وأصبح الرجل الثاني والقوي بها (نائب أمير الجماعة).

    كان يدافع عن المجاهدين العرب الذي اعتقلوا نتيجة انخراطهم في ‏الجهاد الأفغاني أثناء عهد رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف ومن جاء ‏بعده.

  وكان منخرطًا ‏في وضع المنهج الدراسي لطلاب معهد الإمام المودودي.

وكان ذا أسلوب خطابي صريح مؤثر ‏ومعبر.

انتخب عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وشغل منصب الأمين العام المساعد للاتحاد، كما كانت له العضوية في الهيئة الاستشارية لهيئة علماء فلسطين في الخارج.

كان ينشر مقالاته السياسية والإعلامية في مجلة (جسارات سندي ) ‏اليومية، وموقع الجزيرة نت.

  كان مهمومًا بقضايا الأمة عامة في كل بلاد المسلمين، وقضايا العرب خاصة، وكان دائم السؤال عن إخوانه العلماء المعتقلين في مصر والإمارات وبلاد الحرمين.

  واحتلت قضية فلسطين ‏وضرورة تحرير المسجد الأقصى من رجس اليهود المحتلين اهتمامًا كبيرًا عنده، وكان يربط بينها وبين قضية كشمير المسلمة ‏التي تعرضت في العام نفسه الذي احتلت فيه فلسطين لاحتلال الهند الظالم.

كان دائم البسمة والتودد والحديث الدافئ.

أصيب في أواخر حياته بالكورونا، وتعافى منها.

وفاته:

  توفي مساء يوم الأحد 17 صفر 1442هـ الموافق 4أكتوبر 2020م بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

أصداء الرحيل:

    ونعاه رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل واصفًا إياه بأنه شخصية محترمة جليلة معروفة لدى غالبية رموز الأمة الإسلامية وقادة الدعوة والفكر الإسلامي فيها.

    وتابع: عبد الغفار عزيز كان باكستاني الوطن إسلامي الهوية، وعربي اللسان، وكان دمث الأخلاق وفصيح الكلام وصادقًا في مشاعره وأخوته، وكان دؤوبًا في سعيه لقضايا أمته.

     الاتحاد ينعي المجاهد والمفكر الأستاذ عبد الغفار عزيز الأمين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب أمير الجماعة الإسلامية بباكستان

  “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”

     فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة الداعية والقيادي البارز والمجاهد الأستاذ عبد الغفار عزيز الأمين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب أمير الجماعة الإسلامية بباكستان ومسؤول العلاقات الخارجية والمتحدث الإعلامي للجماعة بعد معاناة مع المرض، بعد رحلة حافلة بالعطاء والجهاد كان رحمه الله، رجلا ربانيا، ومجاهدا عاملا ومخلصا، نحسبه ممن قال الله تعالى فيهم (ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُۥ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبًا)(الأحزاب – 39)

     كان _رحمه الله_ علما من أعلام الدعوة والفكر الإسلامي الصحيح، مهموما بقضايا الأمة عامة في كل بلاد الإسلام والمسلمين، وقضايا العرب وفلسطين خاصة، كما كان يتميز بالحكمة وحسن الأدب والتواضع وبشاشة الوجه مع إخوانه وسائر الناس وقد كانت له مكانة ومنزلة عند الشيخ القرضاوي – حفظه الله فهو من تلاميذه النجباء الذين درسوا على يديه قديما بمعاهد الدوحة كما كان رحمه الله يحظى بنفس المكانة في مجلس أمناء الاتحاد والأمانة العامة والجمعية العمومية للاتحاد.

    وقد فقدت الأمة الإسلامية مفكرا حكيما وقائداً من قادتها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب.

أ . د علي القره داغي أ. د أحمد الريسوني

الأمين العام الرئيس

    كما نعاه في حينه الدكتور يوسف القرضاوي -رحمه الله-، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

 الراحل عبد الغفار عزيز..العالم الباكستاني المناصر لقضايا الأمة وفلسطين

الثلاثاء 6/أكتوبر/2020م

  رحل الداعية الباكستاني عبد الغفار عزيز الذي طالما كان حاضرًا في المحافل والمؤتمرات التي تدافع عن قضايا الإسلام والمسلمين؛ يحمل همّ أمته مدافعًا ومناصرًا، لا سيما فلسطين المحتلة.

   فقد توفي الأحد الماضي، الداعية الباكستاني المدافع عن القضية الفلسطينية، عبد الغفار عزيز، بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر ناهز 58 عاما.

   ويعد عزيز أحد أبرز علماء باكستان، والأمين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ونائب أمير الجماعة الإسلامية في باكستان.

   ولا تزال مواقفه المشرّفة في التضامن مع فلسطين وقضيتها العادلة شاهدة على دوره البارز في دعم القضية الفلسطينية ودعم حقوقها ونضالها المشروع.

   فكانت له أدوار مشهودة في الوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعمه، كما كانت له مشاركات فاعلة في تعزيز الوحدة وتعميق الأخوة بين أبناء الأمَّة الإسلامية قاطبة، والدفاع عن قضاياها وشؤونها.

“نسمع صوت فلسطين من خلاله”

من جهته قال قيصر شريف، مسؤول قسم الإعلام للجماعة الإسلامية باكستان: إن عبد الغفار عزيز كان عنوانا للنشاط والعمل الدؤوب، ومثالا للتواضع وحسن الخلق، وبمنزلة الناطق الرسمي لكل المسلمين والمستضعفين في العالم.

   وأشار شريف، في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن عزيز ولد في مدينة لاهور الباكستانية عام 1962، وانخرط في العمل السياسي في الجماعة الإسلامية حتى أصبح الناطق الرسمي لها.

   وقال: إنه تولى بعد ذلك منصب نائب أمير الجماعة في الباكستان ومسؤول الشؤون الخارجية فيها، ونشط في مجال الدعوة وقضايا العالم الإسلامي، والتواصل مع العلماء والهيئات والمنظمات في العالم الإسلامي.

   وذكر أنه شغل منصب الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كما كانت له العضوية في الهيئة الاستشارية لهيئة علماء فلسطين في الخارج.

  وأكد أنه (عبد الغفار عزيز) عُرف بمواقفه القوية لنصرة قضايا الأمة عمومًا، والقضية الفلسطينية خصوصًا.

  وأكد أن الإعلام الباكستاني كان يستمع دائما لصوت المضطهدين عبر لسان عبد الغفار عزيز، سواء قضايا الشعب الفلسطيني والمصري والسوري والليبي واليمني والتركستاني والكشميري وكل المستضعفين في العالم.

  وقال: “كان الباكستانيون يستمعون لصوت مأساة الفلسطينيين ومعاناتهم مع الاحتلال عبر صوت الفقيد عبد الغفار عزيز”.

شخصية جليلة:

  بدوره نعى رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل عزيز، واصفا إياه بأنه شخصية محترمة جليلة معروفة لدى غالبية رموز الأمة الإسلامية وقادة الدعوة والفكر الإسلامي فيها.

  وقال مشعل: إن عزيز لم يكن مهمًّا لجماعته وباكستان فحسب، بل كان مهمًّا لفلسطين وقضايا الأمة جميعا.

  وأضاف: “منذ سنوات طويلة ونحن نراه خير سفير للجماعة الإسلامية بباكستان إلى عالمنا العربي والإسلامي، وخير من يمثلها في الملتقيات والمجامع الإسلامية في بلادنا”.

   وتابع: “عبد الغفار عزيز كان باكستاني الوطن إسلامي الهوية، وعربي اللسان، وكان دمث الأخلاق وفصيح الكلام وصادقًا في مشاعره وأخوته، وكان دؤوبًا في سعيه لقضايا أمته”.

  وذكر أنه كان يدافع عن فلسطين والقدس وغزة وغيرها من المناطق الفلسطينية بقلبه وعقله، ويتحرك من أجلها، ويشارك في مختلف فعالياتها.

   ولفت أنه كان القائم على مجمل فعاليات الجماعة الإسلامية في باكستان لمصلحة فلسطين، وكان الوجه العربي والحركي الفاعل للجماعة عند العالم العربي والإسلامي.

   وأشار أن فقدان هذا الرجل خسارة كبيرة للعالم العربي وللقضية الفلسطينية.

اتحاد علماء المسلمين ينعاه:

من جانبه نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أمينه العام المساعد الدكتور عبد لغفار عزيز.

وقال الاتحاد، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: إنه تلقى “ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة الدكتور عبد الغفار عزيز، الأمين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي سخر نفسه وعلمه لخدمة الإسلام والمسلمين”.

  كما نعاه الدكتور يوسف القرضاوي، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عبر تدوينة له عبر تويتر.

  وقال القرضاوي: “رحم الله أخانا الحبيب الدكتور عبد الغفار عزيز، الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب أمير الجماعة الإسلامية بباكستان.. اللهم اغفر له وارحمه، وأنزله منازل الصديقين، وارفع درجاته في عليين، واجزه خيرًا عما قدم لدينه وأمته، واخلفه في عقبه بخير”.

وافر الاطلاع:

   من جانبه نعاه الكاتب الصحفي د. أحمد موفق زيدان، قائلا: “رحل عن عالم الشقاء الأخ العزيز الباكستاني عبد الغفار عزيز من قيادات الجماعة الإسلامية الباكستانية”.

   وأضاف: “عرفته منذ وصولي لباكستان، واستمرت الأخوة حتى وفاته، كان عربي اللسان، وافر الاطلاع على أوضاع باكستان والعالم العربي، دائم البسمة، محباً للمسلمين والمظلومين.. على مثلك فلتبك البواكي”.

حماس والجهاد تنعيان الراحل:

  من جهتها نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بيان صحفي، نائب أمير الجماعة الإسلامية في جمهورية باكستان الشقيقة، الدكتور عبد الغفار عزيز.

   وقالت حماس في بيانها: “إنَّنا في حركة حماس، وإذ ننعى الفقيد، لندعو الله سبحانه، أن ينعم عليه بعفوه ومغفرته، وأن يرفع درجته عنده، وأن يسكنه فسيح جنّاته، ونبعث بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد وإلى الجماعة الإسلامية في باكستان، وإلى الشعب الباكستاني الشقيق”.

   وعددت حماس مواقف الفقيد تجاه القضية الفلسطينية: “لقد كان للفقيد الدكتور عبد الغفار عزيز، رحمه الله، مواقف مشرّفة في التضامن مع فلسطين وقضيتها العادلة، وأدوار مشهودة في الوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه ونضاله المشروع، كما كانت له مشاركات فاعلة في تعزيز الوحدة وتعميق الأخوة بين أبناء الأمَّة الإسلامية قاطبة، والدفاع عن قضاياها وشؤونها”

   بدورها نعت حركة الجهاد الإسلامي، إلى الأمة العربية والإسلامية، العالم المفضال العامل بعلمه، الدكتور عبد الغفار عزيز، الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ونائب أمير الجماعة الإسلامية بالجمهورية الباكستانية الشقيقة، والذي أفضى إلى جوار ربه، أمس الاثنين، بعد أن سخر نفسه وأفنى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين.

   وقالت الحركة، في بيان لها، اليوم الثلاثاء: “لا يسعنا في هذا المقام إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة والقبول لفقيد الأمة الإسلامية، الدكتور عبد الغفار عزيز، الذي كان أحد مؤيدي القضية الفلسطينية، وأحد المشهود لهم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة، إلى جانب مواقفه المميزة في توحيد صف الأمة الإسلامية وجمع كلمتها”.

المركز الفلسطيني للإعلام

تعريف....و رثاء عبد الغفار عزيز:

  وكتب الشيخ د. خالد حسن هنداوي يقول: 

وهوى النجم الساطع رحمه الله ‏مع الخالدين

   قال سبحانه وتعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)‏ ‏سورة الرحمن 26-27. ‏

    بمزيد من التسليم لقضاء الله وقدره تلقينا نعي أخينا الحبيب الأثير العالم المفكر ‏الداعية المجاهد الشيخ عبد الغفار عزيز، نائب أمير الجماعة الإسلامية في ‏جمهورية باكستان الإسلامية ومدير الشؤون الخارجية فيها والأمين المساعد في ‏الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يرحمه الله ويجزل ثوابه عن كل ما قدم لخدمة ‏الإسلام والمسلمين في بلده الأم و معظم البلاد الأخرى و عزاؤنا الكبير إلى أسرة ‏الفقيد والجماعة الإسلامية والشعب الباكستاني وكل محبي الراحل الراغب في ‏جوار ربه تعالى.‏

    وإنا إذ نتحدث عن شيء من رثاء حبيبنا الغالي إنما نرثي أنفسنا التي لا نعرف ماذا ‏يحدث لها أما الفقيد العزيز فقد ذهب إلى مولاه تعالى وهو الأرحم به وقد أفضى ‏إلى ما قدم.‏

    ويحسن بنا أن نلفت نظر القارئ في رسالة العزاء والمواساة إلى بعض العلامات ‏الفارقة في حياة هذا الرجل الطيب وما أكثرها:‏

     ‏-‏ لقد نشأ المرحوم بإذن الله في أسرة متدينة محبة للعلم وقد وفقه الله بأن نهل ‏تحصيله العلمي بداية من المعهد الديني في دولة قطر وشبّ على عشق العلم ‏و البذل للدعوة الإسلامية والنشاط لها منذ يفاعته و صباه وانتسب بعد ذلك ‏إلى الجماعة الإسلامية في باكستان وكان لفيف كبير من الجيل المثقف ‏يتطلعون إلى فكر الإمام أبي الأعلى المودودي رحمه الله ومشروعه ‏الحضاري وهو الذي أسس الجماعة الإسلامية و ركز جهودا ضخمة للاهتمام ‏بالشباب و الطلبة و دورهم الفاعل في نهضة الأمة، وجاء بعده أمير الجماعة ‏الشيخ طفيل محمد ونهج سبيل التوفيق إلى أنهج طريق وبين هذه الفترة و فترة ‏تسلم أمير الجماعة الآخر السيناتور الشيخ القاضي حسين أحمد توثقت ‏علاقتنا بالأخ عبد الغفار حين كان يساعد مكتب أمير الجماعة في الشؤون ‏السياسية والإعلامية وكان إذ ذاك شابا مفعما بالحماسة والتضحية في ‏سبيل هذا الدين العظيم فلا يهدأ له بال ولاينام إلا قليلا وهو يعد المنشورات ‏والزاد المطلوب لأي تحرك مع الجماهير لتوجيهها إلى الطريق المستقيم، ‏وكان يشارك القاضي حسين في مظاهرات ينفر فيها عشرات الآلاف ‏لمناهضة كل ظلم يخرج من الحكومات المتعاقبة وخصوصا بعد مقتل الشهيد ‏ضياء الحق رئيس باكستان الأسبق . حيث جاءت رئيسة للوزراء بينظير ‏بوتو التي نجحت بانتخابات مزورة ومدفوعة الثمن حيث كنتُ في لاهور في ‏المنصورة بمركز الضيافة وأخبرني نائب رئيس الانتخابات بعد الفجر ‏بالنتيجة. وعرفتُ أن الأخ عبد الغفار رحمه الله كان متعجبا ومندهشا من ‏النتيجة وأكد بحس سياسي ناضج أن وراء الأكمة ما وراءها فثمة دوائر ‏سياسية خارجية وداخلية تعمل على هذه النتيجة لمصالحها ولإضعاف ‏باكستان في مقابلة الهند قوة ونفوذا وبعد ذلك رأيتُ اهتمام المرحوم قد ربا و ‏تنامى أكثر.. ومرة قلتُ له : أراك منشغلا بالسياسة غالبا فقال: لابد أن ‏نسجل النقاط في العمل والدأب لتوعية الشعب على الدوام ولو أن كل مسلم ‏أجاد نوعاً وكمّاً في تسجيل النقاط في كل بلد لكان الحصاد أفضل والقطف ‏أجمل. 

    والرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا أن الجهاد ماضٍ كما رواه أبو هريرة رضي الله ‏عنه ونقله في فتح الباري 6/66 . وروي موقوفا.

   والجهاد السياسي والعسكري والتبليغي وغيره كله داخل في هذا الباب مع تفاوت الدرجات. ‏ولذلك ازداد اهتمامه بهذا الموقع وأصبح بعد ذلك إضافة إلى عنايته بباكستان ‏مسؤولا عن شؤون العلاقات السياسية مع الجماعات الإسلامية في كثير من ‏البلاد ولا ننسى دفاعه عن المجاهدين العرب الذي اعتقلوا نتيجة انخراطهم في ‏الجهاد الأفغاني أثناء عهد رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف ومن جاء ‏بعده. وكان رحمه الله يخطب في المحافل الداخلية والخارجية المهمة مبيناً ‏النهج السياسي الأقوم بأسلوب صريح وأمثلة داعمة بصوت جهوري مؤثر ‏ومعبر وكان ذلك الأداء الخطابي يشبه خطابات القائد الشهيد مروان حديد. ‏هذا وقد كان ينشر مقالاته السياسية والإعلامية في مجلة (جسارات سندي ) ‏اليومية.‏

  ‏-‏ ولا يفوتنا أن نشيد باهتمامه الكبير وذوده المتقدم عن القضية الفلسطينية ‏وضرورة تحرير المسجد الأقصى من رجس اليهود المحتلين والصهاينة ‏الغاصبين كلما سنحت الفرصة تذكيرا للمسلمين والعرب وأحرار العالم ‏بذلك وكان رحمه الله يربط بين القضية الفلسطينية وقضية كشمير المسلمة ‏التي تعرضت في العام نفسه الذي احتلت فيه فلسطين لاحتلال الهند الظالم ‏كما حدثنا البروفيسور أليف الدين الترابي المتخصص في شؤون كشمير ‏وهكذا فلا تمييز بين قضية عربية وقضية إسلامية . ‏

  ‏-‏ ولا ننسى تنسيق الأستاذ عبد الغفار الدائم مع مكتب دار العروبة في ‏المنصورة برئاسة الشيخ المرحوم خليل الحامدي ومساعده المرحوم الغريق ‏الشيخ منهاج الدين الداعية النشيط الذي كان على تعاون وثيق متواصل مع ‏الأستاذ عبد الغفار رحمهما الله . وخصوصا في الجوانب التعليمية ومنها ‏وضع منهج دراسي لطلاب معهد الإمام المودودي رحمه الله الذي تشرفت ‏بعمل ما يخص الإسلاميات واللغة العربية فيه. جعل الله ثواب ذلك في ‏صحيفة الأخ عبد الغفار. ‏

  ‏-‏ ودفعا للإطالة فإننا نختم بعد أن أوردنا هذه الإضاءات السنية من حياته ‏رحمه الله وهي بعض من أخلاقه الأصيلة النبيلة و روحه المتوثبة وإخائه ‏العميق ومحبته المفرطة لأحبائه و خلانه وغيرته العظيمة على الإسلام و ‏المسلمين مع شدة تقواه رحمه الله ؛ نقرأ قوله تعالى (‏ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ ‏تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا ‏نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ‏ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)‏ 145 آل عمران. ‏

‏-‏ ونهدي إليه هذه الأبيات:‏

رحمك الله يا فقيدنا الحبيب و حشرنا معك في الفردوس الأعلى . ‏

مصادر الترجمة:

١_ رابطة العلماء السوريين .

٢_ موقع الجزيرة نت.

٣_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٤_ رثاء الأعلام في شعر د. خالد هنداوي: عمر العبسو .

٥_ المركز الفلسطيني للإعلام.

٦_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1076