ضمانة من الله للمؤمنين

[ مختصراً من "في ظلال القرآن" للشهيد: سيّد قطب ]

ضمن الله للمؤمنين أنه هو تعالى يدافع عنهم. ومن يدافع الله عنه فهو ممنوع حتماً من عدوه، ظاهر حتماً على عدوه.. ففيم إذنْ يأذن لهم بالقتال؟ وفيم إذنْ يكتب عليهم الجهاد؟ وفيم إذنْ يقاتلون فيصيبهم القتل والجرح، والتضحية والآلام... والعاقبة معروفة، والله قادر على تحقيق العاقبة لهم بلا جهد ولا مشقة، ولا قتل ولا قتال؟

والجواب أن حكمة الله في هذا هي العليا، وأن لله الحجة البالغة.. والذي ندركه نحن البشر من تلك الحكمة ويظهر لعقولنا ومداركنا من تجاربنا ومعارفنا أن الله سبحانه لم يُرِد أن يكون حَمَلَةُ دعوته من الكسالى، الذين يجلسون في استرخاء، ثم يتنزل عليهم نصره سهلاً هيناً، لمجرد أنهم يقيمون الصلاة ويرتلون القرآن ويتوجهون إلى الله بالدعاء!.

نعم إنهم يجب أن يقيموا الصلاة، وأن يرتلوا القرآن، وأن يتوجهوا إلى الله بالدعاء في السراء والضراء. ولكن هذه العبادات هي الزاد الذي يتزودونه للمعركة، والسلاح الذي يطمئنون إليه وهم يواجهون الباطل بمثل سلاحه ويزيدون عنه سلاح التقوى والإيمان والاتصال بالله.

وسوم: العدد 882