منوعات روحية 919

عن أبي ميسرة ، عن عائشة : ذبحوا شاة

قلت : يا رسول الله، ما بقي إلا كتفها. قال :

            " كلها قد بقي إلا كتفها ".

رواه أحمد

شرح الحديث:

لقدْ حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الإكثارِ مِن الصَّدقةِ، ورغَّب فيها، وأبانَ عِظَمَ أجرِها عِندَ اللهِ سبحانه وتعالى. 

وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عَنها: "أنَّهم ذبَحوا"، أي: ذبَح أهلُ بيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وقيل: أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "شاةً"، أي: ضَأنًا أو ماعِزًا، "فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ما بَقي منها؟"، أي: ما فضَل منها، ولم يَخرُجْ صدَقةً، "قلتُ"، أي: قالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "ما بَقي مِنها إلَّا كَتِفُها"، أي: لم يَفضُلْ إلَّا كَتِفُ هذه الشَّاةِ، "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "بقِيَ كلُّها غيرَ كَتِفِها"، أي: إنَّ ما تَأكُلُه في الدُّنيا يَبْلى ويَفْنى، أمَّا الصَّدقةُ فهي الَّتي تَمضي إلى الآخرةِ، فيَبْقى لك ثَوابُها؛ كقولِه تعالى:

{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96].

وفي الحديثِ: الترغيبُ في الصَّدقةِ، والنَّظرِ إلى الآخرةِ، وتَقْديمِها على الدُّنيا.

***********************************

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" تعس عبد الديناوالدرهم والقطيفة

   والخميصة إن أعطي رضي وإن لم

  يعط لم يرض ".

رواه البخاري

شرح الحديث:

أشْقَى النَّاسِ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَه هَواهُ وشَهوَتَه، فيَكونُ عَمَلُه كُلُّه لِتَحصيلِ هذه الشَّهوةِ وطَلَبِها؛ فهو تارِكٌ مَا خُلِقَ لِأجْلِه، وهو عِبادةُ اللهِ تَعالى، مُتمَسِّكٌ بتَحصيلِ شَهَواتِه بغَيرِ رِضا اللهِ تَعالى، فهو مُضَيِّعٌ لِآخِرَتِه بدُنياه. وأسعَدُ الناسِ مَن عاشَ للهِ عَزَّ وجَلَّ، طالِبًا رِضاه، وما أعَدَّه سُبحانَه لِلصَّالِحينَ مِن عِبادِه.

وفي هذا الحَديثِ تَحذيرٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِكُلِّ مُؤمِنٍ مِن أنْ يَكونَ عَبدًا لِشَهَواتِه، وحَثٌّ على أنْ يَعيشَ المُؤمِنُ حَياتَه للهِ، وفي سَبيلِه سُبحانَه. فيَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «تَعِسَ عَبدُ الدِّينارِ، وعَبدُ الدِّرهمِ، وعَبدُ الخَميصةِ»، يَعني: عَثُرَ وسَقَطَ على وَجْهِه، والدِّينارُ مِنَ الذَّهَبِ، والدِّرهَمُ مِنَ الفِضَّةِ، والخَميصةُ: كِساءٌ أسوَدُ مُربَّعٌ، له خُطوطٌ، وسَبَبُ الدُّعاءِ عليه أنَّه: إنْ أُعطيَ مُرادَه مِنَ المالِ واللَّذَّاتِ رَضيَ عنِ اللهِ تَعالى، وإنْ مُنِعَ كانَ ساخِطًا غاضِبًا.

***********************************

آية تكررت في أربعة مواضع من القران ➖ الآية هي قوله تعالى *:

*(( رضي الله عنهم ورضوا عنه ))*

تكررت في :

  • سورة المائدة آيـة  ١١٩
  • سورة التوبة آيـة  ١٠٠
  • سورة المجادلة آية  ٢٢
  • سورة البـيـنـة آيـة    ٨

*"رضي الله عنهم ورضوا عنه"*

هذه الآية تتكون من شقين:

*الأول*: هو رضا الله عن العبد

وهذا هو ما نسعى له جميعاً.

وأظنُ أن هذا الشق مفهوم للجميع.

*الثاني*: وهو الأصعب وهذا ما أردت التركيز عليه وهو قول الله تعالى: (ورضوا عنه) .

*وهنا السؤال*:

هل أنت راضٍ عن ربك؟

سؤال صعب أليس كذلك؟

*دعني أُعيد صياغة السؤال*:

هل تعرف ما معنى أن تكون راضٍ عن ربك؟

*الرضا عن الله:*

هو التسليم والرضا بكل ما قسمه الله لك في هذه الحياة الدنيا من خير أو شر.

*الرضا عن الله:*

يعني إذا أصابك بلاء امتلأ قلبك يقيناً أن ربك أراد بك خيراً بهذا البلاء .

*الرضا عن الله:*

يعني أن تتوقف عن الشكوى للبشر وتفوض أمرك لله وتبث له شكواك.

*الرضا عن الله:*

يعني أن ترضى عن ربك إذا أعطاك وإذا منعك، وإذا أغناك وإذا أخذ منك، وإذا كنت في صحة وإذا مرضت.

أن ترضى عن ربك في كل أحوالك .

*انظر حولك وأسأل نفسك:*

هل أنت راض عن شكلك، زوجك، أهلك،  قدرك؟!!

فكل هذه الأشياء قد اختارها الله لك.

فهل أنت راضٍ عن اختيار الله لك.

*هناك خمس نقاطٍ مهمة يجب أن نفهمها خلال تدبرنا لهذه الآية:*

١. الرضا عن الله لا يتنافى أبداً مع الألم الذي قد نشعر به أحياناً لسبب أو لآخر، فنحن بشر وهذه الدنيا دار ابتلاء، ولم ولن يسلم منها أحد، فخير خلق الله بكى عند وفاة ابنه.

٢. هناك فرق بين الصبر والرضا ، فالرضا درجة أعلى من الصبر .. أن تصبر يعني أن تتحمل الألم لأن هذا قدرك وليس في يدك شئ غير الصبر ، ولكن الرضا أن تشكر الله على هذا الألم !!

٣. الرضا عن الله منزلة عالية لا يصل إليها إلا من امتلأ قلبه حباً لله، فهناك أناس حولنا عندما يمرون بأي ضائقة لا تسمعهم يرددون إلا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً .. ما أروعه من إيمان وما أروعه من يقين.

٤. اعلم علم اليقين أن الله لا يبتليك إلا ليغفر ذنوبك أو ليرفع درجتك في الجنة، فارض عن ربك .

٥. الإنسان إذا لم يرض عن ربه ، فحتى لو ملك الدنيا كلها فلن يرضى أبداً، لحديث:

"من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط"، وسيبقى ساخطاً على كل شي وسيعيش حياته في نكد وشقاء .

*لذلك الواجب لتدبر هذه الآية:*

- تأمل حياتك وركز على كل ما حرمت منه أو أُخذ منك واسأل نفسك هل أنت راضٍ عن الله .. وكرر ربي إني راضٍ عنك فارض عني .

- راقب كلماتك وتصرفاتك ، إذا كنت ممن لا يتوقفون عن الشكوى والتذمر فاعلم أنك من أشقى الناس وأنك في خطر ، فراجع نفسك .

- تقرب إلى الله بكل ما يزيدك حباً لله .. فإذا أحببت الله أحببت قدره و وجميل قضاءه .

*أخيراً تذكر* :

أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ..

وصلِ اللهمّ وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين

***********************************

همسة الصباح

‏سلاماً على من قرأ "يُدبِّرُ الأمر"..

فتركَ الأمرَ لصاحب الأمر..

سلاماً على من قرأ "إنَّ مع العسر يسرا"

فأيقنَ أن اليسر لا محالة آتٍ ..

سلاماً على من قرأ "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"..

فهدّأ أ قلبه بسبحان الله والحمد لله ..

سلاماً على من قرأ "فما ظنكم برب العالمين"..

فقال خيراً يا رب ..

اسعد الله صباحكم بكل خير

***********************************

قال الملحدون لأبي حنيفة : في أي سنة وجد ربك ؟

قال : الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجوده .

قال لهم أبو حنيفة : ماذا قبل الأربعة ؟؟

قالوا : ثلاثة ..

قال لهم :ماذا قبل الثلاثة ؟

قالوا : إثنان ..

قال لهم : ماذا قبل الإثنين ؟

قالوا : واحد ..

قال لهم : وما قبل الواحد ؟

قالوا : لا شئ قبله ..

قال لهم : إذا كان الواحد الحسابي .. لا شئ قبله، فكيف بالواحد الحقيقي وهو الله ! إنه قديم لا أول لوجوده.

قالوا : في أي جهة يتجه ربك ؟؟

قال : لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أي جهة يتجه النور ؟

قالوا : في كل مكان ..

قال : إذا كان هذا النور الصناعي فكيف بنور السماوات والأرض

قالوا : عرّفنا شيئا عن ذات ربك ؟ أهي صلبة كالحديد أو سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار؟؟

فقال : هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير ؟

قالوا : جلسنا ..

قال : هل كلمكم بعدما أسكته الموت ؟

قالوا : لا.

قال : هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك ؟

قالوا : نعم.

قال : ما الذي غيره ؟

قالوا : خروج روحه.

قال : أخرجت روحه ؟

قالوا : نعم.

قال : صفوا لي هذه الروح ، هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء ؟؟ أم غازية كالدخان والبخار ؟؟

قالوا : لا نعرف شيئا عنها !!

قال : إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنها فكيف تريدون مني أن أصف لكم الذات الإلهية !!

#الامام #ابى #حنيفة عليه رحمة الله

***********************************

من هم خيرُ الناس

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )

صحيح البخاري 5027

( خياركم أحاسنكم أخلاقا )

صحيح البخاري6035

( خيركم أحسنكم قضاء )

أي عند رد القرض .

صحيح البخاري رقم 2305

( خيركم من يُرجى خيره ويُؤمٓن شره )

الترمذي

( خيركم خيركم لأهله )

صحيح ابن حبان / 4177

( خيركم من أطعم الطعام وردَّ السلام )

التخريج : أخرجه أحمد (23971)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (3614)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (7248) مطولاً

( خياركم ألينُكم مناكب في الصلاة )

الترغيب والترهيب  234/1

أي: يفسح لمن يدخل الصف في الصلاة .

( خير الناس من طال عمره وحسن عمله )

رواه الترمذي وقال: حديث حسن

( خير الناس أنفعهم للناس )

رواه الطبراني في الأوسط

( خير الأصحاب عند الله خيركم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيركم لجاره )

البخاري الأدب المفرد

( خير النَّاس ذو القلب المَخْمُوم واللِّسان الصَّادق ) قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال :

(  هو النقي ، التقي ، لا إثم عليه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد ) .

رواه ابن ماجة ( 4216 ) وصححه البوصيري في الزوائد

جعلني الله واياكم من خير الناس.

***********************************

اللهم 🤲 يا من لا تضيع عنده الودائع

‏نسألك اللهم 🤲 لنا ولأحبتنا صحة بلا علل وإيمانًا بلا خلل.

‏وعملاً صالحا بلا كلل ونعوذ بك من غرور الأمل ‏والخطأ والزلل وضعف البدن.

‏اللهم 🤲 نسألك صدق التوكل عليك ‏وحُسن الإعتماد عليك ‏وقوة اليقين بك.

‏اللهم 🤲 سخّر جوارحنا لطاعتك.

‏و إملأ قلوبنا بحبك وحب من يحبك.

اللهم 🤲 صل على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

صبحكم الله بما يسركم

***********************************

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الانبياء والمرسلين رسول رب العالمين صلى الله عليه واله وصحبه وسلم أجمعين

الجمعة ٢١ من شهر رجب ١٤٤٢

الحديث الشريف ١٧٦٩..وبعد

عن أَبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

" *لَيْسَ الشَّديدُ بِالصُّرَعَةِ، إنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ*".

متفقٌ عَلَيْهِ.

والصُّرَعة: الذي يصرع الناس ويغلبهم.

والصُّرْعة: بالسكون الذي يصرعه الناس، أي: ليس القوي المحمود الذي يصرع الناس ويغلبهم، إنما المحمود الذي يغلب نفسه، ويملكها عند الغضب.

وسوم: العدد 919