عذرا صلاح الدين؟

الشيخ حسن عبد الحميد

تنتاب أمتنا اليوم آلام شديدة  تضطرنا أن نقدم الاعتذار لبطلنا صلاح الدين الأيوبي الذي طرد الإفرنج من بلادنا !

وهاهم قد عادوا من جديد وهاهم اليهود دنسوا المسجد الأقصى فنقول  : 

/ عذرا صلاح الدين وألف عذر !

 يامن حررت دمشق والقدس من أيديهم وقلت ( لن يرجعوا إليها مادمنا رجالا ) 

عذرا لقد رجعوا ! 

ولما دخل قائدهم وقف عند قبرك رفسه برجله قائلا : قم ياصلاح الدين لقد عدنا ؟ 

واليوم عادوا ولسان حالهم يقول : جئنا إليكم كي تنعموا بالحرية والسلام ؟ 

فنعمنا بالهلاك والتهجير والدمار ! 

/ عذرا صلاح الدين !

 كانت ترتسم على وجنتيك معالم الحزن والأسى ، وكنت تسأل لماذا لا تضحك ؟ 

فكان جوابك ( إني أستحي من الله أن أضحك والمسجد الأقصى بين المعتدين ) 

/ عذرا صلاح الدين ! 

وصلك خبر اعتراض أمير الفرنجة أرناط قوافل الحجيج فقتل الرجال وهو يقول نادوا من ينتصر لكم ؟ 

فلما سمعت مقولته بكيت وقلت ( أنا سأنوب عن رسول الله عليه السلام في نصر أمته ) 

فوفيت بوعدك في حطين وانتصرت ، ووقع أرناط في الأسر ومثل بين يديك فقلت له ( أنا أنوب اليوم عن رسول الله عليه السلام في الدفاع عن أمته  .

/ عذرا صلاح الدين !

كنت كل مساء تعود من قتال الأعداء فكنت تخلع عباءتك وعمامتك وتنفض ماعلق عليها من غبار في كيس ، وأوصيت أولادك ضعوا الغبار تحت رأسي عند موتي في قبري ، إنه غبار الجهاد في سبيل الله .

/ عذرا صلاح الدين !

لما حلّ بنا من بعدك  ؟ لقد هان أمر الله علينا من بعدك فهّنا على الله ! 

/ عذرا صلاح الدين !

تحقق فينا قول الله ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ٥٩ مريم ،

 فلقد لقينا ذاك الغي ! 

/ عذرا صلاح الدين !

حققت النصر بعد توحيد الأمة من عرب وترك وكرد .

( عذرا لحالنا ياصلاح الدين فقد تفرقت بنا السبل ، فما زلنا : ذاك صوفي وهذا سلفي ، وغيره أشعري وهذا إخواني وذاك تحريري وغيره نورسي ولله الأمر ؟ )

/ عذرا صلاح الدين ! 

إن أمتنا تمر بمحنة عظيمة ، نرجو الله أن تكون من ورائها منحة ربانية لا شرقية ولا غربية .

/ عذرا صلاح الدين !

إن أمتنا تعاني من شدة لم يشهدها التاريخ الحديث ، نرجو الله أن يعقب هذه الشدة شَدّ إلى الله ! تستحق بعدها الأمة أن تستخلف في الأرض وأن يمكن لها ، وأن تقول ماقاله صلاح الدين ونحن نرى جيوش الفرنجة تغزو ديارنا من جديد : 

( اللهم وقد انقطعت أسبابنا الأرضية في نصر دينك ، ولم يبق لنا إلا الإخلاد إليك ، والاعتصام بحبلك ، والاعتماد على فضلك ، أنت حسبنا ونعم الوكيل ، ولاحول ولاقول إلا بالله ) 

انصروا المسجد الأقصى 

انصروا غزة

فإن ضاعت القدس فلا خير في أمة الإسلام 

أقول قولي واستغفر الله

وسوم: العدد 930