رسائل لم يحملها البريد ٧

رسالة العيد ومآسي شعب ووطن

يومان ونستقبل عيد الفطر  السعيد

نعم سنستقبله بفرح الطاعة وحسن العبادة مع الرجاء من الله العتق من النار

ولكن الفرحة لن تكتمل واهلنا في الشتات .. وغمامات  الموت تخيم بظلالها السوداء علی اهلنا وبلدنا ... فيتشح عيدنا بالسواد

وتختلط قلوب اطفالنا البيضاء بدخان البارود وبقايا منازلهم المهدمة

سيقبل العيد وفي عيون الجميع دموع مدرارة علی مرارة الايام وظلم العباد 

سيقبل العيد علی جدة تحتضن ما تبقی لها من احفادها

وعلی ام فرق الموت والشتات بين ابنائها .

وعلی زوجة تحتضن صغارها وقد فقدت رفيق عمرها وعمود بيتها

سيقبل العيد علی اخوة يصارعون البقاء في وطن تغتاله الامم وتتكالب عليه وحوش الارض

نعم ستجد الاخوة والابناء يتلهفون الی اللقاء علی مائدة الاب وفرحة الام وابتسامة الاخت وتنادم الاقران ووشوشة البنات وهمس الشباب وضجيج الاطفال

وما دمت قد اتيت ....

فاهلا بك ايها العيد المبارك

اقبلت ايها الغالي الحبيب

وجعبتنا قد امتلات بالاشواق ممزوجة بالالام ..  حمراء كلون الدم الذي يسطر تاريخ الظلم وقتل الانسان لاخيه الانسان

اتيت ايها القادم ... فاهلا بك في بلدنا الذي تكتب فيه صفحات العزه واستفاقة أمة وبدايات نهضتها ومستقبلها الزاهر

نعم .. ما مضی من سواد الماضي ..  سيكون ذكری عما قريب

فنصرنا يشع نوره من جحافل التوحيد وكتائب المجاهدين واشلاء الاستشهاديين ودماء الشهداء

نصرنا سيشرق من بين ركام مساجدنا المهدمة بحقد الطغاة  وبيوتنا المدمرة  واحياؤنا الصابرة رغم تكالب الاعداء وتخلي الاخوة والاصدقاء

نصرنا سيتنزل من السماء بدعاء شيوخنا .. ودموع نسائنا .. وبراءة  اطفالنا وعيونها تحلق في السماء وهاماتها ترتفع الی الخالق صباح مساء تبشر بنصر يخرج من حنايا ايديهم الصغيرة واجنحتهم الكسيرة

نعم سيشرق الغد بنصر مؤزر قريب وفرج عاجل كبير

سيكون الماضي ذكری والحاضر عبرة والمستقبل وردا وزهرا

كل عام يا امهاتنا وأخواتنا وبناتنا  وانت تضمون ما تبقى من الأحباب الی حضنكن تمنحوهن الحنان والأمان والفرحة

كل عام وانتم بخير يا اهلي ويا شعبي في الشتات وفي غربتكم داخل اسوار الوطن الاسير 

والفرج القريب وغدا سيلتقي الحبيب الحبيب .

عيدكم مبارك وسعيد

وسوم: العدد 878