حملة مليونية للتضامن مع طبيبة سورية وثّقت جرائم النظام أمام المجتمع الدولي

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة تضامن مليونية مع طبيبة سورية معارضة لدعمها بوجه ما تتعرض له من حملة تشويه وابتزاز شنها ضدها النظام السوري، على خليفة دورها في توثيق جرائمه وشهادتها أمام مجلس الأمن عن الهجمات الكيميائية التي تعرض لها ريف دمشق، وكذلك بهدف دعمها بوجه افتراءات وسائل إعلام النظام التي أجبرت والد الطبيبة على مهاجمتها والتبرؤ منها.

وأطلق ناشطون وشخصيات بارزة ومؤسسات المعارضة، حملة دعم وتضامن مع الطبيبة أماني بلور من الغوطة الشرقية، بعد دورها في فضح استخدام النظام للسلاح الكيميائي في غوطة دمشق عبر فيلم “الكهف”، فضلاً عما قدمته من شهادة وتوضيحات ودعوات في جلسة أمام مجلس الأمن حول استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي ضد المدنيين.

ولاقت الحملة تفاعلاً واسعاً، حيث نشر رواد وسائل التواصل بالغتين العربية والإنكليزية “أنا مع الدكتورة أماني بلور” للتخفيف من وطأة حملة التشويه التي تتعرض لها الطبيبة، بعدما ظهر والدها في فيلم وثائقي بثته قنوات النظام، هاجم فيه ابنته وأعلن التبرؤ منها، كما نفى استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية.

وحمل الفيلم الذي بثته وتناقلته وسائل إعلام النظام اسم “من النفق إلى النور”، حيث اتهم الطبيبة بلور بالكذب وبيع بلادها وعائلتها لإرضاء سيدها الأمريكي، وساندتها في ذلك صفحات إعلامية ومجموعات ورواد وسائل التواصل الموالون، كما هاجمتها المقربة من النظام بثينة شعبان بمقال نشر قبل أيام تحت عنوان “الحرب الأخطر”، متحدثة عن فيلم “الكهف” وغيره حيث وصفت ما جاء فيهما بأنه عبارة عن “أكاذيب ملفقة”.

وكانت طبيبة الأطفال السورية أماني بلور قد شاركت ، بناء على دعوة وجهت لها من وزارة الخارجية الأمريكية، في جلسة لمجلس الأمن عُقدت في 29 آذار/مارس الماضي، حيث خصصت الجلسة للحديث عن الوضع الإنساني في سوريا.

ووفقا لمصادر مطلعة فقد ركّزت أماني خلال المداخلة التي قدمتها على جرائم النظام السوري واستهدافه للمنشآت الطبية، مدللة على ذلك عبر تجربتها الشخصية التي عاشتها خلال حصار مدن وقرى ريف دمشق في الغوطة الشرقية بين عامي 2012 و2018، حيث قادت الطبيبة فريقا ضمن نحو 130 شخصاً من العاملين في مستشفى “الكهف” تحت الأرض، خدم نحو 400 ألف مدني محاصر في الغوطة الشرقية.

وأمام الفرصة التي أتاحتها دعوة الخارجية الأمريكية، تحدثت أماني عن قضايا ملحة كقضية المعتقلين، كما دعت المجتمع الدولي إلى زيادة مساعداته الإنسانية للسوريين وتمديد فتح المعابر، بالإضافة إلى حق السوريين في الحصول على اللقاحات في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19).

وتضاف إلى سجل الطبيبة السورية جائزة حصلت عليها في 15 من كانون الثاني/يناير 2020، من مجلس أوروبا “راؤول والنبرغ” لشجاعتها والتزامها بإنقاذ العديد من الأرواح في مستشفى “الكهف”.

الأمينة العامة للمجلس، ماريا بيجينوفيتش بوريتش، قالت في بيان نشر على الموقع الرسمي لمجلس أوروبا، إن الطبيبة أماني بلور “مثال ساطع على التعاطف والفضيلة والشرف…”.

وكانت الطبيبة بلور قد صورت قصتها في فيلم حمل اسم المستشفى (الكهف)، من إعداد وإنتاج “الشركة الدنماركية للإنتاج الوثائقي”، وتناول الفيلم الحياة اليومية للطبيبة مع أربع من زميلاتها، في أثناء عملهن تحت الأرض.

الصحافي والخبير السياسي البارز ياسر الزعاترة كتب حول قضية أماني بلور قائلا “حين فضحت الطبيبة السورية أماني بلور مجزرة الكيميائي في الغوطة 2013؛ فقد وضعت نفسها وأسرتها في مرمى نظام أقلية طائفي بشع. ها هو يستخدم والدها المسكين في تكذيبها عبر وثائقي ساقط”.

كما عبر العقيد خالد القُطَيني عن تضامنه مع الطبيبة، فكتب “أماني بلور: امرأة بألف رجل”.

وقال محمود الدالاتي “الدكتورة أماني بلور نرى فيكِ ثورتنا”، كما كتب أنس المعراوي “عادة نظام الاسد القذرة وإعلامه منذ عشرات السنين إن لم يستطيعوا قتل خصمهم يحاولون تدليس الحقائق عبر أفلامهم وأقلامهم المفضوحة.. لن ينالوا من الدكتورة الشجاعة أماني بلور”.

وقال عنها الطبيب عبد الله الأسد “أماني بلور طبيبة ذات رسالة إنسانية سامية ليست طبيبة مظلية كبشار الأسد”. من جهته، أعلن الائتلاف الوطني السوري في بيان له تضامنه “باسم ملايين السوريين مع الطبيبة الثائرة أماني بلور وثقته بها، ودعمه لحملة التضامن معها”.

وسوم: العدد 927