السماح بتمرير مهزلة الانتخابات الأسدية الثانية في ظل الثورة.. إجهاز على مشروع الحل السياسي

#إخوان_سورية

#بيان_رسمي

لا شيء في عالم السياسة يُنَفَّذ وحده، وندرك أن بشار الأسد وزمرته لا يملكون شيئاً من أمرهم في سورية، إلا بإذنٍ متعدّد الجنسيات، ولا شيء يتم في النهاية بغير توافقٍ للشركاء، متوافقين ومتشاكسين؛ وعلى هذا الأساس، ننظر إلى عملية السماح بتمرير كوميديا الانتخابات السوداء، وفي ظل هذه الثورة الشعبية المباركة، وللمرة الثانية خلال السنوات العشر المنصرمة:

- لا شيء يقنعنا أنها انتخابات "أسدية"، بل هي لعبة دولية محبوكة، لتكريس السلطة بيد مجرمِ حربٍ بكل أبعاد الكلمة: الإنسانية والحقوقية والقانونية، لاستكمال مهمةٍ قذرةٍ في قتل السوريين وتهجيرهم، وتدمير سورية الدولة والمجتمع على السواء.

- لن تخدعنا الضوضاء المختلطة التي يصدرها بعض الناس، في شكل احتجاجاتٍ على الكوميديا السوداء للانتخابات، فقد علّمتنا السنوات العشر التي مضت، أنّ ارتفاع أصوات الاحتجاج لم يُقصَد منه قَط، إلا الإيغال في سياسات الابتزاز والتهوين والتهويل.. حتى خطوطهم الحمراء، قد اخضرّت عند أول امتحان.

- ربما فَهِمَ كثير من الناس متأخرين، أنّ إعلان الرئيس الأمريكي أوباما عن السلاح الكيماوي "خطاً أحمر"، كان يعني إعطاء الضوء الأخضر لقتل السوريين بكل سلاحٍ عداه؛ بما فيه البراميل المتفجّرة وألف سلاحٍ روسيٍّ استراتيجيٍّ جُرِّبوا على عين العالَم أجمع، في اللحم الغَضّ للأطفال السوريين، في مَحاضِن الطفولة، وفي المستشفيات، أو على مقاعد الدراسة.

- نُدرك بكل وضوحٍ اليوم، ونريد لكل أبناء شعبنا أن يُدركوا، أنّه إذا سُمح بتمرير الانتخابات في هذه الجولة.. فإنّ هناك تواطؤاً دَوْلياً على تمريرها، وهو تواطؤ ما يزال قائماً منذ اللقاءات الأولى لكيري - لافروف، ولم يقطعه ترامب، ولن يخرجَ عليه بايدن!!..

- نُعلن ونؤكّد، أنّ السماح بتمرير هذه الانتخابات تحت أي عنوان، وبأي طريقة.. سيعني بكل تأكيد، توجيهَ الضربة القاضية للعملية السياسية المترنِّحة أصلاً، وعلى كل المستويات، وهذا يقتضي من كل القوى السياسيةالوطنية، أن تحسمَ أمرها، وتتخذَ قراراً وطنياً يدفع عن سمعتها في قابل الأيام.

- وعليه.. فإننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، ندعو كل القوى والشخصيات الوطنية المخلصة، لتشكيل جبهةٍ عريضةٍ، لرفض الانتخابات، وقطع الطريق على المهزلة الانتخابية، وربط تمرير قرار تنفيذ الانتخابات المهزلة، بالموقف من "العملية السياسية"، بكل فصولها وفروعها.

- أما جماهير شعبنا الرازح تحت نير الابتلاء بالمؤامرة الدولية المتعددة الأطراف.. شعبنا المعلم الأول في الداخل والخارج، في المَهاجر وفي الشتات، شعبنا المعتقل، وشعبنا المُهَجَّر، وشعبنا المُجَوَّع.. فلا يحتاج إلى من يُعلِّمه كيف يتعامل مع الانتخابات المهزلة، التي ما يزال يتعامل معها بكل أنَفَةٍ وتَرَفُّع، منذ نصف قرنٍ من الزمان.

- ليس ما سيجري في سورية في ٢٦-٥-٢٠٢١ عملية انتخاب، بل هو عملية تكريسٍ للاحتلال الإيراني والروسي الواقع على سورية الوطن والإنسان.

- أيها السوريون الأمجاد الأحرار أينما كُنتُم:

أنتم أعلم كيف ترفضون، وكيف تُقاوِمون..

- وإنّ لنا مع النصر والمجد والحريّة والكرامة والانتخابات الحرة، المُعَبِّرة عن ضمير كل سوريٍّ حُرٍّ أصيلٍ.. موعدا..

- معكم وبكم، نمضي على طريق الحرية الطويل.. والله معنا ولن يَتِرَنا أعمالَنا.. والله أكبر ولله الحمد..

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

٥ أيار ٢٠٢١م

٢٣ رمضان ١٤٤٢ه

وسوم: العدد 930