برز الثعلب يوماً

مرة ثانية عن الدم الأبيض المتوسط والأسود، والدم الأحمر الأشقر... فقد برز الثعلب الأوربي أمس على شاشات التلفزة يترأس مؤتمراً في باريس العجوز لمنع تدفق الأسلحة إلى السودان الغريق بالدم الأسود؛ علَّ الحرب المجنونة بين "سريع ومتسارع" تتوقف ولو بعد عشر سنوات!

   السودان يرزح في حروب أهلية متلاحقة من عقود؛ فما سبب هذه اللهفة (الماكرونية) الماكرة على الدم الأسود المدرار؟!

     لا بد أن وراء الأَكَمَة ما وراءها، وكان يقول لي أبي دوما – رحمه الله، وهو الذي علمني اكتناه السياسة المتلوية كرقطاء- : إذا رأيت السياسيين يشعلون غماز سيارتهم الأيمن؛ فاعلم أنهم يريدون الانعطاف لليسار!

   لابد أن دوائر سياسية مكَّارة قد دفعت هذا الكاشح لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم- أن يقيم مثل هذا المؤتمر التضليلي، وقد شهد الوطن العربي مؤتمرات مثله حول الدم اليمني والسوري والليبي والفلسطيني .... ووو... وكلها كانت ذرَّا للرماد في القلوب!!

   لله درُّك يا أمير الشعراء؛ كم أنت ملهم وأنت ترسم لنا شعرا (مقفَّعيَّاً) خارطة نوايا هؤلاء القَتَلَة الظَّلَمَة في القرن العشرين... وأخيه الذي تلاه:

بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً في شِعارِ الواعِظينا

فَمَشى في الأَرضِ يَهذي وَيَسُبُّ الماكِرينا

وَيَقولُ الحَمدُ لِلهِ إِلَهِ العالَمينا

يا عِبادَ اللَهِ توبوا فَهوَ كَهفُ التائِبينا

وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ العَيشَ عَيشُ الزاهِدينا

وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّنْ لِصَلاةِ الصُبحِ فينا

فَأَتى الديكَ رَسولٌ مِن إِمامِ الناسِكينا

عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ وَهوَ يَرجو أَن يَلينا

فَأَجابَ الديكُ عُذراً يا أَضَلَّ المُهتَدينا

بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي عَن جدودي الصالِحينا

عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن دَخَلَ البَطنَ اللَعينا

أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ القَولِ قَولُ العارِفينا

مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً

أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا

؟!

193/ بتاريخ المقاومة الدامية

وسوم: العدد 1077