نصيحة ذهبية إلى مجاهدي الساحل
ممن يهمّون بدك عقر دار النصيرية
المنصور عبد الله الشافعي
بسم الله ... كانت سنة أمير المومنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العروب عدم المجازفة وترك الايضاع في أرض العدو حتى تتمهد وتتوطأ الأرض المحررة ويتتام إحكام السيطرة عليها وكانت هذه السنة جارية حتى عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز وقد ترك المسلمون العمل بها بعد وفاة عمر فأوغلوا السير في أرض غالة (فرنسا) فكان هذا من أسباب خسارتهم في معركة بلاط الشهداء والتي كان لخسارتها مغبة عظيمة وخسارة كل الأراضي المفتوحة في فرنسا إذ لم يثبت المسلمون ملكهم في الأراضي المفتوحة مرحلة بعد مرحلة ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه
لذا فإني أنصح الأخوة المجاهدين حرسهم الله وثبتهم وهيأ لهم سبحانه من أمرهم رشدا ومرفقا ومن كل ضيق مخرجا ومتسعا
أنصحهم أن لا يقتحموا القرداحة ولا يدخلوها بل ليحاصروها ويحكموا النطاق حولها ويقطعوا كل مدد عنها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وأن يضطروا محاربي القرداحة إلى الخروج إليهم من حوزتهم ومن موطن عصمتهم وقوتهم إلى حيث يراه الثوار ، والقرداحة مدينة واقتحام المدن صعب عسير حتى على الجيوش المدعمة بالدبابات والمصفحات وهي تؤمن لأهلها درعا واقية معروفة المسالك لهم والمداخل والمخارج وهي مسلحة بأفضل الأسلحة التي توفر لأهلها أفضل حماية من داخلها ولا ريب أن القناصة منتشرة فيها وعلى سطوح شواهق أبنيتها مما سيتسبب في عظم خسارة مجاهدينا لا سمح الله تعالى ولا قدر ، وهب أن الثوار اقتحموا فيها حيا فلا يأمنون عندئذ على أنفسهم من قصف الطيران لهم أو أن يكون العدو قد نصب لهم فيه شركا فالحذر الحذر التؤدة التؤدة الصبر الصبر فإن الصادق المصدوق قال إن النصر مع الصبر فاتئدوا ولا تتعجلوا ولا تزهدوا في الرباط وتؤثروا عليه قطع النياط فإن التأني من الله والعجلة من الشيطان والسلام حفظكم الله وسلمكم ونصركم وسدد رميكم وخطاكم ولن يتركم الله إن صبرتم ورابطتم أعمالكم.