ما بين الأخوان المسلمين وأخوان الشياطين
معاذ عبد الرحمن الدرويش
و صلتني اكثر من رسالة – عبر الإيميل – من كاتب عربي معروف يقيم في أمريكا ، يتحدث في تلك الرسائل عن مجموعات إرهابية تعيث فساداً في الوطن الذي يحكمه نظام قومي وطني مقاوم لإسرائيل.
و يتحدث عن قنوات إعلامية مغرضة تعمل لصالح إسرائيل أمثال الجزيرة و العربية و غيرهما...
فبعثت له رسالة قلت له فيها:
- من المحزن أن يكون هناك كاتب و أديب يؤيد مجرمين من حجم آل الأسد
و أنا لا أتحدث لك حسب ما تنقله العربية أو الجزيرة من جانب و لا ما تجود به السورية أو الدنيا من جانب آخر ..
و إنما اتحدث لك عن وقائع و أحداث مع أصدقاء و أقرباء أعرفهم و أعيش بينهم.
فقريتي لم تألف بتاريخها غير سنابل القمح و أغصان الزيتون و أناسها بسطاء يقاسمونك لقمة كفافهم اليومي و هم مسرورين .
و اليوم تدكها الدبابات بحجة أن أهلها أصبحوا إرهابيين.
رد علي برسالة مبطنة باعتذار خجول و برر موقفه على أنه يعيش في أمريكا و كل ما يستقيه من معلومات من خلال القنوات الفضائية و من خلال ابنه القاطن في دمشق.
ثم انقطعت إيميلات الكاتب لفترة قصيرة ،ظننت أنه أعاد حساباته مع نفسه و عاد إلى رشده ، بعدما تحرى عن الحقيقة الغائبة عنه.
و فجاة انهالت على بريدي الإلكتروني رسائله من جديد بشكل مقزز و هو يدافع عن الإجرام و المجرمين ،و يهاجم الإرهابيين و قال بأن جيش النظام البطل كلما قتل منهم مجموعة جاءت أخرى ،فهم يتوالدون كالصراصير، حسب تعبير كاتب النظام .
و عدت و بعثت له رسالة مختصرة قلت فيها "أريد أن أؤكد لك مرة ثانية أنه من المحزن حقاً، أن يكون هناك كاتب و أديب يؤيد الإجرام و يقف إلى جانب المجرمين ،و إن الإرهابيين يتوالدون فعلاً كالصراصير – كما قلت - لأنهم يمثلون شعب سوريا بأسره و ليسوا مجموعة إرهابية محدودة كما تدعي أنت و نظامك"
تعرى أديبنا الموقر على حقيقته كما تعرى نظامه المقاوم من قبل، و أرسل لي رسالة يقول فيها:
"بأن يحكمنا آل الأسد على أخطائهم خير من أن يحكمنا أصحاب اللحى...."
من هنا أحب أن أدخل إلى موضوعي بعد كل هذه المقدمة الطويلة.
المطلوب منا أن نفكر – و اسمحوا لي لوقلت لكم – كما يفكر اتباع النظام و مؤيديه
هم يتقبلون النظام رغم كل ما يمتلك من إجرام و دناءات و عهر ،و يدافعون عنه بكل ما يملكون من وسائل كذب و خداع و تزوير و غيرها .
و نحن مع كل أسف نحارب بعضنا بعضاً ،رغم أننا أصحاب حق و قضية ، نقصي أنفسنا عن أنفسنا،نهاجم أصحاب اللحى و نستبعد أصحاب "الكرافيتات" و لا نقتنع بالوسطيين..و....
أي خطأ صغير او اختلاف وجهة نظر معينة ، يعني الإقصاء
لا وقت لدينا الآن لأن نقيم بعضنا البعض،إذا كنا مخلصين لثورتنا و أهلنا ، فإجرام النظام وحده كافٍ لأن يجعل من أخطاءنا الصغيرة و اختلافاتنا الكثيرة ،أشياء جميلة في أعيننا..
المطلوب منا ،ان نتقبل بعضنا بعضاً بكل ما فينا من أخطاء، و لنتوحد على نقطة إسقاط هذا النظام الفاجر ،
و بعد ذلك ليأتي الشيطان و يحكمنا،فيا مرحبا و يا سهلا....
و إذا كان " آل الأسد أفضل من اهل اللحى على اخطائهم " حسب رأي كاتب النظام ،فأنا مستعد لأن أتحالف مع الشيطان إذا كان الشيطان يقف إلى جانبنا ضد آل الأسد،و ليعلم كاتب النظام الموقر ، أننا سنتحالف مع الشيطان ضد آل الأسد ، ليس كوننا أصبحنا سيئين إلى هذا الحد ، لكن كون الشيطان أقرب للإنسانية من آل الأسد، و نحن نقبل و نتقبل أي شيء و لا نقبل بعد اليوم بآل الأسد (قتلة الأطفال بالسكاكين) أن يكونوا فوق تراب سوريا الطاهر ، لا هم و لا كل مجرم يقف إلى جانبهم..