رسالة إلى الإخوان المسلمين في مصر وسوريا

رسالة إلى الإخوان المسلمين في مصر وسوريا

عبد الله المنصور الشافعي

إن هذا العالم في تغير مستمر وإن الامام الشافعي رضي الله عنه قرر بأن الفتوى تقدر زمانا ومكانا وشخصا ونحن اليوم في عصر يختلف في كثير من خصائه عن العصور السالفه .إن الاسلام انتشر في الآفاق والأمصار بالسلم و الدعوة الحكيمة أضعاف ما انتشر بحد السيف بل إن عامة البلاد المتأخرة الفتح والتي تم افتتاحها عنوة خرجت من الاسلام وعادت الى كفرها بسبب تقصير الدعوة الى الله فيها وعوامل أخرى يعرفها المختص .فما أريد قوله ان التقدم الفكري والثقافي والاعلامي والحس الانساني  وانتشار النت كلها من العوامل الجوهريه التي تستوجب من الدعوة والدعاة تغيير منهجهم ولا أقصد تغيير منهجهم في دعوة الأفراد فهذا لا يتغير الا قليلا ولكن بالنسبة الى الأحزاب والجماعات والأمم و الشعوب . فأنا لا أجهل عداء الغرب لنا ولا ما فعلوه بأمتنا ولكن العالم كما أسلفت في تغير مستمر ونحن في ضروره .وهاهي الولايات المتحده وهي من اختلقت مثلا  انقلاب القذافي على الملك السنوسي تزيله مع العلم أنه كان قد ارتمى تحت أقدام حكامها مؤخرا وما كانت الولايات المتحده ستربحه منه أضعاف ما ستأخذه أجرة على قصفها لقواته. فالعالم في تغير فلنساهم نحن أيضا في تغييره ونحن بحاجة أن نظهر للعالم أننا سننتمي اليه غدا ولن يكون المسلمون ارهابيون ولا رجعيون بل دعاة أمن وسلام وحضاره وأخلاق . إن الغرب اليوم وبعد انتصار ثورة الحرية مضطر للتعامل معنا على نحو آخر لقد صرح ساركوزي فقال سنتعامل مع الإسلاميين بشرط أن يقبلوا بشروط اللعبة السياسية والحق في قوله أنهم مضطرون للتعامل مع الإسلاميين وكفى .أما شرطه فهو خبث يريد أن يحقق منه مكاسب مرجوة وفي نحو هذه المصيدة سقط الإخوان بل ولم يتداركوا من معنى قوله شيئا فلا هم وعوا أن الغرب مضطر إلى التعامل معهم فأتوا بغليون ليخادعوا به الغرب وياليت شعري آلغرب يخدعون فغرقوا في الخديعة خديعة أوقعوا أنفسهم بها فقد نصبوا على أنفسهم أذيال الغرب وكل حاقد على الإسلام وراح هؤلاء يوحون لهم بالبقية ألا وهي شروط اللعبة الغبية من الخنوع لإملاءات الغرب التي لا تنحصر من توحيد المعارضة والسيطرة على الجيش الحر وأن الحالة الليبية مغايرة وأن وأخواتها جملة واحدة .لقد كان المفروض على المجلس المضي قدما غير آبه لإملاءات الغرب وقادة الغرب الذين تحكمهم المصالح والنفوذ الصهيوني وما تفطنوا أن سلاحهم بيدهم هو الأمضى إنها دماء أمتهم المهراقة لقد بلغ تعاطف الغرب بمجرد انبعاث بعض الصحفيين الصادقين في انكلترا وفرنسا والذين دخلوا سوريا أن كانت نسبة المؤيدين للتدخل العسكري في بريطانيا أكثر من 64% وفي فرنسا 58% وفي ألمانيا إن لم تخطئ الذاكرة 54% وهذا مع عمل المجلس المثبط والسلبي التام في تعطيل التدخل والتستر على تفريط الغرب في قيامه بما آلاه على نفسه .حتى أن المرشح الفرنسي هولاند وعد في حال انتخابه رئيسا بتأييد التدخل العسكري لعلمه أن جمهرة الفرنسيين مؤيدين له وذلك أن تلك التقديرات التي أسلفت لطالما يتلاعب بها المختصون من بني صهيون فهي الحد الأدنى لا الأعلى .لقد فوت الإخوان على أنفسهم فرصة لا تقدر ولا تعوض إذ لم يتصدروا المجلس ويلتمسوا التدخل من مظانه فقد كان  أولى السبل وأوثق العرى لإعادة صياغة علاقة جديدة مع الغرب تغسل بعض عار وأخطاء الغرب الحديثة في بلادنا وتساهم في فتح صفحة جديدة بيننا وبين شعوبهم وهذا لخير الدعوة والأنام . إن بقاء الجفوة بين الشعوب العربية وحكومات العالم الغربية والتي كرسها سياسة المجلس البلهاء لا تخدم غير إسرائيل ولعمر الله إن تصالح العرب مع الغرب هو أول خطوة نحو زوال إسرائيل وهذا ما يدركه اليهود يقينا .

في السياسة العامة   للجماعة 

سبق وأن عرفت السياسة في مقالتي السياسة الشرعية والسياسة الغليونية -للمجلس- بأنها ما كان يكون معه الناس أقرب للصلاح والرخاء أبعد عن الفساد والشقاء  .والسياسة في اللغة من ساس يسوس أي قاد وقام على الشيء بما يصلحه .قال النبي (ص) كانت بني اسرائيل تسوسهم الأنبياء .أي تتولى شؤونهم بما فيها الحرب والسلم .وحاشى لله أن يكون في سياسة الأنبياء قدوة البشر كذب أو روغان إلا خدعة في حرب فإن الحرب خدعة .فأن تتخلى جماعة الإخوان المسلمين عن مبادئها وقيمها المستوحاة من الشرع الحنيف باسم السياسة وفنونها فلقد نصبت السياسة دينا لها دون الدين .فالدين متبوع وليس بتابع قال النبي (ص) من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة ومن أتبع القرآن نفسه زخَّ في قفاه فقذفه في النار أو كما قال .وزخ =دفع .وتصديقه في كتاب الله ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يخزى ) .إن محاربة الكافرين ليست بأولى من ترك موالاة المنافقين فهذه في الباطن والأولى في الظاهر فكيف أن تنقلب ترك الموالاة إلى ولاء في الظاهر بذريعة محاربة الكافرين وإن الحق أغنى من أن يطلب بالباطل ولم يأمرنا الله بذلك ولم يجعل نصرنا ولن يجعله قط ثمرة موالاة المنافقين بل قال عز اسمه (مازادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ) وأقصد بذلك ولا أكني حماس وجماعة إخوان مصر مع إيران ثم تنظيم الإخوان في سوريا مع بسمة وبرهان .وإني أشك في أن الدور الذي كان يلعبه النظام السوري مع حماس الغاية منه في نهاية المطاف هو نفس الدور الذي يلعبه حزب الات مع اسرائيل وكلاهما يصب في مصلحة الدولة العبرية لابتزاز العواطف والأموال وسحق حُمْس المسلمين  .وتوطيد الشقة بين العرب والغرب .والله أعلم 

إني أضع بين أيديكم بعض الفيديوهات التي ينشرها أعداؤكم والتي تحتاج منكم إلى نظر وتدبر ثم حزم أمر وتصحيح مبدأ وسير .فما يسعدنا بل ولايسعد نبي الله (ص) ولا أبي بكر وعمر (رضي ) أن يترضى مرسي عن خير الصاحبين في العالمين ودولته تسمح بمرور سفينة جديدة محملة بالسلاح لقتل أمة محمد في فسطاط المسلمين ؟

 قال تعالى ( والعمل الصالح يرفعه ) أي إن القول الحسن يبقى بين السماء والأرض فإذا وافقه وصدّقه العمل رفعا جميعا إلى الله تعالى وإن لم يكن ثمة عمل سجر حيث يسجر فيه كلام المنافقين في سجين والعياذ بالله رب العالمين .إن أهل الشام ليسوا بحاجة إلى أقوال بل إلى فعال وإن أسعد ما يرضي الصاحبين ما كان فيه مرضاة الحبيب وما مرضاة الرسول إلا في رضوان الله تعالى وإن أعظم ما يرضي الله رب العالمين اليوم هو نصرة عباده المستضعفين في بلاد الشاميين 

فما يمنع اليوم الرئيس مرسي من السعي مع حكومة المغرب الاسلامية ! وحكومة النهضة التونسية ! وحكومة ليبيا ويعلنوا جميعا أنهم سيمدون الثورة السورية والجيش الحر بالسلاح ؟ ما المانع والشرع والعقل بل والحكمة داعٍ ؟ والله لو فعلها مرسي لرسّخ الله حكمه في أرض مصر قال تعالى (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ...إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ...والذين ءاووا ونصروا أولئك هم المومنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم )وقال عز اسمه (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا )وقال سبحانه (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )صدق الله العظيم. ببعض هذه الآيات الشريفات تقدم الشيخ ابن تيمية وعلماء الشام للناصر المملوكي يعظه ويحذره من التخلي عن نصرة الشام وأهله حين أراد غزوها غازان المغولي فاستجاب الناصر وسير الجيوش لنصرة الشام وأهله  فنصره الله في شقحب على المغول وثبت ملك المماليك سنين وذكره التاريخ إلى اليوم بالحسن الجميل مع ما أعده الله تعالى له يوم القيامة من الأجر الجزيل .فبيس ما تقدم الرئيس محمد مرسي وحكومته به من قربان إلى الله تبارك وتعالى بداية عهد حكمهم والبداية عنوان النهاية !!؟ وإنما يمحص صدق الإيمان في الإمتحان حيث سمح ويسمح للسفن بالمرور . وتالله إن أعلن مرسي النفير لنصرة الشام الجريح لالتف حوله أهل مصر ولكسب أصوات كثير من السلفيين والمخالفين والعرب والمسلمين .فما الذي يمنعه من عقد قمة عربية حول سوريا ؟ وما الذي يمنعه من السفر إلى الغرب ليطالب بتحرك عالمي لحل المأساة الشامية ويسلط الضوء عليها  ويعلن بأن مصر والعالم العربي لن يسكتوا على مقتل إخوتهم ؟ أم أهي اللعبة التي أشار إليها ساركوزي بالاحترام فيحترموها على حد فهمهم للسياسة تلك السياسة التي تلغي حتى أصول مبادئ الدين ومنها الأخوة أم تجدني مضطرا أن أذكر الإخوان بتعريف إمامهم البنا للأخوة وأنها دين وأن الصادق يرى أخيه أحق من نفسه وأنه سر قوته أم إن التعريف حصر على إخوان الإخوان أم على إخوان إخوان مصر فحسب ؟ إنها إذا والله الخيانة لله ولرسوله وللمسلمين ولتعاليم إمامهم نفسه.

 ثم أنبؤوني ما بال ايران على غيّها وجهرها بمساندة الظالمين وحردها وحربها للمستضعفين لا تبالي ولا تهاب وتتوعد السعودية بالتحريق والعقاب ونحن أهل الحق نهاب ونتستر بالسياسة !؟ الا فبيست سياسة تخالف هدي الله وهدي نبيه ولا تبالي  بنفوس وأعراض المسلمين إخوتهم في الدين ومن خذل مسما خذله الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه فما أحوجهم إلى معونة الله وما أزهدهم فيها ! وما عند الله خير وأبقى 

شاهد المجازر الجديدة وكل يوم مجزرة فهل يستشعر مرسي وكوران والغنوشي وحكام العرب المسلمين أنهم إخوة ؟ اللهم لا .استشعارا صادقا باعثا على العمل 

">

.................................

وربما خصصت مقالة أخرى في الجواب عما بدر وصدر من أقوال في تلك الفيديوهات التي أسوقها وأتركها بلا تطويل تعليق 

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=PwzfdLXbAHo         

قارن بين كلام عاكف وبين قول الاسفرائيني وابن حزم في الفرق : جميع فرق الإمامية متفقون على وقوع التحريف في القرآن بالزيادة والنقصان وليس بعد هذا الكفر كفر .وقد سبق أن ذكرت في مقالتي التي رددت بها على بيان زهير سالم : جواب عن بيان الإخوان الراغم :الوحدة الإسلامية هي العاصم وفيها :ليس بيننا وبين الشيعة تقريب ولا مشروع وحدة وإلفة وليس بيننا وبينهم جامع واحد وقد لخص هذا إمامهم نعمة اه الجزائري فقال :إنا لا نجتمع معهم -أي السنة- على إله ولا نبي .وذلك أنهم يقولون إن ربهم هو الذي كان محمد (ص) نبيه وخليفته أبو بكر وعمر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي.الأنوار النعمانيه ج2 ص 278 .ونحن نقر له بقوله فيصلا  فلا جامع بيننا وبينهم ولا قولا .إني أقترح على السادة العلماء أن ينزلونهم منزلة المجوس ولا حرج أن ينزلونا هم ما شاؤوا ونرفع السيف بيننا ونكف ويكفوا .وأما الاتفاق على الكف عن سب الأصحاب فلن يكفوا عنه فيما بينهم. فليكن فيما يجهرون به ويتوجهون به إلينا فليس هذا عندهم من قبيل الاستفزاز بل لأنه صميم دينهم وعليه يقوم .فليس في الكون دين يقوم على اللعن والسباب إلا دينهم   

 https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=vmCswOizKnM#!     إن لم يكن هذا هو النفاق أو الضلال فلا نفاق واليسير من الرياء شرك فما ظنك بجميعه

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=ExBdTl9VjO8           مشعل وولاءه للأسد ونظامه أهذه سياسة شرعية ؟ فقط أفيدونا 

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=bWfOLvoFL9U#!     من الذي جعلهم يرتكبون هذه الأخطاء ؟ أليس البعد عن تعاليم ومبادئ الشرع بفهمهم الخاطئ 

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=nnGqXJCENlc        فإذا كانت دعوتكم هي الإسلام فتسمية الله أولى وإن كانت غير الإسلام فهي ما ذكرت من السياسة المغايرة وهي التي أوصلتهم إلى هذا القادم انظر الفيديو القادم

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=SV4of9Uql60              فإنا لله وإنا إليه راجعون .

ولست وهابيا بل شافعيا من أهل السنة