رمضان بطعم الموت
معاذ عبد الرحمن الدرويش
لرمضان في سوريا طقوس خاصة و عادات فريدة
لرمضان في سوريا موائده الخاصة و حلوياته الخاصة و مشروباته الخاصة...
لرمضان في سوريا طعم عرق السوس ، و رائحة الكعك و الفطائر التي تعج بالحواري و الشوارع و الأزقة.
لرمضان في سوريا لمة الأهل على السحور و الإفطار ، و سمر الأحباب و الأصدقاء طيلة الليل...
لرمضان في سوريا ميجنا المسحراتي ، و أعراس مدافع الإفطار التي تعلن كل مساء نهاية يوم و بداية يوم آخر من أيام رمضان الخير..
لرمضان في سوريا طفولة تعد أيام الشهر الفضيل ساعة ساعة للوصول إلى العيد العامر بالألعاب و الحلوى و الأفراح و الملابس الجديدة.
لكن لرمضان في سوريا هذا العام طعم الدماء و رائحة البارود التي تعج في كل مكان
لرمضان في سوريا هذا العام لمة الحزن و سهر الخوف
لرمضان في سوريا هذا العام ميجنا المدفعية و أزيز الصواريخ و صراخ الأطفال الذين يعدون الوقت ثانية ثانية عله يهدأ القصف و عل النوم يأتي لينتشلهم من الخوف و الرعب،و الذي لا يعمر طويلاً.
لرمضان في سوريا هذا الصيف القائظ بدون كهرباء يعني بدون( ثلاجات و بدون مراوح و بدون مكيفات ) و بدون وقود و بدون خبز و بدون أي شيء يساعد على الحياة
لرمضان في سوريا هذا العام بدون سقف بدون بيت بدون ملجأ
لرمضان في سوريا هذا العام مائدة الأشلاء المبعثرة هنا و هناك ، و كؤوس الدماء المتدفقة في الشوارع و الساحات ، و رائحة الجثث المحروقة بلهيب الحقد و اللؤم ...
لرمضان في سوريا هذا العام طعم الموت الذي ألم بكل شيء و الذي لا يفتأ على التجوال هنا و هناك في كل الاماكن و في كل الساحات و في كل الشوارع و الأزقة و الحواري ..........
و لكن لرمضان في سوريا هذا العام طعم النصر - بإذن الله - الذي لم تتذوقه الأمة منذ عهود طويلة مرت..........