قُتل طاغية ليبيا، والبقية تأتي
أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر
تحية لكل شهداء ليبيا الحرة، المجاهدة، المناضلة، وكل شهداء الثورة العربية الكبري، في تونس، ومصر، واليمن وسوريا.
تحية إلي كل الجرحي والمعاقين جراء الثورة الليبية، التي أستمرت نحو ثمانية عشر يوما وكللت ـ اليوم بالحسم الثوري. وكذا كل جرحي معاقي الثورة العربية الكبري.
رحم الله تعالي شهدائنا، وشفي الله جرحانا.
تحية إلي كل المعتقلين والمهجرين واللاجئين والمُشردين والمغيبين، من بلدان الثورة العربية الكبري.
تحية إلي كل الثائرين، الصامدين، الصابرين، المُحتسبين لأجل الحرية والتحرر والكرامة والعزة والعدالة.
تحية إلي كل الشعب الليبيي الذي ثار فأزال عنه ركام 42 سنة من الطغيان والإستبداد والقهر والظلم، والتغييب، والتهميش، والإذلال، والإفقار.
تحية إلي كل الشعب الليبيي الذي أستعاد بلده بعد سرقتها، ونهبها، وإلي كل الذين ينهجون نهجهم.
تحية إلي كل الشعب الليبيي الذي قتل طاغيته، وثأر لدماء الشهداء، التي "ما بتصير هباء". وثأر لألام الجرحي، ولدموع الثكالي، وأنات الأطفال، ومرارات الشباب، وأحزان الشيوخ والكهول.
اليوم الخميس 20 اكتوبر 2011 قٌتل طاغية ليبيا، "عميد الحكام العرب"، "ملك ملوك أفريقيا" من قبل الشعب الذي كان يصفه بت" الجرذان". والذي ، طيلة الشهور الثمانية، آلي علي نفسه وأبنائه وأزلامه ومرتزقته إلي قنالهم "دار دار، بيت بيت، زنقة زنقة".
اليوم قضي الأمر، وطويت صفحة نكداء، والبقية تأتي، من تاريخ الشعب الليبي والعربي المعاصر.
اليوم قضي الأمر، بمقتل طاغية ليبيا، وغداً الدور علي كل الطغاة، طغاة اليمن، وسوريا: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ" (آل عمران: 13).
لقد لحق، وستلحقون، باقرانكم تشاوشيسكو ومليسوفتش، وألبرتو فوجيموري، وأوجوستو بينوشيه، وسوهارتو.
فاعتبروا بمصيرهم.
وأنظروا مألهم.
أيتها النظم الباغية القاتلة، أيها الطغاة العتاة، أيها البلاطجة والشبيحة: ألم نقل لكم ـ في معركة الحرية والتحرر من الطغيان والإستبداد والقتل والتشريد، الشعوب تنتصر، وستنتصر.
إن الشعوب تنتصر علي قاتليها، وجلاديها.
الشعوب تبقي، والطغاة الظالمون المستبدون الفاسدون المُفسدون إلي زوال.
ولقد قدم الليبيون "مهر الحرية الغالي" أكثر من 30,000 شهيد. وبإذن الله تعالي سيجنون وطناً حراً كريماً مزدهراً. وقد خانت ساعة البناء، والإنتقال من الثورة إلي الدولة.
وهاهم اليوم، أحفاد "عمر المختار" في ليبيا، وغدا في كل بلدان الربيع العربي، يحتلفون بإنتصار ثورتهم الحاسمة. حيث لا "فلول ولا ضمانات بالمغادرة"، وعدم قيام المحاكمة العادلة والقصاص العادل لدماء الشهداء ، وعذابات الجرحي.
ها قد جائكم النبأ فكفوا أيديكم علي المزيد من تدمير البلاد، وسفك الدماء، وقتل الشباب والأطفال والشيوخ والنساء. حرائر سوريا، ونساء اليمن، يقتلن ويُسحلن ويخطفن. إن غدا لناظره قريب.
سيحسم الشعب اليمني أمره، وسينتصر علي طاغيته. وسيحتفل ـ مع أشقائه الليبيين، في كل ساحات الحرية. في كل مدنه وقراه، في صنعاء وعدن وتعز والحديدة والضالع ومأرب وشبوة والمعلا وأبين وغيرها.
سيحسم الشعب السوري أمره وسينتصر، علي طاغيته. وسيحتفل ـ مع أشقائه الليبيين، في كل ساحات الحرية. في كل مدنه وريفه، وقراه، في درعا ودير الزور وحمص وحماة والرستن وإدلب والقامشلي وغيرها.
سيحاكم الشعب المصري والتونسي طاغيتهما، وسينالون جزاء ما اقترفت أيديهما.
يحيا اليمن حر أبي كريم عزيز.
تحيا سوريا حرة أبية، كريمة عزيزة.
نحن شعب واحد، وطن واحد، أمة واحدة:"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 92).
إلي الإمام نحو مزيد من الحسم والنصر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله هازم الأحزاب وحده. قاهر الجبابرة والطغاة والمستبدين.
الحمد لله واهب النصر.
الحمد لله المُعز المُذل.
الحمد لله وكفي،
الحمد لله أولاً وآخرا.