لماذا يجب أن نؤيد الثورة السورية
إنه بلدنا و هم أهلنا و القضية التي يضحون من أجلها هي قضيتنا جميعا
1. إنه بلدنا و هم أهلنا و القضية التي يضحون من أجلها هي قضيتنا جميعا و سنقف الى جانبهم بغض النظر عن ميزان القوة وميزان الربح و الخسارة , و لو تركتهم وحيدين و هم يطالبون بحقي و حقهم و يقتلون و يعتقلون و تهدم منازلهم و تدمر و تسلب ممتلكاتهم من أجل مستقبل أفضل لي و لهم لأولادي و أولادهم.كيف سأنظر لنفسي و كيف سينظرون لي و قد تخليت عنهم.
2. مطالبهم محقة و تتفق جميع الشرائع الأرضية و الاديان السماوية على حقهم فيما يطالبون به و هي أبسط حقوق الانسان من حرية و عدالة و محاسبة الظالمين و المجرمين و ايقاف سرقة والوطن و استعباد الناس, فلو لم يكونوا أهلي و لم تكن سورية وطني لوجب علي نصرتهم من أجل احقاق الحق ورفع الظلم و الانتصار للمبادئ.
3. العصابة الأسدية كشفت عن وجه موغل في القبح و الوحشية و الهمجية و الحقد و لم يكن أشد المتشائمين يتوقع وجود هذا المستوى من الهمجية و الوحشية في القرن الواحد و العشرون من قتل للاطفال وتمثيل بالجثث و تدمير للمنازل و تقطيع للأوصال و سرقة للأعضاء و اختطاف للفتيات وتعذيب حتى الموت لم يسلم منه الأطفال و لا النساء و لا الشيوخ, فكيف سنستطيع التعايش معهم بعد ذلك و كيف سنأمن على أنفسنا و أولادنا و أعراضنا معهم.
4. العصابة الأسدية أثبتت بامتياز أنها تدير دولة اللاقانون فهم أولا يصادرون حقوق الشعب باختيار ممثليه و التعبير عن نفسه و يضعون القوانين التي تلائمهم ثم يتجاوزونها بكل بساطة.
5. العصابة الأسدية تستهدف أقدس المقدسات فهم يدمرون المعابد و يدنسونها و كذلك الكتب المقدسه و يجبرون الناس على التلفظ بالشرك بالله و يكتبون عبارات الشرك في كل مكان و لايحسبن أحد أن هذا الفعل هو تعدي على حرمات المسلمين فقط بل هو تعدي على حرمات جميع الاديان أوليس الله هو اله المسلمين و المسيحين و العلويين و الدروز و السنة و الشيعة فعندما يكتبون لا اله الا بشار يكونوا قد تعدوا على مقدسات جميع الاديان, و ليس من تبرير من أن ما يحدث هو تصرفات فردية لا تمثل وجهة نظر العصابة الاسدية بل هي عملية ممنهجة و مأمور بها من قمة هرم العصابة و الدليل على ذلك أمران:
- أن استهداف المقدسات لم يكن حالة واحدة أو عدة حالات محصورة في منطقة معينة و زمن محدد بل هي مئات الحالات إن لم تكن الألاف , منتشرة في كافة انحاء الوطن و مستمرة منذ بدء الثورة حتى اليوم.
-لم يصدر أمر بالتوقف عن هذا الاستهداف أو حتى الاستنكار له أو الاعتذار للشعب عنه و قد رأينا كيف قام أيهود بارك الصهيوني العنصري المجرم الغاصب المحتل بالاعتذار عن احراق المستوطنين لأحد المساجد بينما يصر بشار الاسد على تدمير المساجد و التعدي على المقدسات بشكل ممنهج ولم يستنكر أو يعتذر عما يقوم به جنوده.
صحيح أن ميزان القوة العسكرية هو لصالح العصابة الأسدية لكن إن توحدنا و بذلنا أقصى جهودنا فإن الله سينصرنا و أذكركم أن جميع الشرفاء في كافة انحاء العالم وقفوا مع الحق و مع شعوبهم و أوطانهم رغم أن ميزان القوة لم يكن في صالحهم صحيح أن بعضهم استشهد على مذبح الحق و الحرية كيوسف العظمة و عمر المختار و لكن اسمائهم ظلت مكتوبة بأحرف من نور و الهمت من جاء بعدهم حتى حقق هدفهم بالاضافة الى أن معظم هؤلاء الشرفاء إنتصروا و حققوا أهدافهم رغم أن ميزان القوة العسكرية لم يكن في صالحهم في البداية و منهم غاندي الذي طرد الانكليز من الهند و ثوار الجزائر الذين حرروها من فرنسا و الروس الذين حطموا جيوش هتلر في ستالينغراد وجورج واشنطن الذي طرد الانكليز من أمريكا و كثيرون لا يحصيهم العد , قد تنتصر و قد تهزم لكن المهم ان تقف مع الحق مع العدل ضد الظلم , مع أخيك المظلوم ضد الطاغية السفاح , مع الشعب السوري ضد عصابة الاسد , بغض النظر عمن سينتصر لأن الثمن عندما يهزم أخاك المحق و قد خذلته سيكون أكبر من أي ثمن آخر حتى الموت.
نعم أنه بلدي و هم أهلي و سأقف الى جانبهم حتى النهاية.
ثمّ, ألا ترون طبول و ابواق العصابة الأسدية يقولون أنهم يعترفون بوجود أخطاء و يطالبون باعطاءهم فرصة للاصلاح علما أنهم قضوا أحد عشر عاما (من بعد ثلاثين عاما حكم خلالها أبوهم) معترفين خلالها بوجود أخطاء وواعدين بالاصلاح الا أنه لم يصلحوا بل ازداد الجور و الظلم و الفساد بالرغم من أن البلاد و العباد طوع يدهم قهرا و غصبا و لا معارض لهم في الاصلاح الا كونهم كبار المفسدين و أن الاصلاح سيفقدهم مناصبهم التي لا يستحقونها و يحرمهم الاموال التي يسرقونها و يفقدهم أمنهم من العقاب على الجرائم التي يرتكبونها, أما عندما يتحدثون عن ثورتي مصر و تونس فمنذ أول يوم لسقوط النظام يقولون : ماذا حققت الثورة , يردون أن يحبطونا ويصورون الامر أن الثورات لن تغير شيئا بل سيستمر الوضع على ماهو عليه! نقول لهم:
1- أن هذه الثورات لم تستلم مقاليد الحكم و ان كانت سائرة على استلام هذه المقاليد قريبا
2- هذه الثورات حطمت جدار الخوف و اصبحت الحكومات تخاف من شعوبها إن اخطأت فتحسنت ادارة البلاد بعد أن كان عنصر أمن يخيف البرئ و يحمي المجرم
3- أعادت حرية المواطن فلم يعد المرء يعتقل و يقتل و يعذب لمجرد الشك بمعارضته للنظام
4- أصبح الشعب يستطيع التعبير عن نفسه و لم يعد تابعا من العدم لمجرم يظن نفسه إلهاً. فلولا ثورة مصر هل كان بالامكان فتح معبر رفح و هل كان بالامكان الرد على الغطرسة الاسرائيلية و الهجوم على سفارتها و كم مرة أعتدت و أهانت اسرائيل كلاً من مصر و سورية خلال الثمان و الثلاثين عاما الماضية دون أن يفكر أحد بالرد و الشعب يقبع خائفا مغتاظا لا يجرؤ حتى على انتقاد قرار القائد الحكيم بالصمت على الاهانة و قبول الاعتداء و تمريغ الكرامة.
5- أن ما أفسدوه في عشرات السنين لن تستطيع الثورة بناؤه في أشهر قليلة و لكنه بالطبع لن يستغرق عشرات السنين بل هي سنوات قليلة و سنرى مصر و تونس تنتقل الى مصاف النمور الاقتصادية و التعليمية و سنرى كيف ستبنى دولهم على اساس الديموقراطية و المواطنة و العدل و حقوق الاتسان و لنا في تركيا العدالة و التنمية مثالا يحتذى حيث تحولت خلال السنوات العشر الماضية من تابع متسول الى قوة اقليمية يحسب حسابها و الى أحد اكبر الدول نموا في العالم في حين يتراجع الآخرون وكذلك تم القضاء على الفساد و تضاعف الناتج القومي ثلاث مرات خلال سبع سنين و أزيلت ستّة أصفار من الليرة التركية و انتقلت تركيا في عهد حكومة حزب العدالة والتنمية من "نادي الدول المستقبلة للمعونات الخارجيّة" إلى الدول المانحة.
نعم العصابة الأسدية تحتاج لفرصة كي تمعن في قتل السوريين و بعد فرصة ثلاثين عاما للأب و أحد عشر عاما للإبن كلتاهما جوفاء جعلت سورية في قعر العالم بعد أن كانت منارة للحضارة لكن لا فرصة لثورتي مصر و تونس بل نريد أن نحاسبهما ونحكم عليهما بالفشل حتى قبل الامتحان.
جابر عثرات الكرام السوري