أنا سوري أريد حقي في المواطنة

بلال زين العابدين

بلال زين العابدين

غادرت سوريا وانا ابن اربع لاغير مع والدي قبل احداث الثمانينات الذي عاد اليها بعد ثلاثين سنة غربة وغياب ليعود الى غياهب المعتقلات يعود الى وطنه بعد ثلاثين سنة ليرى من وطنه جدران الزنزانة التي امضى فيها ثلاثة اشهر في زنزانة منفردة وبعد أن من الله عليه بفك اسره خرج مريضا يسأل الناس عن بيته الذي غادره شابا ليعود اليه شيخا مريضا لايعرف طريقه .

زرت سوريا مرتين بعدها محبطا فلست صاحب وطن وانما احمل اوراق الانتماء فقط , كنت استحي انني سوري حتى أنني لم أحاول التعرف على أحد من اقاربي او غيرهم مع اني اجتماعي بطبيعتي معارفي كثير لكن ليس في سوريا التي كنت الحظ كل سيء فيها ولم احمل روحا ايجابية  لم اشعر يوما بانتماء لذلك الوطن , كنت فقط اعتبر اجدادي من بلاد الشام وانا مشرد مثل الفلسطينيين , امنت بالكلام هذا واعتبرته طبيعي ورزقني الله القناعة وصرت احاول أن استقر غريبا ولكن ذلك كان عكس طبيعتي الحرة ونفسي الأبية لم أستطع الاستقرار بوظيفة اشتغلت بالتجارة كثيرا واشتريت اراضي وكان لدي مزرعة اغنام حاولت أن ابني منزلا وربحت وخسرت .

تزوجت في الغربة زوجتي الحبيبة التي خرجت من سوريا ابنة عام لتعود اليها ولديها مولود بعمر السنة ولكنها وجدت نفسها في ملف الارهاب مع أن والدها غادرها هاربا من بطش النظام .

كل ذلك الى أن بدأت الثورة المصرية حينها شعرت بشيء من الأمل أن يعود لي وطني كنت أشجع المصريين وادعمهم لأن نجاحهم نجاح لنا , ولما انتصروا فرحت كثير وعندما بدأت ثورة سوريا بدأت أشعر بالفخر بدأت أشعر بالأمل وبالروح الجديدة حتى دخلت بكل ماأوتيت من قوة وألزمت نفسي مالاقبل لها به بسبب الثورة من التزامات مادية وديون ولكن لايهم فعندي استعداد أن افعل المزيد فأنا اسعى للحصول على وطن , كدت أن افصل من عملي لولا أن من الله علي بصاحب عمل متفهم أدرك مشاعري وأحس بأحاسيسي حتى أنه كان يأتي الي يحدثني ويواسيني , لازلت أذكر مجزرة الجامع العمري الأولى عندما أتتني الاتصالات والرسائل فجرا بالمجزرة قمت بالاتصال حينها بابن عم لي اجشهت بالبكاء بصوت عال على الهاتف لم أحتمل سماع الخبر كانت درعا تئن لوحدها كمدينة في اسبوع الثورة الاول قمت بارسال عشرات الرسائل أن النصرة واجبة بل هي فرض عين وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر صحت بصوت عال أين بقية حوران وأين عشائرها فأتاني الرد باهازيج اهل حوران وهم يتغنون فزعنا لدرعا فزعنا ذهبت الى عملي فأمرني مديري بالمغادرة لأن تعابير وجهي كانت ثورية .

عقدت أمري على المغادرة ونصرة أهلي فجائتني ثلاث اتصالات اشغلتني بالثورة ودعمها قانونيا واغاثيا وانا بموقعي واقنعوني أنني اقدم خارج سوريا كما لو كنت داخلها وربما أفضل شعرت بعدها بأنها مؤامرة لمنعي من السفر ثم دخلت في دوامة الثورة ونصرتها ومارست قدراتي ومواهبي الاجتماعية وتعرفت على عشرات الثوار كما لو كنت بينهم شعرت بالفخر عندما انتصرت حوران لدرعا مئات الالوف اتجهت وتجمعت في درعا , نعم أنا ابن حوران .

لازلت أذكر قب سنوات عندما دخلت الحدود السورية فلما سألنا الضابط من بعيد "سوريين؟"  اجبناه بنعم فأشار لنا بيده ان تفضلوا حينها شعرت بأن لي وطن ولكنه مسلوب , كنت أسير في حوران أرى نفسيات الناس ليس افلاطونية كما كنت اتوقع ولكنهم اثبتوا أنهم اكثر من افلاطونيين , نعم فهم رجال الشدائد .

كنت أمر من الكسوة اقول مساكين اهالي الكسوة لايعرفون حالهم هل هم من حوران ام من دمشق ! اكتشفت بعدها انهم وجدوا لأنفسهم مكان في قلوب كل العالم الحر , اسير بشوارع دمشق احتقر نفسي الا أنني أدركت أنني كنت اسير في صفحات من التاريخ الذي سوف يصبح مستقبلا .

حمص مااروعك ياحمص لم اقدرك  يوما كما الان بل حتى حلاوة الجبنة اللي اشتريتها منها رميتها ولم استطع تذوقها , حماة بالنسبة لي كانت المدينة المهجورة , ادلب لااعرف فيها الا فرع المخابرات العسكرية .

لم اعتبر نفسي يوما أنني ابن تلك البلاد الابية كنت ادخل خائفا واخرج خائفا لاامن على نفسي ولا على اهلي الا حين اخرج من سوريا . شعرت الحقد والحسد والغرابة في قلوب الجميع لم يكن احد غريبا كنت انا الغريب ولكن السبب هو هذا النظام الفاسد الذي غير الانفس كنت عنصريا لااقبل ان اتعامل مع احد الا مع ابناء قبيلتي وهااناذا  اليوم اعمل مع الجميع , مشاعري مختلطة وانا اكتب ودموعي امنعها من الخروج لكن اعتز انني ابن تسيل وابن حوران وابن سوريا وابن بلاد الشام يوما ما كنت جالسا عند خالي بالاردن مع أحد أقاربي الذي مازح خالي وقال له بلال اصبح سعوديا

فاجابه خالي بكل جدية هو شامي رغم انف الجميع وسيموت شاميا

أسأل الله النصر القريب والفرج العاجل