هل كرسي الحكم والمنصب اغلي من دماء الشهداء؟
هل كرسي الحكم والمنصب
اغلي من دماء الشهداء؟
أبو المعتصم عبد الله
دماء تنزف وأشلاء تتناثر ... وحجارة البيوت الآمنة تتطاير ونيران تشتعل وتتأجج ... وصراخ يدوي واستغاثات تخترق أصوات الطائرات والانفجارات والقذائف ... هذا هو وضع غزة ...
غزة تصرخ من شدة النزيف وعمق الجراح ... صراخها مدوي جريح ... تهتز له الحجارة الصوان وتقشعر له الصخور الصلبة ... ولا تهتز أو تتحرك ضمائر العالم ... لان قلوبهم اشد من الحجارة وأغلظ من الصخور ... ضمائر العالم ماتت وهان عليها إراقة دم الطفولة في غزة وتمزيق أشلاء الشباب والشيوخ والنساء بلا رحمة ... انه عالم ظالم جاحد للحقوق ... عالم يدعي المدنية وحقوق الإنسان والديمقراطية ... لكن المعادلة تختلف لديهم حينما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني وتنقلب المعادلة ... فينصروا الجلاد علي الضحية ويزدادوا في ذبح المقتول وإراقة دماؤه وتحميله المسئولية ...
غزة تحت النيران ... تفوح من شوارعها وبين أزقتها رائحة الدم والبارود ... وتنتشر الأحزان والحداد بين بيوتها ... فلهيب الحرائق والنيران المشتعلة تلتهم أجساد الأبطال الطاهرة وتمزقها اربآ إربا بلا رحمة أو إنسانية أو ذرة من ضمير ... صواريخ العدو الصهيوني تتساقط بين المدن والقري والمخيمات لا تفرق بين شاب أو شيخ أو امرأة أو طفل ... لا تفرق بين بيت ومسجد ومؤسسة وشارع ونادي وموقع ، فالكل الفلسطيني في دائرة الاستهداف بكافة فصائله وأطيافه وأبناؤه ...
دماء تنزف وأشلاء تتناثر والعدو يضرب في كل اتجاه ... ولا زال هناك أصوات فلسطينية تنادي وتلهث استجداء للهدنة والتهدئة مع العدو ... فهل هانت عليكم دماء أبناؤكم ؟؟؟ هل كرسي الحكم والمنصب اغلي من دماء الشهداء ؟؟؟
هل أصبح نضالكم وجهادكم ووطنيتكم هي استوزار وكرسي حكم وهمي يا أدعياء المقاومة والممانعة الزائفة ؟؟؟ هل ملاحقة المقاومين وفرض تهدئة بالقوة من جانبكم دون التزام العدو بها ... أو حتى مجرد الاهتمام منه بما تقومون من قرابين لإرضائه ... لن تستطيعوا المحافظة علي كرسي الوهم علي حساب دم الأبرياء بغزة ... ولن تنالوا شكر من عدو ولن تتوقف جرائم الاحتلال ... ولن تنالوا إلا مزيدا من السقوط والانحدار وكشف زيفكم وإظهار حقيقتكم وسقوط شعاراتكم وأكاذيب الخطب والتصريحات ... استجدوا هدنة وتشبثوا بالكرسي وانشروا مليشياتكم علي الحدود لملاحقة المقاومة ... لن تخدعوا المواطنين ولن تستطيعوا منع المقاومة من الاستمرار بالرد علي جرائم العدو لان دم الشهداء الطاهر اغلي من كراسيكم ومناصبكم وتجارتكم وحساباتكم الفاسدة ... وكرامة الشهداء اغلي من مصالحكم الحزبية وأهدافكم المشبوهة وأجندتكم الخارجية ... وستستمر المقاومة مشتعلة رغم كل المؤامرات ... وستسقط كل الشعارات الرنانة الزائفة ...
رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته ... وسيبقي دمهم الطاهر نارا تلاحق العدو ... وعارا يلاحق المنهزمين والخونة ... فيا أيها الدماء الطاهرة لن تذهبي هدرا ... فالتاريخ لا ولن ينسي ... والأجيال ستحفظ العهد .. وذاكرة التاريخ باقية حية في قلوب كل الأحرار ...
وحينما يذهب الشهداء للنوم نقول لهم تصبحون علي وطن ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل