الشام بين الرجال وعلماء السلطان

العمري

تمَّ ما خطر بالبال جوابا على السؤال ثم عرض لي هذا الموال

الرجال مواقف لا عمائم ولا مناصب

لما حاصر التتار مع قازان دمشق الشام

انتدب لهم من العلماء ابن تيمية شيخ الاسلام

فأتى قازان في مجلسه و حوله الجند والاعلام

بعزة المؤمن  الذي لا يطأطأ رأسا و لا يخشى الا الديان

نصحه و أدبه, خوفه و ذكّره عذاب الجليل الجبار

وقازان ساكت ذليل كالميت بين يدي الامام

حتى لو رأه الناس لظنوا الشيخ هو السلطان

وقازان و الجند حوله لابن تيمية خُدَّام

عاد الشيخ بعدها و قد حمى الله البلاد وغَشَّاها بالسلام

و حرس قازان الخاص معه يشيعونه حتى اسوار الشام

ثم دار الزمان و خلف من بعد هؤلاء خلف أضاعوا هذه المعاني و الأثار

فلما أتاهم تيمورالأعرج المحتال يختال بين فرسانه لا يشق لهم غبار

خافوا منه و سجدوا و نكسوا له الأعلام

فتحوا له باب توما و الشرقي والجابية و باب السلام

أعطوه مفاتح جلق و أسلموا له الديار

فوطأها برجاله و فرسانه الغدَّار

قتل رجالها و انتهك حرماتها وما أبقى فيها حجرا ولا دار

ثم استاق علمائها و صناعها و تركها أثرا بعد عين و خراب

رجلان عالمان اثنان كان لهما موقفان مختلفان

ابن تيمية والثاني لا أحفظ له اسما و لا له في التاريخ شان

أحدهم به بعد حفظ الله سلمت من عذابٍ ديارالشام

والأخر أسلمها لتيمورعلى طبق من ألماس

فشتان شتان كم بين الرجال.