انتهى القذافي فاستعدوا يا شعب سوريا الأبي

أحمد النعيمي

[email protected]

http://ahmeed.maktoobblog.com

عند بداية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م دخل عشرات الشباب السوري إلى أرض العراق لنصرة إخوتهم في العقيدة والدين، وللحقيقة والتاريخ فإن هؤلاء الشباب هم الذين بقوا يقاتلون القوات الأمريكية في شوارع العراق، بعد أن صدمت المفاجأة الشعب العراقي الذي تبخر جيشه في لحظات، وكان للشباب السوري دور في إعادة العراقيين إلى وعيهم، وعودتهم إلى حمل السلاح من جديد، وتشكيل جماعات جهادية لقتال المحتل الأمريكي وأذنابهم، وكانت نهاية هذا الشباب الذي حمل روحه على راحته؛ الزج بالعشرات منهم في سجون الحكومة السورية لدى عودتهم إلى بلادهم، والتي لا زالت إلى هذه اللحظة تزج بعشرات الشباب داخل سجونها، وتعتقل المدونين والناشطين السياسيين.

واليوم ها هو الطاغية القذافي الذي كان يكفر بآيات الله ويتخذها هزواً، يترنح قبل الضربة النهائية، بعد أن فضحه الله وأذله وألقى الرعب في قلبه، واتى بنيانه من القواعد وخر عليه السقف من فوقه، ودحره شر دحر، وبعد أن نبذه شعب ليبيا الأبي الذي رفض الوقوف معه وأعلن انضمامه إلى أبناء جلدته، نتيجة لقيام هذا المجرم بالاستعانة بفلول نظام زين العابدين الهارب ومرتزقة أفارقة وايطاليين، قام بارتكاب مجازر مخيفة بحق أبناء ليبيا الأبطال واغتصب النساء واستخدم الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وقصف شعبه بالطيران وقتل أفراداً من الجيش بعد أن رفضوا أن ينصاعوا لأوامره في إبادة شعبهم، واختطف عشرات القتلى والجرحى بواسطة مرتزقته من داخل السجون، لمحاولة محو آثار جرائمه.

 وبخطاب القذافي والذي سبقه خروج مقتضب وهو يحمل مظلة تحميه من المطر، وشعبه يقتل على يد المرتزقة الذين قدم يهم من خارج البلد، كشف عن نفسية مريضة يعانيها هذا الطاغية الذي وجد نفسه صعلوكاً وأدرك أنه لا شيء بعد أن كان يزعم أنه ملك ملوك أفريقيا، فاخذ يعوي ككلب جريح قد أهينت كرامته وديست، متهماً الشباب الثائر بأنه عبارة عن مرتزقة وحشاشين نشروا الرعب في المدن، خاتماً خطابه بضربة منفعلة على الطاولة أمامه بأنه سيبدأ الزحف المقدس ضد شعبه وأنها ثورة حتى النصر، ولكن الحقائق على الأرض كانت تؤكد أمراً آخر، وأن المدن الليبية كبنغازي وطبرق ودرنة، يعمها الأمن والهدوء وأن هؤلاء الذين اتهمهم بأنهم ينشرون الخوف والرعب في البلاد إنما هم أناس قد ملوا الظلم والإهانة وأنهم رفعوا الخوف عن صدورهم، وخرجوا لاستعادة حريتهم، وأنهم شعب يستحق الحياة بانضباطه ووعيه كما كان عليه حال إخوتهم في تونس ومصر، وأن المهلوس إنما كان الطاغية القذافي الذي كان يشرب حبوب الهلوسة ليحافظ على هدوئه الذي فقده بعد أن فقد كرامته، كل هذا يؤكد أن سقوط هذا الطاغية قد بات قاب قوسين أو أدنى، هو ومن معه من مرتزقة، بعد أن تخلى عنه شعبه ولفظه، ووقف جيش وأمن ليبيا جميعاً مع شعبهم، ورفض الجيش الليبي أن يقوم بقصف المدن الليبية وهربوا إلى بنغازي ومالطا، ورفض كذلك أن يوافقه في قصف آبار النفط، ولم يبقى إلا أن تُخلص طرابلس من قبضته، ولعل هذه الجمعة تكون نهاية لهذا الطاغية.

وفي كل مكان يترنح فيه طاغية يخرج ليعلن أنه ليس مثل تونس ولا مصر، إلى أن يسلم الراية ويرحل غير مأسوف عليه، وهذا ما حدث لهذا الطاغية المعروف بالإجرام، والذي لم يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل، والأمر الذي كان أكثر غرابة أن يتكلم بمثل هذا الكلام بعض من المحسوبين على المعارضة السورية، مدعياً أن وضع سوريا مختلف ولن ينفع معها ما حدث في تونس ومصر، ولكن الآن بعد ترنح هذا النظام الإجرامي في ليبيا وقرب نهايته؛ قـُطع الطريق أمام هذه الدعوات، والتي أكدت أنه ليس من خلاص للشعب السوري إلا أن يخرج إلى الشوارع.

وقد وصلني خطاب عبر الايميل من شخص يدعي أنه من شباب سوريا، ويتحدث فيه عن الظروف التي يعيشها الشعب السوري وكثرة الاعتقال، وكأن الخطاب قد كتبه أحد رجال مخابرات نظام الأسد، يقصد منه تخويف الشباب من الإقدام على أية خطوة، وعلى فرض أنه قد كتب من أحد شباب سوريا؛ فإنه بعدما حدث في ليبيا ما حدث لم يبقي لأحد حجة، بل إن الحكومة السورية ما أعلنت عن فتح الفيس بوك والمواقع الاجتماعية أمام الشعب السوري، إلا لتعلم أولاً: من هم هؤلاء الشباب الذين يحرضون الشعب على الخروج وتعتقلهم كما اعتقلت العشرات في حملات أصبحت شبه يومية، ولتقوم ثانياً: ومن خلال مخابراتها بوضع العشرات من المنشورات التي تؤكد فيها أن الشعب لن يخرج، وأن الشعب يقف مع حكومته، كما فعلت كل الأنظمة التي سقطت من قبل، ولو لم تفعل هذا لكانت خطتها مكشوفة وواضحة للعالم أن الذي يقوم بهذا هم مخابراتهم، فاخرجوا الآن إلى الشوارع واطردوا هذا الورم الخبيث من بلادكم، واعلموا أن شرطة وجيش البلاد لن تحاربكم وإنما سيحاربكم المرتزقة من حزب اللات وإيران وسيدحرون كما دحر الليبيون القذافي ومرتزقته.