ورحل فرعون مصر المخلوع والدور القادم على طاغية سورية

ورحل فرعون مصر المخلوع

والدور القادم على طاغية سورية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

قد يسبق النظام السوري بعض الأنظمة المُستبدة التي هي في سباق على اسقاطها ، ونحن نقول لابأس هنيئاً مريئاً ، وغير مأسوف عليهم ، وإن كُنّا نتمنى البدء بالنظام السوري ، الذي ندعه قليلاً يترنح ويُشاهد المنظر لكي يتعقل بالتصرف ، لأنّ هذا الزمان ليس كزمان الثمانينيات ، وهو زمان التكنولوجيا وعالم الإتصالات الواسعة ، ولأننا نُريده في النهاية ان يستسلم لأرادة الشعب ، وان يرى كيف تُصرع الأنظمة ، والويل كل الويل لمن يُقاومها ، ولمن يُقدم على إهانة أو قتل أي مواطن سوري ، وزمن أول قد تحوّل ، ولا كرامة لأي أحمق يُريد ان يواجه ارادة الشعوب الثائرة ، بل الثبور والعار وسوء المنقلب

فمبارك كان خير دليل على ماحاق به من السوء ، وإن كان محظوظاً بالدعم الكبير الخارجي ، الذي غطّى عليه كثيراً ، ومع ذلك لا أظنه ينجو من المُلاحقات عندما تهدأ الأمور ، بينما النظام السوري المتربصين به كُثر ، وأولهم بعض الأنظمة العربية الهامة ، ومليارات بعض الأثرياء ، وأهم من كل هذا وذاك هما الشعبين اللبناني والسوري ، ولذا لا أظن ايأً من اركان نظام الحكم أو الجيش يتورط بأي دم أو إساءة عندما يشتد أوار الثورة الشعبية في سورية . كما وأن سقوط نظام مبارك قد أذن بتهاوي العروش الظالمة الخاوية ، وهم يعرفون أنفسهم ، ولا سيما عرش طاغية دمشق ، الأجدر بسقوطه عن غيره . ولقد سألني مسؤول دبلوماسي كبير عن التالي فأجبته بحزن عميق ، بأنها الجزائر ، فأيدني بذلك ، وإن كنت اتمناها لنظام الإجرام والقتل في سورية ، وبكل الأحوال ماكل مايتمناه المرء يُدركه ، ولكننا على يقين بأن دورة بعد التالي أو الذي سيليه ، وهو توفيق من الله في الإختيار ، يُسعد فيه أي شعب هو جاد للتغيير ، فلتستعد ياشعبنا السوري الى يوم التلاق

وسألني عن النظام اليمني ، فقلت له بأن هناك الحكمة يمانية ، واعتقد بان اهل اليمن رئيساً وشعباً تداركوا للمناداة للتفاهم والحوار ، ونحن نادينا بمثل هذا طويلاً ، ولا حياة لمن تُنادي ، لأن الطغاة ظنّوا بأنفسهم انهم بمناى عن الوصول اليهم ، ولكن عندما يحل الميعاد ، فلا منجى لهم من غضبة الشعب السوري ، وسيحيق بهم العقاب، مثل طاغية مصر ، الذي لم يرحل إلا بعدما أشبع نفسه المريضة مما ناله من السباب والشتائم والذُلّة والمهانة ، وبعدما كُشفت مُعظم عوراته على الملأ ، وبعدما صمد طويلاً أمام الحشود المليونية ليُدلل على تناحته وبلاهته وحماقته ، لأستغرب عن مثل هؤلاء كيف يحكمون مثل شعب مصر العريق ثلاثين سنة ، ليُعطي دليلاً قاطعا للعالم أجمع ، عن كره المصريين له ولكل نظام حكمه ، وكل من عينهم مؤخراً من المنتفعين والمحسوبيات وأسرته وعصاباته ، ممن اغتنوا على حساب هذا الشعب المقهور ، ممن سُمّوا بالقطط السمان ، حتّى سمّوه بالبقرة الضاحكة ، عندما علموا بأنه لم يضحك إلا على نفسه ، وها هو اليوم أصبح كالثور المذبوح لتعمل به كل السكاكين ، وحتّى ممن نشأ في حظيرتهم ، فرحل مبارك ولم يدع لنفسه شيئ من احترام ، واعلن عن انسحابه مؤخراً وفي الوقت الضائع ، ورحل معه عمر سليمان هذا الإنسان الكريه وإلى الأبد ، وكل من عينهم مبارك مؤخراً ، ليفرض الجيش ارادته بتلبيته لمطالب الجماهير ، فلم ينحى مبارك حقيقة كما قال فضيلة الشيخ القرضاوي ، وبناءً على خطابه أمس الخميس ، بل نُحي ليُسمى بالرئيس المخلوع بدلاً من السابق ، ولبئس ما اختار

رحل مبارك ، بعدما سئم الشعب صورته الكريهة ، وماضرّه هو وأمثاله كبشار الأسد ومعمر القذافي وغيرهم ممن ينتظرون دورهم ، أن يعملوا لشعوبهم كما عملوا لجيوبهم وعوائلهم قبل أن يأتي هذا الطوفان الهادر ، ليقولوا الآن فهمتكم ، او وصلت رسائلكم ، والمصيبة ليست في هذا الفرعون الأشر ، بل بكل طاغية زنيم ، ومثال ذلك في سورية ، وبعد ثلاثين سنة من حكم الدكتاتور الأب وعشر سنوات من حكم الدكتاتور الإبن ، وعد هذا البشار بأنه سينظر بالاصلاح السياسي وسيعمل عليه ، كما وعد بالنظر فيه عند أدائه ليمين القسم الأول ، ولم يكن فيه إلا غادراً ، وهو الآن يُمارس نفس الأسلوب المراوغ ، لعله يُطفئ نار الثورة التي تشتعل في قلب كل شاب وأسرة سورية ، بعدما خرب نظامه وأبوه البلاد ، وقتل العباد ، ونهبوا ثروات الوطن ، حتّى قُدرت أملاك الأسرة الحاكمة بمئة مليار دولار ، وانتشرت إحدى فضائح هذه الأسرة المارقة بالمحاكم الفرنسية ، على تركة جميل شقيق حافظ الأسد ، بين ابنه ومطلقته ، على مبلغ تافه ، قُدر بثمانية مليلرات دولار فقط في فرنسا ، ماعدا الأملاك هنا وهناك والأطيان ، وما خف وزنه وثقل ثمنه ، ومثله باسل الأسد عند وفاته على تركة قُدرت ب 28 مليار دولار فقط لاغير ، واليوم عندنا في سورية نسبة البطالة قد وصلت الى 50% ، ونسبة من هم دون خط الفقر الى 80% ، وشعبنا السوري يتضور من الجوع والفاقة ، ولا بنية تحتية ، سوى على ماتركه العهد الوطن منذ خمسين عام

ولذلك نقول بأن على أمثال هؤلاء أن يرحلوا جميعاً ، ولتنظر الشعوب الى شعبنا المصري الذي ابندأ الآن أُولى خطوات التغير ، ورسم ملامح المستقبل الواعد ، ونحن ومئات الألاف أمثالي من المنفيين قسراً قد اشتقنا العودة لسوريتنا الحبيبة وأهلنا وديارنا ، بعد غياب لأكثر من ثلاثة عقود ، واشتاق ألالاف المعتقلين الذين تخّت اجساهم من ظلمة الزنازين للخروج الى النور بعد عقود من الاختفاء ، وقد اشتاق شعبنا السوري بأكمله أن يكون حرّا بعد طول ظلام حزب البعث العسكري الدموي ، وأن يستشعر بكرامته بعد طول غياب ، ، ونعتقد بأنّ الدرس قد انتهى لهؤلاء الحكّام ، وما عاد يُجدي الإستجداء بشيء ، فلا مكان بيننا بعد اليوم للأغبياء ، ممن عاثوا الفساد والإفساد في بلادنا ، وارتهن وجودهم بوجود المُستعمر السابق ورضاءه عنه ، ولم يهمه شعبه ومُعاناته ، التي اتخذها سلماً للاصلاح الإقتصادي ، والذي ملأ جيوبه وأسرته الحاكمة وحواشيها من وراءها ، ولا سيما ابن مخلوف صندوق مال بشار الأسد

رحل مبارك والآن جاء دورنا كشعوب عربية ثائرة لنتفرغ للنظام السوري ، بعدما علا في بلادنا علواً كبيراً ، داعين قنوات الجزيرة والعربية وكل من يُحب ليتفرغوا لصاحب قصر المُهاجرين ، بعدما خرج من قصر العروية الفرعون ، صاحب فضيحة البلطجية ، لتسُلط الأضواء ،على نظام بشار ، الذي وجهت له اليوم الخارجية الفرنسية بسرعة اطلاق سراح جميع مُعتقلي الرأي ، وللوفاء بتعداته والاتفاقات الدولية وهي أول المشوار ، ولن ينفع الندم بعد بدء الثورة ، وارادة الشعب هي الأقوى ، وسنرى والأيام قادمة ، وهو يمهل ولا يُهمل ، وللظالم يوم سيراه كل الأشهاد ، وإننا موقونون بوعد الله ، ولتحيا سورية حرّة ابية وليحيا شعبها كريماً عزيزاً ، وليخسأ طُغاتها الأشرار

آخر نكتة كما وصلتني : تعليق التلفزيون السوري بوصف ماحصل في مصر بأنه سقوط كامب دايفيد...هههههههههههههه و أتساءل: هل سمع واحد من بني البشر على وجه الكرة الأرضية نداءاً واحداً في ساحة التحرير أو في غيرها طيلة الفترة الماضية حول هذا الموضوع. هل يعيش هؤلاء في كوكب آخر، أم أنها أزمة تياسة أعيت من يداويها

سيبقى النظام في حالة تجاهل لما حصل... وإذا كان سبق لفرعون أن لحق بسيدنا موسى وقد رأى البحر انشق نصفين بضربة عصاه ظناً منه أنه قادر عليه طغياناً و ظلماً وغروراً بالقوة التي بين يديه، فإن لفراعنة اليوم آيات وسنن و إشارات يتعلم منها من كان له قلب.

أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك صديقك غسان النجار الذي حمل الأمانة من بعدك على خير مايُرام ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار.