الكرامة لملح سورية

كرد اعتبار وهمجية النظام السوري

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

كما لايستقيم الطعام بغير ملح ، كسعي النظام البوليسي بإخفاء المالح ومالحي سورية أمثاله من الرموز الوطنية ، لإفساد الحياة السياسية ، هاهو المالح من جنيف يُطّل علينا  ويقول عبر ابنه اياس كما ذكر عنه .. بأنه لايهاب الموت ، ولايخشى السجن ، وقد اعتقل ثلاث مرات ، واستطاع أن يكسر ربقة الخوف ، ولايوجد ثمّة اي شيء توقفه أمام ذلك، وفي كل مرة يخرج منها من السجن يعود أقوى واشد عزماً من السابق من أي وقت مضى

وقد كان لي الشرف بلقاء  هذا العملاق الرجل ، ومن أشرف الرجال على إحدى الفضائيات بشكل غير مباشر أثناء الإستفتاء الجائر على الرئاسة عام 2007 ، وهو يشرح بكل برود مع حماوة حملة النظام على المُشككين في عملية الإستفتاء وقمعهم ، وإرهاب البلد لتمرير هذه الأكذوبة الكبرى ، حيث تكلم المالح حينها على المباشر ، ووصفها الأستاذ المالح باللا شرعية ، وسخر مما يجري من الإستفراد بالترشيح وهو يناديني بالكويفاتية ، وهو يشرح القانون السوري بعين التخصص ، ومما يستحيل على أحد ان يُسجل عليه نقطة واحدة ، كما فعل القضاء العسكري القمعي الذي الصق به تهمة توهين عزيمة الدولة ونشر اخبار كاذبة ، مُتحدياً هذه المحكمة التفتيشية القمعية اثبات ذلك على هذا القاضي الألمعي المحامي المالح إلا على محمل الظن الذي لايُغني من الحق شيئاً ، في دلالة واضحة على همجية النظام

وكما ذكر الصديق فلاديمير غلاسمان ، الدبلوماسي الفرنسي السابق في سورية ، والذي يُعتبر صديق الشعب السوري ، وأحد أهم متابعي قضاياه ، والذي أبدى إعجابه بما كتبته عن التاريخ السوري بسبعة عشرة حلقة ، وسأستانفه فيما بعد الى نهايته ، شارحاً لفترة حكم هذه الأسرة بكل وضوح ودقّة ، مستشهد بالوثائق والادلّة وبشهادة الشهود المعاصرين الأحياء منهم والأموات ، ممن سجلت لهم لقاءات ، أو صرحوا باقوال ، ولكن الآن سأكتفي ببعض ماذكره هذا الدبلوماسي الصديق عن المالح حيث قال : كان المالح يتعاطف كثيراً مع قضايا الناس ، وخلال لقاءنا به بكى عدّة مرّات وهو يتحدث عن الصعوبات التي تواجهها الأُسر ممن تلجا اليه ، لأنها لاتعلم مكان تواجد الأخ والزوج والأب والقريب ، ممن اُختطفوا واختفى أثرهم – واعدادهم بالآلاف – منذ عشرين وخمسة وعشرين وثلاثون سنة  ، وانّ المالح مايُفكر به يعمله وبضوء النهار ، وسلوكه مع النظام كان نوعاً من المقاومة ، ومقاومة هذا النظام كان وفقاً للقانون الذي فرضه هذا النظام جورا على البلد

وقد كان اعتقال هذا الرمز العملاق متزامنا مع أوج معركتنا الأخلاقية والإٌنسانية الكبرى مع أعوان النظام في 14/10/2009 ، على موقع الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ، والتي نقلت جزءا منها الى موقع سفينة الحوار بعد إخفائها وطمس مابذل بها من جهود ، وبعدما نال هذا الخبر استنكار واستهجان العالم أجمع ، وكل صاحب راي وضمير ، ولكن العجب العُجاب على السكوت المُطبق من تلك الدول التي تدعي الدفاع عن الإنسان ، وهي تُعيد تطبيع علاقاتها مع هذا النظام الوالغ في الجرائم الى أخمص قدميه ، وهو يقتل وينفي ويُشرد من يشاء ، ويعتقل رجل بسنّ هذا الكبير دون حياء أو خجل ، أو من هو بسن المدونة الشابة طل الملوحي ، فلم نعد نعرف على من تقع مسؤولية حماية المُجتمعات التي تتعرض لأسوأ الأنتهاكات وأبسطها ، في حرية التعبير والتنقل والعمل وحقوق المواطنة ومستلزماتها ، فأين مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة وملحقياتها التي نطالبها بوضع شعبنا السوري ضمن أولويات الحماية الدولية من التعسف والجور الحاصل في سورية ، لنُسجل أكبر إدانة تاريحية لهذه المنظمات والهيئات والدول عن سكوتها المُريب ، والتي سنحملها نتائج ماسيقع من الكوارث بفعل هذا النظام الإرهابي ، والإستمرار في تغطيته الى يومنا هذا

وإننا في المعارضة السورية نقولها باختصار ، بان قضيتنا هي قضية ذبح أمّة باكملها ، يتضامن معنا فيها كل المنظمات الدولية والحرّة الغير حكومية ، ونستغرب من عدم التضامن الحكومي ؟ ونعتبر ذلك نكسة أخلاقية ، وتراجعاً دولياً في قضايا نصرة حقوق الإنسان ، بصمته وسكوته عن جرائم هذا النظام ، فماساتنا في سورية عميقة متمثلة بوجود واستمرار هذا النظام ، وبتدميره للمدن واهمها حماة عام 1982 عن بكرة أبيها ، واختفاء عشرات الألاف من مُعتقلي الراي والضمير منذ عشرات السنين ، ونفي مئات الألاف قسراً عن سورية ، وقتل السجناء في زنازينهم وهم مقيدين في الأغلال كما حصل في تدمر ...وصيدنايا في ظل عهد بشار ، وكما دكّت مناطق الأكراد بالمدفعية والأسلحة الثقيلة ، وتهجيرهم ، واعتبار جزء كبير منهم كأجانب في وطنهم ، واصدار القوانين الجائرة بحقهم ، في محنة مستمرة لمُدة تزيد عن النصف قرن من الزمان

وأخيراً : أنقل كلام السيد باسكال مولير نقيب المحامين في جنيف ، ورئيس جمعية المحامين في أوربا ، وعضو اللجنة الفدرالية العالمية ، وعضو لجنة حقوق اٌلإنسان عن المالح والوضع في سورية بقوله:

أشعر بظلم جسيم لدخول محام السجن بسبب دفاعه عن موكليه ، وهو أقبح مايمكن تصوره ، وخاصة من يجب أن يُسانده من هيئة المحاميين التي ينتمي اليها وهي تحاكمه وتُغرقه ، ومع شعوري بهذا الظلم الكبير ، إعجاب به عظيم ، لأنه رجل يدافع عن آرائه الى النهاية وعن قسمه ، وهذا شيء نادر ، لأن القليلين من هؤلاء من يقوم بذلك

ويُضيف : بأن النظام السوري يقول في ادعاءاته انه في حالة حرب ، وهو يأخذ البلد الى قوانين الطوارئ منذ نصف قرن ، فيمنع الحريات والجمعيات و... وهو شيء بالنسبة لي غير مُقنع ، وعبر عما يجري بالقوانين الظالمة ، وعلى المحامين أولا تقع مسؤولية النضال والكفاح من اجل تغييرها ، وهذا جزء من عملها ، وطالب المتواجدين في الحفل ومن كل من لديه الدعاوي لإفادته عن وضع كل المحامين في سورية

سعيد بن عربية : اللجنة الدولية للحقوقيين

كنت في سورية أثناء محاكمة هيثم المالح ، أرى بأنها محاكمة جائرة ، وغير عادلة ، وعسكرية لمدني ، ولم يتوفر له الشروط العادلة للمحاكمة ، وانا اعتبر هيثم المالح كرمز وحقوقي ُ كان دائماً مدافعاً كبيراً عن حقوق الإنسان في سورية ، وقد دفع ثمن ذلك غالياً

رئيس الكرامة الدكتور عبدالرحمن النعيمي: "نحن اليوم نحتفي بأحد رموز الحرية والكرامة، اختار أن يكرس حياته للدفاع عن قيم الحرية والعدل والحقوق"، معرباً عن أسفه أن يقع هذا المناضل الحقوقي ضحيةً للقمع، وأضاف: "لذلك فإنه حتى هذه اللحظة يدفع ثمن جهوده في الدفاع عن الضحايا والمظلومين".

المدير القانوني للكرامة السيد رشيد مصلي :الهدف من هذه الجائزة، تثمين الأعمال التي يقوم بها الأشخاص المدافعون عن حقوق الإنسان ضد الحكومات الديكتاتورية التي تقمع شعوبها لمجرد البقاء في الحكم".وأشاد بالشجاعة التي يتمتع بها السيد المالح في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان برغم الضغوط التي تلقاها، وبرغم ظروفه الصحية الصعبة، مشيراً إلى اعتقاله مرات عديدة من دون أي محاكمات، "وقد قدم مؤخراً أمام محكمة عسكرية في دمشق لمجرد التعبير عن رأيه بحرية، وسحبت عضويته من نقابة المحامين السورية الموالية للنظام".وأكد بأن صوت المالح البالغ من العمر أكثر من 80 عاماً سوف يتغلب على كل هذه المتاعب، "لقد كرّس حياته للدفاع عن مواطنيه، من دون أي تمييز لانتماءاتهم السياسية أو الاجتماعية".

هيثم المالح متحدثاً بلقطة فديو : ليس لدي أعداء ، عندما امشي في الشارع كل الناس يُحبونني ، هل تريد شيئاً أكثر من ذلك ، انا رجل غني بسبب ذلك ، وهذه فلسفتي في الحياة

عبد الرزاق عيد نقلاً عنه عندما أرد الضابط تخويفه اثناء عودته من السفر ، ليبقى في المنفى ... أنا من دمشق مثل جبل قاسيون ، راسخ في دمشق ، وعميق الجذور فيها

وأما ما أقوله عن المالح : أنت ياهيثمنا وياملحنا الطيب ، والغصّة في حلوق الطغاة ... الشعلة التي سننطلق بها الى الأفاق والعالم ، والى كل ضمير حي ، وأنت ان شاء الله الشرارة التي سيُشعلها شعبنا بوجه هؤلاء الظلاّم ، فانظر ياهيثم الى عيون العالم ، إنهم يرو النور من خلالك ، ونابى بأن نكتفي بالأقول ، كما نابى بان تبقى بالأغلال ، وعشت ياعلم سورية ابداً ماحيينا ، ولتحمل راية الحرية بيديك إن شاء الله ، ولك كل الحب منا ومن شعبك الحبيب ، ولكل اصدقائك المُعتقلين الأحرار ، ودمتم ودامت سورية بامثالكم

أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار.