سفينة غارقة

رأفت عسليه

صحفي من غزة

في حيرة من الأمر , واستغراب معتاد يقف المواطن الفلسطيني , صامتا وسط دائرة الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الفلسطينية والقدس المحتلة ,وليس هذه الاعتداءات وراء هذا الاستغراب وهذه الحالة من اليأس والصنوف, إنما صمت السلاح الفلسطيني والكلمة الفلسطينية عن الرد على تلك الاعتداءات, والسير خلف السياسة العربية والدولية التي اعتادت على الصمت وأتقنت أسلوب عدم الرد خير الإتقان , في حال تعرضت فلسطيين  او الدول العربية والإسلامية لعدوان هنا او هناك.

الحالة الشعبية باتت واضحة , يائسة , أيقنت بأن المشروع الوطني المنشود على حافة الهاوية , فلا نجاح في جلسات الحوار يذكر , وان وجد فقط لبيان مدى جدية الفصيل هذا او ذاك في إنجاح الحوار , بالمقابل عدوان اسرائيلي متواصل على وسط صمت فصائلي واضح , فيبدو ان الأسلحة قد أخرست والذخائر قد دفنت في القبور ووقع على عدم إحيائها بعد الموت,والألسنة تركزت وشمرت لهجاء البعض,وتتلعثم في حال السئوال عن الرد على الاعتداءات الاسرائيلية, انا اجزم الان بأننا بحاجة الى قيادة فلسطينية جديدة وسلخ هذه القضايا وإبعادها عن مشروعنا الوطني, ومحاكمتهم عما اقترفوه بحق هذا الشعب الذي مل من كثرة المصائب والهموم, واستبدال القيادة الموجودة سواء كانت في غزة او الضفة بقيادة مرتبطة ارتباطا كليا بمصالح شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة, وعدم الاستناد على قرارات الخارج الذي يعمل هؤلاء جنود له هنا.

أتذكر شعار كان ومازال يرفع في كل جنازة شهيد , الا وهو (انا على دربك سائرون ) حقيقة انا والشعب بحاجة لمعرفة اين وصل بكم وبنا هذا الشعار , فأين الدرب , وأين السائرين , فكيف تصبح بندقية الثائر الحقيقي محرمة عليه ,وتصبح الرصاصة شاهدا في المحاكم على أصحابها ,والجميع هدفه ومطلبه واضح , لا تعتدي على اسرائيل في المقابل لن نعتدي عليك , وإذا ماسئلوا لماذا هذا الجواب, يردوا بأننا اتفقنا مع فصائلكم على هذا, في المقابل تنفي الفصائل الاتفاق على هدنة مع الاحتلال سواء في الضفة او القطاع .

مقالي وصرختي موجهة لهذا الشعب الضائع بين تصريحات وتناقضات السياسيين الذين اخر ما يفكرا به مصلحة الشعب الفلسطيني , أوجه صرختي مسلحا بمثل قديم يقول(ان غرقت السفينة أعطيها رجلك ) وفعلا السفينة غرقت وغرق ركابها لاسيما طاقم القيادة , وهم بحاجة الإنقاذ ,والإنقاذ يأتي من الهبة الجماهيرية والصيحة الشعبية , واعني بالمثل أيضا , ان القدس تهوّد , والفلسطينيون في الداخل المنتحل يعتدى عليهم, والغول الاستيطاني مازال يتوحش ويسلب وينهب الأراضي الفلسطينية,واعتداءات قطعان المستوطنين مازالت , والصيادين يعتدى عليهم ناهيك عن التوغلات والمداهمات وعمليات الاغتيال والتصفية المتواصلة لمن بقى من مجاهدين ومقاتلين شعبنا, إضافة لأبواب الحوار والمصالحة التي أغلقت على مصراعيها وأقفلت بحديد من حقد , ولا انسى مفاوضات البيع التي ان نجحت ستكون على حساب الثوابت الوطنية.  في الختام تأكدوا انه ليس عيبا ان يقال عنكم مقاتلين وثوار إنما العيب ان يبقى السلاح في بيتك واخوانك يعتدى عليهم.