الضمانات الأمريكية لإسرائيل .... إلى أين
الضمانات الأمريكية لإسرائيل .... إلى أين ؟؟؟
داعس أبو كشك
منذ عام 1948 والولايات المتحدة تقدم شتى انواع الدعم المادي والمعنوي لاسرائيل ومساندتها في اروقة ومنتديات السياسة العالمية وتستخدم حق النقض الفيتو في مجلس الامن ضد اي قرار مناوئ للسياسة الاسرائيلية ,ونرى ان الولايات المتحدة لم تغادر موقعها ولم تهبط في الموقع الشرعي المؤيد للحق الفلسطيني رغم تشدقها ليل نهار انها مع اقامة دولة فلسطينية الى جوار اسرائيل ، الا ان ذلك الموقف لم يترجم عمليا على ارض الواقع بل ما زال عبارة عن فقاعات من الزبد لا ينفع الشعب الفلسطيني بل ينفع اسرائيل ، فموقف امريكا واضحا في تاييده لاسرائيل، فموقفها في مجلس الامن واستخدام الفيتو في وجه اي قرار مؤيد للشعب الفلسطيني وموقفها من عدم الضغط على اسرلئيل لوقف تهويدها للقدس العربية فانها لم تتحرك قيد انملة اتجاه القضية الفلسطينية بل بقيت متجذرة في خندق اسرائيل وهذا ينفي عنها المصداقية في رعايتها للمفاوضات .
ان التحرك الامريكي في زمن الرئيس اوباما هو استمرار للموقف الامريكي السابق ولم يأت بشيء جديد رغم ان الكل قد ركب في القطار الامريكي الذي لم يغير جهة سفره بل بقي خط امريكا اسرائيل هو القوي والازخم , وما الضمانات الامريكية الاخيرة لاسرائيل الا امتدادا للاستراتيجية الامريكية التي لن تساعد في تغيير السياسة الاسرائيلية بل تقدم لاسرائيل غطاء سياسيا ويعطيها مزيدا من الغطرسة والتشدد وعدم تنفيذ استحقاقات عملية السلام والاستمرار في تهويد مدينة القدس وزيادة وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية .
ويلاحظ انه كل ما دق الكوز في الجرة وتوقفت عملية المفاوضات تسعى اسرائيل الى ابتزاز الولايات المتحدة الامريكية مقابل حلحلة موقفها الا ان الواقع غير ذلك حيث يثبت ان اسرائيل وامريكا تتبادلان الادوار وتلعبان في الوقت الضائع ، لان الضمانات الامريكية سوف تمكن اسرائيل من استغلال حالة الجمود المسيطر على المفاوضات لاستكمال مشاريعها الاستيطانية وسيجعل ذلك كافيا لخلق واقع ديمغرافي على الارض ويقلب الموازين راسا على عقب .
اذا كانت الادارة الامريكية جادة في حل القضية الفلسطينية فعليها ان تتخذ موقفا عادلا وليس موقفا منحازا لاسرائيل وان تقوم بالضغط عليها بدلا من تقديم الحوافز والضمانات , ام اذا بقي الامر كذلك فانه لن يكون هناك سلام وستبقى المنطقة تعيش في حالة من عدم الاستقرار وهذا سيؤدي الى حدوث انفجارات تكون نتائجها وخيمة ، فهل تقوم امريكا بنزع الفتيل وتتخذ موقفا شجاعا لصالح السلام العادل ولصالح المعذبين في الارض ؟ فاحياء عملية المفاوضات ليست بحاجة الى ضمانات تكون لصالح المحتل ، فهل يعقل ان يكافا الاحتلال عتى احتلاله ، وان يبقى الشعب الضعيف دون ضمانات ؟؟