لو خلعت جلدك

لن نتركك وسنعرفك

أخو الشهيد

خرجت وقد قررت أن أتحول بجنسيتي إلى جنسية " محترمة " يؤدي بها لي أمثال هؤلاء التحية ، وفعلاً سعيت من أجلها وغيرت جنسيتي وانقطعت عن زيارة أهلي في هذا البلد سنوات طويلة وعدت لزيارتهم ، وفعلاً إنطوت الحيلة فتغيير جلدي أعماهم عن شخصيتي وفي العام التالي قررت السفر وعند نقطة الحدود إستقبلوني إستقبالاً " حافلاً " ويا لهول ما رأيت ساعتين ونصف من التحقيق فالجماعة ضبطوني وقد وضعوا يدهم على كبش سمين وصيد غالٍ وكالعادة راجع المخابرات وبدأت الرحلة من جديد .

ويممت وجهي ورجعت من حيث أتيت وأنا أدعو عليه وألعنه لعنة مثل ما قال صاحب لي في يوم من الأيام " لعنة لا حلّت ولا برشت " و يمكن هذه العبارة تتعلق بدواء الغسيل الذي يستعمله أهل بلدي نوع " برش " وهو يحل عند نقعه بالماء مع الغسيل للتنظيف ، وطول الطريق أدعو الله أن يحرمه أهله وينتقم منه ، وقد جهل هذا " الصغير " أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة ليسمع دعوات الداعين والمحتاجين والمضطرين بينما تختلط العبرات بالأنات والآهات وترتفع دعوات المظلومين والمكلومين والمحتاجين فلا يعود الله إلى السماء العليا إلاّ وقد استجاب لكلٍ منهم دعاءه وقد أعطاه سؤله ، وهم لو عرفو الله لعرفو معنى ذلك ، لكنهم وللأسف أعماهم سيدهم عن رب الأرباب فهو الذي قال لهم " ما علمت لكم من إله غيري " .