يا شعب سورية: مصيبتك بحكّامك هائلة مدمّرة

يا شعب سورية: مصيبتك بحكّامك هائلة مدمّرة

وصبرك عليهم أشدّ هولاً وتدميرا !

عبدالله القحطاني

ياشعب سورية البطل .. أيّها العملاق المثخن بالجراح ..

ما الذي ينقصك لتكنس هذه العصابة الفاجرة ، وتحيا حراً كريماً عزيزاً أبياً ، كسائر الشعوب الحيّة العزيزة الكريمة .. التي عاشت على ظهر هذه الأرض !

· هل ينقصك المال .. وهو سيل جرّار في أوديتك وسهولك ، ومدنك وقراك ، ومزارعك ومصانعك ومتاجرك .. وفي جوف أرضك !؟

· هل ينقصك العدد .. وبنوك يعدّون عشرين مليوناً !؟

· هل تنقصك العقول الذكية المبدعة .. وأبناؤك يديرون الكثير من مؤسّسات العالم ، على كل صعيد ، علمي وثقافي وتربوي !؟

· هل تنقصك الشجاعة .. وقد أعطيت البشرية دروساً في الشجاعة ، تملأ كتب التاريخ القديم والحديث !؟

· هل ينقصلك العلماء المخلصون .. وبين جنباتك علماء ربّانيون ، يهزّون الجبال ، بقوّة إيمانهم ، وينيرون أشدّ العقول حلكة ، بنورالعلم المكتنز في عقولهم وقلوبهم !؟

· هل ينقصك العسكر الأبطال ، من ضبّاط وصفّ ضبّاط وجنود .. وعسكرك من أشجع العساكر التي عرفها العالم ، من خلال بطولاتهم الفذّة ، في مقاومة الصهاينة ، والمستعمرين من قبلهم !؟

· هل تنقصك الأرض .. وأرضك جنّة ، بما فيها من سهول خصبة ، وأنهار عذبة !؟

· هل ينقصك القادة السياسيون .. والنخب العريقة من رجالك ، المتمرّسة في السياسة وفنونها .. مضرب الأمثال من عشرات السنين !

· هل ينقصك الاحساس بالانتماء الوطني .. والفرد من أبنائك يحسّ بالوحشة ، إذا غاب عن مدينته ، أو قريته .. ليلة واحدة ؛ فكيف إذا غاب عن وطنه ! وقد علمتَ فرنسا ، معنى الوطنية وحبّ الوطن ، ببطولاتك النادرة ، في مقارعة عساكرها المحتلة !

· هل ينقصك الإحساس بالكرامة الإنسانية.. وكل فرد من أبنائك ، يشعر أنه أعزّ من كليب وائل ، في حيّه ، أو قريته ! وإذا كان في دولة أخرى ، ازداد إحساساً بعزّته وكرامته! وقد شهدت لك بالحمية وعزّة النفس ، الشعوب التي عاش بنوك بينها : زواراً , وتجّارا , وموظّفين , وعمّالاً ، وطلاّباً !؟

· هل ينقصك الإحساس بالأمن في بلادك .. وأنت تعلم أن الحثالة التي سلبتك أمنك ، هي مجموعة تافهة من الثعالب البشرية ، التي ترتعد فرائصها منك ، ومن أيّة انتفاضة تبدر منك ! وما مجازرها الوحشية ، بحقّ سجنائك العزل ، إلاّ دليل على جبنها وخور نفوسها ، ورعبها من أيّة بادرة ، تبدر من أيّ فرد من أفرادك ، حتى لو كان سجيناً في قبضة جلاّديها !  

· هل تنقصك القدرة ، على أن تحشد بضعة آلاف ، من بنيك الأحرار، في بعض المحافظات والمدن ، حول كوكبة من الرجال المخلصين ، على أصداء النداء الخالد: الله أكبر .. وتنقضّ على أوكار الثعالب ، التي بين ظهرانيك ، فتكنسها ، وتطهّر بلادك من رجسها.. ولسوف تراها هربت ، قبل يصل إليها المتظاهرن من أحرارك !

· هل ينقصك الرجال الأحرار ، ولديك الأفذاذ ، الذين يستطيع كل منهم أن يصنع الأعاجيب ، بمبادرات تنخلع لها قلوب الأقزام ، الذين غرسوا أرجل كراسيهم  في صدور أبنائك !؟

· هل بلادك ، بسائر مدنها وقراها ، ومحافظاتها ، من الحسكة حتى اللاذقية ، ومن حلب حتى درعا .. هي لك ، أم للحثالة التي تتحكّم بك وبمصيرك .. في حين أن أزلام الحثالة ، المنبثّين في مدنك ، لا يحتملون منك ساعة واحدة ، من ساعات غضبك ، في أيّة مدينة أو قرية !؟

· هل خيرات بلادك ، بكل ما فيها ، فوق الأرض ، وتحتها .. هي لك ، أم للحثالة ، التي تسرقها منك ، وتتمتّع بها ، وتترك بنيك جياعاً ، يبحثون عن اللقمة الفاسدة ، في حاويات القمامة !؟

· ماذا ينقصك أيّها العملاق العظيم !؟ ماذا !؟ ماذا !؟ وإلى متى يظلّ أقزام آل أسد ، ينحرون أبناءك ، بالعشرات ، والمئات ، والألوف .. في تدمر، وحماة ، وحلب ، وصيدنايا ..! إلى متى أيّها العملاق !؟ إلى متى !؟ وماذا تنتظر!؟ وقد صارت مأساتك عبرة لأمم الأرض كلها ، في ظلّ هذه الحثالة المنحطّة .. وصرتَ مضرب الأمثال بالهوان ، بعد أن كنت مضرب الأمثال بالعزّة والإياء !؟