العراق بين مخلب وناب الساسة الأكراد ؟

احمد الأحمدي

[email protected]

لا يفتأ الساسة الاكراد يخرجون كل يوم على العراقيين بشروط تجعل من تشكيل الحكومة حلما بعيد المنال ..فبعد مشاكسات دولة القانون المستمسكة بالعروة الوثقى"كرسي الرئاسة" وبعد مناقصات الائتلاف الوطني المزايدة على الاخرين لكي يبقى "وثن" الكرسي في حوزة الشيعة , وبعد اصرار العراقية على انها هي " الفص كلاص" في سباق الانتخابات البرلمانية, كان ساسة الكرد على الدوام يتعاملون مع الوضع بمنتهى البراغماتية بعيدا عن اي احساس بالمواطنة العراقية فالوطن الفعلي الذي يخافون عليه لا يتعدى حدود الاقليم , مع مطامع في ادخال اكبر رقعة من العراق تحت وصاية العائلة " الديمقراطية" المالكة في كردستان . وفي وقت اضطرت فيه وجوه الطائفية للانزواء او طرح نفسها( من باب العيب) برداء وطني جديد, بقي ساسة الاكراد متمسكين بطرحهم العنصري . ومنذ اليوم الاول لم يستح اولئك الساسة من التصريح بأنهم سيتحالفون مع الجهة التي ستستجيب لطلباتهم, وبقيت هذه الطلبات مجهولة غامضة لا يعرف منها الا قضية كركوك التي ظن السذج من السياسيين ان طموح الاكراد لن يتعداها ..وبعد ان تأكد ساسة الكرد بان سفينة العراق تتقاذفها رياح الفتنة الثائرة بين السياسين منذ 5 اشهر وان ربابنتها المتصارعون قد وصلوا الى درجة التضحية بكل شيء مقابل الحصول على رئاسة الحكومة المقبلة "فالغنيمة غالية وتطلع فلوسه من اول شهرين" وبعد التاكد من ان العراق اصبح فريسة سهلة كشر الساسة الكرد عن انيابهم بعد ان مزقت براثنهم جسد الوطن الشهيد  وصرحوا بشروطهم التسعة عشر. التي لا يمكن تفسيرها الا بانها إملاءات الدولة الغالبة على الدولة المغلوبة. وبشكل يعيد للذاكرة شروط الحلفاء التي امليت على دول المحور. والا فما هذه الفوقية والتعالي التي يتعامل بها ساسة الكرد مع العراقيين . لقد استهانوا بالامور الى الدرجة التي فرضوا فيها على الحكومة ان تسقط نفسها بمجرد انسحابهم منها!!!!!!!

اي حكومة مسخ ستوافق على تلك الشروط التي لا يجرؤ على طرحها تاجر في سوق النخاسة .

ما ارى تلك الشروط الا جزءا من مسلسل الساسة الاكراد الطويل الرامي الى فصل شمال الوطن الحبيب عن جسم العراق.

ياساسة الاكراد من حقكم ان تجعلوا اربيل جنة الله في الارض ولكن اياكم ان يكون ذلك على حساب بغداد والبصرة والموصل .

نحن نعلم ان كرد العراق الحقيقيون تغرق عيونهم بالدموع وهم ينظرون الى بغداد والموصل والبصرة وبقية مدن جنوب ووسط وغرب العراق وهي تغرق في وحل الحرمان بينما مدنهم تعلوا وتشمخ وتكبر لشعورهم بالمواطنة ولحبهم بالعراق.

ان كرد العراق "بعيدا عن سياسيهم" لم يفرقوا يوما بين مدن العراق , فالدم الكردي الطاهر روى ارض البصرة مثلما روى ارض السليمانية .. ولكن ساسة الكرد ذهبوا بعيدا في تشظية الوطن .

يا كرد العراق ..يا ابناء وطني .. لا تدعوا سياسيكم يذهبون بكم في دروب تضيعون فيها العراق .