سياسة الانبطاح المِثلي لبعض الأكاديميين
سياسة الانبطاح المِثلي لبعض الأكاديميين
والأدباء والكُتَّاب العرب
(( عظَّم الله أجركم ))
- مقال سياسي أدبي ساخر-
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
[email protected]
الانبطاح في اللغة العربية على وزن
الانشكاح والابتعاض ، وهي صفة المثليين غالبا ، الذين ألفوا كل معاني الابتعاض ،
وتآلفوا مع لمعانه وجاذبيته فحسبوه ذهبا وماءَ ، ليس ضعفا في نظرهم ولا تفكيرهم ،
فقوة نظرهم مثل قوة وصلابة فروجهم وأقلامهم وعقولهم معا وفي آن واحد ، فهم أولئك
الذين آثروا الدعة والراحة والهدوء ، حتى لو كان ذلك على حساب مستقبلهم ، ومستقبل
أطفالهم وأمنهم وحياتهم ، فلا يهم ذلك عندهم من قريب ولا من بعيد ، وتعالوا بنا معا
، نلج برفق وتؤدة وبغير إيلام ، فكلنا اليوم علماء ومتخصصون وماهرون في علم الإيلاج
؛ لنضع ولنرى الفرق بين الكُتاب والأكاديميين والأدباء العرب ، وبين نُظرائهم
الغربيين ، الذين حتى لو كان فيهم مثليين ، إلا أنهم وقفوا جميعا وقفة حق .
لندن ـ يو بي آي: بدأ أكاديميون ومفكرون بريطانيون
في
مؤتمرهم السنوي الذي انطلقت أعماله أمس الأربعاء في
مدينة مانشستر،
مناقشة إمكانية فرض مقاطعة أكاديمية ضد الجامعات الإسرائيلية ، علي أن يقوم أعضاء
نقابة الجامعات والكليات البريطانية ، بتسليط الأضواء علي الكارثة الإنسانية ، التي
فرضتها إسرائيل علي قطاع غزة ، وسيناقش المؤتمر اقتراحاً يطلب من الأعضاء مراجعة
المضامين
السياسية والأخلاقية للروابط التعليمية ، التي يقيمونها مع المؤسسات التعليمية
الإسرائيلية ، علي ضوء الكارثة الإنسانية المفروضة علي قطاع غزة من قبل إسرائيل،
ويدعو الأكاديميون البريطانيون أيضاً ، إلي مناقشة قضية الاحتلال مع المؤسسات
المعنية
،
ومن
ضمنهم الأكاديميين والأدباء الإسرائيليين الذين يتعاونون معهم.
وانتقد الأكاديميون والكُتاب إسرائيل وسياساتها ، جراء استمرارها في
النشاطات الاستيطانية غير المشروعة ، وقتل المدنيين الفلسطينيين ، وجعل الحياة
المدنية
مستحيلة ومن ضمنها المؤسسات التعليمية.
وشدَّدت سالي هانت ، الأمينة العامة لنقابة الجامعات والكليات البريطانية
،
علي
أن حرية الفكر وحرية التعلم ، يمثلان حقَّين في قلب المجتمع المدني الديمقراطي
.
كم كنت أتمنى أن تكون تلك الصيحة
البريطانية اللاعربية ، تنطلق من أساتذة جامعاتنا ومن أدبائنا وكُتابنا ، ولكن
هؤلاء الأوربيين يبدو أنهم عرب أكثر منا نحن العرب ، فلقد برعوا فيما ملكوا من صفات
النخوة العربية الميتة عند كثير من الأكاديميين والأدباء العرب .
ألا
يخجل الكُتاب والأكاديميون العرب
من أنفسهم أم على قلوب أقفالها ؟
الكُتاب والأدباء والأكاديميون العرب ،
ربما على سرر متقابلين ، أو على فرشات الأسرة منبطحين ، في جنات النعيم ، ولا يمسهم
إلا المتطهرون أمثالهم .
فمن خلال إجراء استقراء واحد أو
استفتاء أو استضرات ، يمكنك أن تسمي ما تشاء فلا حرج عليك اليوم ، بعد أن سالت دماء
الفلسطينيين جداولا وانهارا ، يمكنك أن تسمي أو تقول أو تفعل ما تشاء ، حتى لو كانت
مثلية من النوع العربي ، بين الحاكم والمحكوم ، أو بين القلم وصاحبه ، أو بين العلم
ومُعلمه، تَبين أن رجلا إعلاميا واحدا ، يعمل في قناة عربية مشهورة جدا ، يملك
القدرة على صناعة وتشكيل الرأي العام العربي في العالم ، ويؤثر على أكثر من ثلاثين
مليون مشاهد عربي ، وفق الاستبيان الغربي ، وليس وفق الاستمناء الأكاديمي العربي.
فإذا كان رجلا إعلاميا عربيا واحدا ،
يملك من التأثير مثل هذا الوزن و تلك القوة ، أليس من الجدير
بالكُتاب والأدباء والأكاديميين العرب
، أن يمتلكوا من الوزن مجتمعين على الأقل قريبا من ربع أو خمس أو حتى عُشر وزنه ؟
اسمع أو اقرأ ما يأتي ، أنصحك لا تمل
حتى لا تكن أكاديميا أو كاتبا أوأديباً :
بينما كنت طفلا في سنة 1965 م ، كنت
بمجرد أن أسمع عن احتفال في غزة ، يحضره المرحوم أحمد الشقيري ، زعيم منظمة التحرير
الفلسطينية في ذلك الوقت ،أذهب وأرى بجانبه عددا كبيرا من القادة الدوليين
المبعوثين من هيئة اللمم الدونية ، وكنت أسرع إلى الاحتفال بدافع حب فلسطين البريء
، ليتبين فيما بعد أن القادة الدوليين الجالسين من حوله ، والذين يشاركونه فرحة
الاحتفال ، هم كبار قادة المخابرات والموساد الإسرائيلي ، وقد تبين لنا ذلك من
خلال ما كان يعرضه الضابط موشي سنة ( 1967 ) ، ضابط جوازات غزة - في حينه - من صور
أمام الناس وعلى الملأ، و يظهر في الصورة هو ومن معه من الضباط ، على يمين أو يسار
أحمد الشقيري رحمه الله ، في عرض عسكري مهيب ، ومن خلال ما كانت تنشره أيضا بعض
وسائل الإعلام العربية المحلية في ذلك الوقت ، وكنا نهتف ونقول : عاشت فلسطين عربية
حرة ، وبالروح وبالدم نفديك يا فلسطين .
انتظرني ولا تمل ولا تخش العدوى :
العروض من مختلف الأشكال والألوان
والأطعمة ، منذ زمن الشقيري وحتى اليوم وستظل كما هي في نظامنا العربي الرسمي ومن
يدور في فلكه ، عروض عسكرية وعروض من السرك البشري والحيواني ، وعروض لمسابقات ملك
وملكة الجمال ، وعروض لأفخر صيحات الأزياء وقصّات الشعر وطول الشارب ، ومعارض لعرض
الكتب والمؤلفات ، وعروض للمقالات والكتابات والآراء والأيديولوجيات والأفكار،
والمذاهب والأديان والفلسفات والخرافات ........... ومباهاة ونفخات وهيّات ومناظر
وديكورات ، وتجميل وتلميع لواجهات ، إذا نظرت إليهم تعجبك أجسامهم كأنهم خُشبٌ
مُسندة ، يحسبون كل صيحة عليهم ، هم العدو فاحذرهم ، قاتلهم الله أنَّى يؤفكون ،
معلش أنا مش شيخ من مشايخ اليوم سامحوني.
انتظرني وإياك أن تكن كاتباً أو أديبا
أو أكاديميا !!! .
معظم الأقلاميين والكُتّاب
والأكاديميين العرب اليوم ، حصلوا على درجة الامتياز بغير منازع ولا منافس في
استعراض وعرض الإفلاس والاستفلاس ، يشبه استعراضهم استعراض البضاعة في محل السوبر
ماركت ؛ من أجل البيع والشراء .
أيها الأكاديميون والكُتَّاب والأدباء
الأكارم ، والمحترمون جدا رجالا ونساء ، حفظكم الله شبعاً وتخمة : ماذا فعلتم وشعب
غزة يموت جوعا ؟.
أيها الأكاديميون والكُتَّاب والأدباء
الأكارم ، والمحترمون جدا رجالا ونساء في مختبرات البحث العلمي : أين موقعكم من
مركز صنع القرار ؟ .
أيها الأكاديميون والكُتَّاب والأدباء
الأكارم والمحترمون جدا رجالا ونساء زاد الله من مرتباتكم الشهرية : أين ثقلكم
الجماهيري ؟
أيها الأكاديميون والكُتَّاب والأدباء
الأكارم والمحترمون جدا رجالا ونساء وقاكم الله من شر البيض الفاسد الذي تستورده
مصر من إسرائيل ، وتصدر لها غاز الطهي : أين مؤسساتكم المؤثرة والفاعلة ؟
أين انتم من فلسطين ؟ اللهم احفظ بيض
شعب فلسطين ، الذي أنتج الثورة والانتفاضة ، ولا تجعله مع المثليين .
أين انتم من قضايا الأمن القومي العربي
؟ طيِّب حتى أمن رغيف الخبز العربي ولاَّ كمان اكتيره عليكم ؟
أين أنتم من الأخلاق والقيم والمبادئ ؟
. والصحيح هو أنه لا يجب أن نحملكم فوق طاقاتكم وقدراتكم .
أين دوركم من قضايا التنمية البشرية
والمجتمعية ؟ ولاَّ تِحرق وتِغرق مالطا ، بس أكون أنا سالم ؟ .
يا بُقبُق عيني ودقات قلبي : بلاش
شطارة زايدة في التفكير والتعليل والتفسير ، أنصحكم لا تغطوا الشمس بالغربال .
يا حياتي : إن كان المنشكجين المثليين
قد غطوا الأرض من شرقها إلى غربها ، فإن الفلسطينيين مثاليون .
يا عمري : إياك أن ترد عليّ وأنت مرخي
مرتخي ، مثل حال شباب الموضة الذين هم كل عشرة ببيضة ، فنحن الذين نحتزم بالأحزمة
الناسفة ، نفخخ أنفسنا تحت الدبابات ، ونقتحم الحدود والسدود إلى مواقع اليهود ،
وغيرنا امكَيِّف بالسهرات والعشوات ، والسكرات والرقصات والغنجات ، ورقِّص يا
عبُّود أم لعيون السود .
أيها الأكاديميون والأقلاميون والأدباء
والكُتاب : اكتبوا بقلم من ذهب ، فالذهب أثمن من الدم في عالم الأشباح والأموات ،
أو اكتبوا بقلم من الماس بمداد دمع الأمهات الثكلى ، في العراق وفلسطين والصومال ،
وفي السودان واليمن ولبنان ....!! .
اكتبوا من فوق أبراجكم العاجية ما
تشاءون ، فالعاج تيجان للأفيال التي امتلكت عقولا أكبر من حجم أجسادها ....!! فلم
ولن ترون الناس من فوق أبراجكم على حقيقة أحجامهم ، بل الناس يرونكم على حقيقتكم في
علُوكم ، فنحن لا نقع مأسورين مثل عجول البحر، في قبضة صياد البيت الأبيض ، ولا
نجيد غناء تحت الشجر يا وهيبا ، يا ما أكلنا برتقال وفجل وخيار .
إن قطرة دم واحدة ، فلسطينية أو عربية
، لا تضاهيها كل كتابات الأرض ، ولا خارطات طرقها العربية والدولية .
أيها الأكاديميون والكُتَّاب والأدباء
الأكارم والمحترمون جدا رجالا ونساء أين الثَّرى من الثُّريّا ؟
فالثريا وسيلة لعودة مجد الأمة الضائع
وعزتها المفقودة ، مجدٌ لن يعود على أيدي أصحاب الرؤوس المطنجرة ، والكروش
المنتفخة ، والنفسيات المعوجّة العفنة ، والقلوب الخربة الصدئة ، والعقول الضعيفة
المستأجرة ، التي أصبحت لا تميز إلا بين الدولار والدينار، والين واليورو على مسرح
أغنية الطشت آلِّي يا الله يا حلوة أُوْمي استحمي ، بل سيعود وبإذن الله بسواعد
تلك الأيدي المتوضئة ، والهامات الراكعة ، والجباه الساجدة ، والألسن الذاكرة ،
والقلوب الخاشعة ، والعيون التي من خشية ربها ساهرة باكية .
صلُّوا على صاحب الحصير، الذي تركت
عيدانه بصماتها على جنبه الشريف صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
ويكفينا عاد يا ناس ، الكل عارف الصحيح
، وإنشاء الله يظل أولادكم وأعماركم ونسوانكم وأموالكم ووظائفكم ، وما تملكون من
بيض بالحلال وليس بالحرام ، وبتهون وما في شدة بدُّوم ، وما بيدوم غير وجه الكريم
وشكر الله سعيكم وغفر لموتاكم.
وأبلغت هانت الصحيفة ، أن التزاماتنا الدولية تملي علينا إظهار تضامناً ذا معنى
وهدف حيثما نستطيع ، وكانت نقابة الجامعات والكليات البريطانية دعمت في مؤتمرها
السنوي في العام 2005 اقتراحاً يدعو إلي فرض مقاطعة أكاديمية ضد إسرائيل . انتهى