الناطور نايم وكرم العنب سايب

محمد فاروق الإمام

[email protected]

ليتنا نقف عند هذا الحد (الناطور نايم وكرم العنب سايب) ولكن ناطور كرمنا في موت سريري منذ العام 1974 عندما وقعت مصر اتفاقية كامب ديفيد وانسحبت من الكرم نهائياً، ووقعت سورية اتفاقية فك الاشتباك وتحولت من ناطور للكرم إلى ناطور للاحتلال، وعلى نفس المنوال سار الفلسطينيون عام 1991 فأسقطوا البندقية وتمسكوا بغصن الزيتون فلم يعصروا زيتاً ولم يحلبوا ضرعاً أو يبنوا بيتاً أو يمنعوا قدساً أو يحفظوا تراباً!!

والعرب كلهم من المحيط الساكن إلى الخليج الصامت راحوا يلهثون وراء سراب السلام الإستراتيجي مع العدو الصهيوني بحسب مقاييس العم سام حتى بات الجميع رهائن لما يريده نتنياهو والكنيست الإسرائيلي واللوبي الصهيوني في البيت الأبيض.

هذا ليس كلام محبط إنما هو الواقع الذي أقوله ويخجل الآخرون من قوله أو لا يتجرؤون، نواطير الكرم السايب، وخاصة الثوريين والتقدميين ودعاة الصمود والتصدي والممانعة والتحدي، تنتظر الجماهير العربية منهم موقفاً شجاعاً والرجال مواقف وهذا هو الاختبار الأخير لهم، وقد أخفقوا في كل الاختبارات السابقة ولم ينجحوا حتى في مرتبة (مقبول) في أي واحد منها، ولن أقول أن من يجرب المجرب عقله مخرب، فهذه فرصتهم الأخيرة والجماهير العربية، وقد مجت عبارات التنديد والشجب والرفض الكلامي وشعارات البطولة الكونشيتة الفارغة، هي الحكم لما سيقدمون عليه وما يكون رد فعلهم تجاه مشروع القانون الإسرائيلي الذي وافق الكنيست الإسرائيلي عليه في قراءاته الثلاث ويشترط استفتاء الشعب الإسرائيلي على أي مشروع انسحاب من (الجولان والقدس)؟!

فقد أكد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي لـجريدة (القدس العربي) الأربعاء 14 تموز الحالي بأنه (تم إقرار قانون إسرائيلي يمنع الانسحاب من الجولان السوري المحتل والقدس الشرقية المحتلة عام 1967 في لجنة القانون والدستور في الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الثانية والثالثة، مشيراً إلى أن مشروع القانون بحاجة للإقرار بصورة نهائية في هيئة الكنيست العامة ليصبح قانوناً).

وحذر الطيبي من خطورة القانون (الذي سيكون عقبة في طريق السلام بالمنطقة كونه يمنع أي رئيس وزراء إسرائيلي من الانسحاب من الأراضي المحتلة دون اخذ موافقة 61 عضواً في الكنيست أي أكثر من نصف أعضاء البرلمان الإسرائيلي إضافة لإجراء استفتاء عام داخل المجتمع الإسرائيلي).

وشدد الطيبي في حديثه مع (القدس العربي) على أن (إقرار القانون الإسرائيلي الجديد بالقراءة الثانية والثالثة هو رسالة موجهة إلى السوريين والفلسطينيين وبالدرجة الأولى للإدارة الأمريكية) التي تتبنى مشروع الدولتين وخارطة الطريق المفضي إلى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة بزعمهم.

ونقل عن عضو الكنيست الإسرائيلي أرييه إلداد قوله إن (القانون يبدد أوهام الذين يأملون أن يتم التنازل عن الجولان أو تقسيم القدس تحت غطاء وعود فارغة من أي مضمون).

ومن جهته قال النائب العربي د. جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي البرلمانية في تصريحات صحافية الأربعاء (إن الهدف الحقيقي من هذا القانون هو أن يكون عائقا أمام أي تسوية حتى في المستقبل البعيد. وسوف تستعمل الحكومات الإسرائيلية هذا القانون لتبرير رفضها الانسحاب من الجولان والقدس المحتلين، تماماً كما يفعل نتنياهو اليوم بادعاءاته أن الائتلاف الحكومي لا يسمح له بإجراء أي تغيير في سياسته(.

لا أعتقد أن هناك أوضح مما جاء في تحذيرات النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، ولا أوضح من النوايا الإسرائيلية تجاه الجولان والقدس التي كشف عنها النائب الإسرائيلي أرييه إلداد.. فماذا انتم فاعلون يا عرب وإلى متى ستظل مبادرة السلام العربية على الطاولة؟! الأيام القابلة ستشهد فعل رد العرب على مشروع القانون الصهيوني بتملك الجولان والقدس.. و.. و.. إلخ!!