ثورة عراقية متأخرة
حسن الزيدي
أعادت الثورة الشعبية الأخيرة في العراق ضد الحكومة إلى الأذهان (أحاديث الهوى)، حين كان الشعب العراقي ممسكاً بزمام جواده، متهيئاً لرفض الظلم بجميع أشكاله، ويواجه التحديات بقلب واحد ويد واحد ...
لقد نجحوا في تفريق الشعب العراقي وجعله طوائف متناحرة، لكن لن يطول (انتصارهم) المزعوم طويلاً، فالشعب العراقي وعى اللعبة... الشعب العراقي لن يغفر لمن فرقه ...
لقد كنا (مجموعة من الكتاب) نراهن على هذا الشعب العريق بعد 2003، وكنا نسمع أن هناك أجندات سوف تعمل على تفريق العراقيين، ونقول في الحال لا يمكن أن يحدث ذلك، ونمزح أنا وصديقي وأخي حسام ( من الشعلة) وأنا من اليرموك، ونتساءل : هل من الممكن أن أطرد حسام من منطقتنا أو أهدده، وكنا نضحك بل نقهقه عندما يرد حسام (والله أطلك مرتي) ، حيث كانت زوجته من (الدورة)...
وسبحان الله جمعتنا الأقدار بعد أكثر من سنة فراق، بسبب سفر بعضنا إلى الخارج، وتبادلنا الذكريات والضحك المشوب بالإحباط من خسارتنا الرهان، لكن (حسام) بادر بالقول إننا لم نخسر الرهان ، وأن الذين أحدثوا الفوضى والفتنة بيننا هم أجندات خارجية استعملت بعض (العربنجية) وآسف لهذا اللفظ فالمقصود به ليس الذين يقودون عربة الحصان أو الحمار، بل المقصود المتسكعين في الشوارع وسقطة الناس، قال حسام أن تلك الأجندات استخدمت هؤلاء وأغرتهم بالمال و(المناصب) فهذا أمير في القاعدة، وذاك أمير في ميليشيا جيش المهدي، وهكذا عبثت تلك القاذورات بالشعب العراقي، وتابع حسام أن الشعب اليوم لا يمكن أن يرجع لأيام الطافية فحتى بسطاء الناس وعوا اللعبة، ولن يطيعوا الأوامر الطائفية بعد اليوم حتى إن صدرت من مسؤول كبير أو عمامة سوداء أو بيضاء أو حمراء أو (حاشى الخيرين من علماء الدين).
سرنا كثيراً كلام حسام وذهبنا بمجموعنا إلى مدينة الشعلة لتناول طعام العشاء في بين حسام، وعشنا يوماً من (أيام زمان) والحمد لله.
لقد كان من المفترض حسب رأيي أن يقوم العراقيون بثورة شعبية يسقطون فيها الحكومة من أول مغدور من العراقيين على أيدي العصابات التي تتغاضى عنها الحكومة، لا أن يُترك العدد ليصل إلى مليوني مغدور وأربعة ملايين مهجر في عهد حكومة الجعفري الذي يصفه حسم بـ (أخ الـ...) أو (سفاح سامراء) كما يصفه بعض الكتاب، فلا يوجد شعب عدد المغدورين فيه يصل إلى هذا العدد خلال عامين، ومع الأسف الشديد هذا الشعب الذي فتح صدره للرصاص على الربية، ابن الأنبار و ابن الناصرية يداً بيد في الحياة وفي الممات، مع الأسف سكت عما ارتكب بحقه في تلك السنوات، لكن لا بأس فهذا الشعب العملاق سيصلح كل شيء ويجعل وحدته شوكة في عيون (حازم الأعرجي، وحارث الضاري).
لقد اشتقنا لأيامكم يا (حسام ورعد وكرار وعبد القادر وحمادة الكلاوجي).......