تحية إلى الشعب
تحية إلى الشعب
عن حركة الوفاق الوطني السوري
أمينها العام
أحمد الجبوري
في الثاني عشر من آذار عام 2004 حدثت المعجزة أول مرة في تاريخ نظام البعث الديكتاتوري و سابقة سطرها الشعب الكردي العظيم في سورية بأنتفاضته السلمية بوجه أعتى نظام ديكتاتوري عنصري في القرن الحادي و العشرون و بوجه رصاص جلاديه بصدور مفتوحة سقط خلالها العديد من الشهداء و الجرحى من أبناء شعبنا الكردي المسالم شركاؤنا بالوطن و المصير .
أيها الأخوة : هناك الكثير من التساؤلات لدى الكثير من أبناء الشعب السوري حول هذه الأنتفاضة و أسبابها و مسببيها و الغاية التي من أجلها حصلت الأنتفاضة و ماهية الدوافع لها .
و كذلك تسميتها فالبعض يسميها أنتفاضة وآخرون يسمونها رد فعل على فعل و آخرون يسمونها غوغائية و فوضى والخ من تسميات
كل تلك التساؤلات بالنسبة لنا غير مهمة بالرغم من أهميتها و ذلك للأسباب التالية :
1- أنها حصلت عفوية من قبل الشعب الكردي و دون توجيه من أحد و لم يكن هناك دور للساسة فيها
2- أثبت الشعب الكردي أن لديه الوعي الكافي و القدرة على التعبير عن رأيه و عمل المستحيل بالرغم من فضاعة رد الفعل السلطوي الدامي بوجه شعب أعزل .
3- أثبت الشعب الكردي أنه شعب حي و متضامن و متكاتف بالرغم من خلافات الساسة الكرد و تباين وجهات نظرهم للقضية الكردية في سوريا و بالرغم من خلافاتهم الحزبية و تشتتهم التنظيمي .
4- أمتداد تلك الأنتفاضة الى جميع المناطق التي يقيم فيها الكرد من القامشلي الى عفرين و دمشق مما يعني أن الشعب الكردي قادر على تنظيم نفسه تلقائيا و بدون أنتظار من ينظر عليه من الساسة أو ممن يدعون أنهم قادة للكرد و هذه ميزة أنفرد فيها الكرد في سورية تسجل لهم .
5- يرجع للكرد في سورية في هذه الأنتفاضة الفضل في سابقة تسجل لهم أيضا أنهم أو ل من حطم أصنام الديكتاتورية في وطننا الحبيب سورية و آزالوا حاجز الخوف الذي كان مسيطرا على الشعب لعقود مضت تحت حكم البعث الجائر .
6- و أخيرا و ليس آخرا أنهم زرعوا الخوف في قلب الديكتاتورية من جهة و أناروا للمعارضة الوطنية السورية مشعلا ينير طريقهم للوصول الى الحرية و الخلاص من الديكتاتورية البغيضة على المعارضة أن تستفيد من هذا الدرس العظيم .
بعد تلك النقاط المهمة التي تمخضت عن هذه الأنتفاضة مالذي يجب علينا أن نفعله و نستخلصه كمعارضة وطنية سورية بكافة أطيافها و تياراتها .
أعتقد جازما أن كل منا يدرك مالذي ينبغي عليه فعله ؟ ..................
و لكن علينا بعد أن نقف بأجلال و أحترام أمام هذا الشعب العظيم و شهداؤه الأبرار الذين سقطوا برصاص النظام الأسدي الفاشي و جرحاه الشرفاء و معتقليه الذين زج بهم بالمئات في سجون النظام العنصري .
أن نحترم هذه التجربة و نجعلها لنا كسوريين نبراسا ينير دربنا الطويل للوصول الى الحرية بتكاتفنا و أن نعمل معا كتفا الى كتف و يدا بيد لتحقيق حرية شعبنا الذي يستحق أن يعيش بحرية و كرامة لم يذق طعمهما منذ أن أستولى نظام البعث على السلطة في سورية عام 1963 الى يومنا هذا .
علينا أن نكون أوفياء لهذا الشعب الذي قدم لنا مثالا رائعا في التضحيات بأن نحترم دماء هؤلاء الشهداء و أن نتجاوز كل ما من شأنه أن يعيق عملنا النضالي المشترك للوصول الى تحقيق الغاية التي يعمل من أجلها الجميع و هي تحقيق العدالة الأجتماعية و الحرية و الديمقراطية التي ستوصل كل ذي حق الى حقه و رفع الظلم عن كل مظلوم في نظام الأسد الفردي الشمولي .
و في نهاية هذا الخطاب لابد من أن أبين أمرا مهما غاية في الأهمية و هو أن أذكر بأن التنسيق بين جميع أطياف المعارضة الوطنية السورية أمرا حيويا و مهما و مطلوبا لتحقيق التغيير السلمي للسلطة في وطننا الأسير سورية و ما علينا سوى أن نأخذ العبرة من المثال الحي الذي أمامنا و نتحدث عنه ألا و هو أنتفاضة 12 آذار 2004 كيف حطمت الأصنام و هربت عصابات السلطة و تقاضى الوطنيين منهم عما يحدث و كأنه غير معني بما يحصل , فهل نحن مخلصون حقا لقضية شعبنا السوري و حقه في الحرية و العدالة و الديمقراطية , هذا يثبته عمل كل منا على الأرض و ليس أقوالنا .
عاشت سوريا حرة أبية
عاش الشعب الكردي الذي أنتفض و حطم الأصنام
عاش الشعب السوري الذي عليه أن يأخذ العبرة من أنتفاضة الكرد 2004
الحرية لسوريا و سيسقط الظالمون