الإرهابيون …!

الإرهابيون …!

بقلم : أبو بكر الإدلبي

منذ أن أطلق بوش الصغير حملته الصليبيّة الظالمة على الإسلام والمسلمين باسم ( مكافحة الإرهاب ) .! والدوائر الأمريكية والصهيونية ترفض المطالب العربية والعالمية بإيجاد تعريف دولي واضح ومحدّد وعادل للإرهاب ، يكون محل اتفاق بين جميع الدول في العالم …! والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح شديد هو : لماذا هذا الرفض وهذه المماطلة الأمريكية والصهيونية في مثل هذا الأمر الخطير ،، في الوقت الذي كان بإمكانهم أن يأمروا مجلس الأمن التابع لهم ، أن يصدر عشرات التعريفات ، أو أن يتخذ مثلها من القرارات ، لو كان الأمر يخدم غطرستهم وعدوانيّتهم ، كما فعلوا في الكثير من المواقف المشابهة …!؟ والجواب : أن الوضع يختلف هذه المرّة .! فالأمريكان والصهاينة يعرفون قبل غيرهم ، بأنهم هم أكبر الإرهابيين في العالم ، ولا يوجد معنى من معاني الإجرام والإرهاب في قواميس البشر ، ويمكن أن يكون محل اتفاق من قبل شعوب العالم ، إلا وينطبق عليهم .!!! فإذا كان الإرهاب يعني : احتلال أراضي الآخرين ، وتشريد الشعوب من أوطانها ومنازلها ، فالأمريكان والصهاينة هم أكبر الإرهابيين في العالم  ، لأنهم احتلوا أرض غيرهم بالقوة ، وطردوا العرب والهنود الحمر من أوطانهم ، وشرّدوهم في أصقاع الأرض بمستوى من القسوة والوحشية لا تنافسهم فيها إلا الحيوانات المفترسة في الغابات  .!!!  وإذا كان من معاني الإرهاب : ترويع الشعوب الآمنة ، والاعتداء على المدنيين العزل ، فالأمريكان والصهاينة هم أكبر الإرهابيين في العالم أيضاً ، وهل تخفى على أحد في العالم جرائم أمريكا في اليابان وفيتنام وأمريكا اللاتينية والكوريّتين وبلاد البلقان .!؟ وهل يوجد أحد في الدنيا لم يشهد جرائمهم وجرائم أسيادهم الصهاينة في أفغانستان المسلمة ، وفلسطين الحبيبة ، والصومال ، والسودان ، وليبيا … وأخيراً وليس آخراً في احتلالهم لبلاد الرافدين العظيمة ، والتي عاثوا فيها إفساداً وتقتيلاً وتشريداً ، بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب ، بدلاً من أن يمدوا يد العون والمساعدة لشعبها  المحاصر المظلوم ، الذي أنهكته عقود من الحروب الظالمة ، بتخطيط من دوائر المخابرات الأمريكية والصهيونية نفسها ..!! والبقيّة تتبع ، لأن قائمة ( الإرهاب ) الأمريكية والصهيونية لا تزال في أولها ، ولأن قتلة الأنبياء ، ومصاصي دماء الشعوب ، والمتعطّشين إلى الدم العربي والإسلاميّ من الصهاينة المجرمين والمتصهينين السفّاحين لم يشفوا غليلهم منه بعد .!!! أما إذا كان الإرهاب يعني : حصار الشعوب الحرّة ، وتجويع السكان الآمنين ، وتدمير البنيان وشواخص العمران ، وهتك أعراض الحرائر ، وقتل الأطفال ، وحرمانهم من علبة الحليب ورغيف الخبز وقنينة الدواء،  فعندها يكون الأمريكان والصهاينة هم أكبر الإرهابيين في العالم أيضاً ، بل هم ( أساتذة ) هذا النمط من الإرهاب ( ومسوّقوه ) .!! يشهد لهم بذلك أكثر من مليوني عراقي وعراقية ، من الشيوخ والنساء والأطفال ، الذين قضوا في أبشع حصار وأبشع غزو عرفه التاريخ ، بدون أدنى وجه حق ، غير إشباع غريزة الحقد والشرّ والسادية لدى الصهاينة والمتصهينين في الإدار الأمريكية والبريطانية ...!  بالإضافة إلى عشرات الآلاف من أبناء شعبنا العربي الفلسطيني ، الذين يتفنّن الصهاينة في ذبحهم وتجويعهم وهدم منازلهم ومنشآتهم وتشريدهم في البرد القارس ، تحت المطر والثلج والبَرَدْ ، وفرض الحصار الظالم عليهم ، أمام مرأى العالم ومسمعه .!!! وأما إذا كان الإرهاب يعني : سرقة الأموال ، وكمّ الأفواه ، ومصادرة الرأي ، وسحق الشخصية ، وسلب الإرادة ، وتعطيل القرار الوطني المستقل ، فالأمريكان والصهاينة هم أكبر الإرهابيين في العالم أيضاً .!!! وهل من أحد في الدنيا اليوم ، يجهل أساليبهم القذرة ، ووسائلهم الخسيسة ، في سرقة أموال الشعوب ، ومصادرة حريّاتها ، وكم أفواهها ، وسلب إرادتها ، وتسليط حفنة من الحكومات العميلة عليها بقصد إرهابها وإذلالها ، وتسويق نماذجهم الحياتية المنحطّة ، في الثقافة والفن والإعلام والاقتصاد والاجتماع ، وغيرها ، بقصد ( أمركة ) الدنيا  و( صهينة ) العالم ، تحت مسمّيات خادعة مكّارة  كـ( العولمة ) و ( الديمقراطية ) و ( حقوق الإنسان ) .!!؟ من أجل ذلك فإن الأمريكان والصهاينة يرفضون الاتفاق على تعريف دولي للإرهاب ، وهاهم أولاء منذ ما يزيد على عشر سنوات ، وهم يسوّفون ويماطلون ، ويمنعون ما يسمى بالأمم المتحدة ومجلس الأمن من التوصل إلى تعريف محدد لهذا المصطلح ، ليتركوه مائعاً مطاطاً ، يمكنهم في أية لحظة من استخدامه وفق أهوائهم الخبيثة ، وبما ينسجم مع مصالحهم الأنانية الضيّقة ، وبما يحقق أهدافهم الشرّيرة القذرة .!!! من هنا ، فإننا نرى لزاماً على الشعوب الحرّة في العالم ، أن تبادر لأخذ المبادرة من يد هؤلاء السفاحين ، وقطع الطريق عليهم وعلى مخططاتهم الخبيثة ، بالتداعي إلى مؤتمر دولي ، يصار فيه إلى وضع تعريف واضح ومحدّد وعادل للإرهاب ، ويكون محل اتفاق جميع شعوب العالم ، بحيث يعرّي القتلة والمجرمين والإرهابيين الحقيقيين ، وينصف الثائرين والمناضلين والمجاهدين …

(( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))       صدق الله العظيم