كيف ذبحوا الوطن

فيصل القاسم

ثرتَ يا شعبُ

لأجلِ الأوكسجينْ

 وخسرتَ الملحَ؛ أقمارَ الطحينْ

 والوقودُ النذرُ أمسى

 في سماك اليومَ حلماً

 يا زمانَ الكازِ والبنزينْ

 صارَ منكَ الأمنُ عنقاءً

 خذِ السلبَ؛ خذِ الخطفَ المبينْ

 من جحور الليل هاتيكَ الوحوشْ

 تنهشُ الأجسادَ من حينٍ لحينْ

 خيروكَ الجورَ عيشاً

 أو يزفوكَ الأنينْ

 تقبلُ البطشَ وفي الإسطبل عبداً مستكين

 أو تقضّي العمرَ مطروداً وفي البردِ اللعينْ

 لم تردْها جنةً يا شعبُ ريّا

 إنما رمتَ بأرضي

 فُسحة أو بعضَ لينْ

 باللظى قد أمطروكْ

 بحديدٍ وعديدٍ أكرموكْ

 استكنْ أو يحرقوا البيتَ الأمين

 وطني قد حولوكَ اليومَ غابةْ

 شرعوا الأبوابَ فيها للملاعينْ

 وغدوتَ اليومَ كهفاًً

 يختبي فيه البغاة العابثينْ

 أنتَ يا شعبي

 أردتَ الثورة البيضاءَ

 ضد الظلم والبؤس اللعين

 فانبرى العهرُ جميعاً

 كي تعودَ اليوم عبداً؛ مستكينْ

 هاكَ حلم الحاقدين

 لم يقمْ شعبي الأمين

 ثائراً كي يخلف الشيطانَ إبليسُ اللعينْ