أنت الرّحيمُ إلهنا

لم يبقَ من كلِمٍ لديَّ أقولُ

فالفكرُ شتَّتَهُ الأسى وذُهول

فانْظرْهُ رِيشَ بأسهمٍ فتّاكةٍ

نزَفَتْهُ , فهو بهمّه مكبولُ

لو كان همّاً واحداً لحملتُهُ

ولئن عددتُ لكان ذاك يطولُ

عذراً, فما عدُّ الهمومِ بجالبٍ

سكَنَ الفؤادِ , وما لذاك سبيلُ

إلاّ إذا ناجيتَ ربّاً راحماً

فادعوهُ , فهو الواحدُ المأمولُ

وهو الرّحيمُ بعبدِه , يَهَبُ المُنى

– سبحانهُ – فادعوهُ , وهو كفيلُ

فتراهُ يرحمُ زوجةً وحبيبةً

رحلتْ , وهمّي بعدها لثقيلُ

وتراهُ يُخرِجُ (يوسفاً) من سجنِه

فتُحَقَّقُ الأحلامُ والتّأويلُ

ويُجَمُّعُ اللهُ الشّتيتَ بقدسنا

ويعودُ جندُ الحقِّ والتّهليلُ

فنقولُ : جاء الحقُّ يُزهِقُ باطلاً

وتعودُ أمجادٌ لنا وأصولُ

أنت الرّحيمُ , إلهنا , تهب المُنى

وإليك نصمُدُ , والرّضا مأمول

وسوم: العدد 932