قصيدة في عجلون من جبل عوف

إلي يشمل محافظتي جرش وعجلون مهداة إلى بقعة عزيزة علي من وطني

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

إهداء  لجامعة جرش الأهلية وللمشاركين في المؤتمر النقدي الذي عقد في رحابها خلال الفترة الممتدة من الثاني إلى الرابع من شهر نيسان 2013م

-- ----------------------------------------

أعجلون تيهي أيا سندسي

ورفِّي ظليلا ولا تيأسي

فان شئتِ هزي ب"بلوطة "

وأخرى ب"زيتون"ك الأقدس

وان تسالي الياس ما ماره[1]

يجبك المسيحُ من المغطس

بلاد النبيين من أعصر

طهور ثراها ولم ينجُس

وان تسالي العزَّ ما حصنه ؟[2]

منيع "دراويه "[3]كالمُمترس

يراقب أعداءه برجه[4]

صمودٌ على يقظة الشُّرَّس

وحوله متسع خندق[5]

      يكِعُّ بعيدا من الفُرَّس

ومنه تجهَّز في فتحه

صلاح وبيبرس الشركسي

بنى جامعا [6]شاهدا فعله

يلذ بذكر ولم ينبس

يطاولها شجر قربها

ومئذنة كالضحى المشمس

وماء زلال ينابيعه

ومن "عين جنا"[7] وبالافؤس

ومر ب"تيس"[8]وذق شهدها

فلن ترتوى شربة الاكؤس

وشمل ل"تنور"[9]تسمع رغا

يضخ مياها  ل"حور"نسي

تمتع بشلال "باعونة "

فضيضا يصب ولم ييأس

وبروي الفواكه في واده

يحن لنعنعه معطسي

ب"كفرنجة "[10]واديها ذو عطا

إذا حجز الماء في محبس

و"عبين "[11]أعنابها كنزها

ترق شتاء على الملمس

مرايا إذا جئتها في الضحى

ثريا تشعشع في الحندس

وباعون[12] ذي ولدت ناصرا

فشعَّ ذراريه في المقدس

فمنهم فقيه ومنهم ولي

ومنهم تويج على الارؤس

عويشة[13] ذي تاجهم كلهم

حفيظة قرآننا الأقدس

               

[1] مار الياس موقع اثري شمالي غربي قلعة عجلون عده البابا من الأماكن المقدسة كالمغطس وجبل نيبو  ومكاور من محافظة مادبا اليوم .

[2] قلعة عجلون تسمى أحيانا قلعة العز نسبة لبانيها عز الدين أسامة احد قادة صلاح الدين الأيوبي وبناها عام 1184م قبيل حطين بثلاثة أعوام

[3] الدراوي هي طلاقيات واسعة من الداخل ضيقة من الخراج لرمي السهام منها

[4] يمكن ان ترى القدس من قلعة عجلون وكانت منها إشارة الحرب ففي الليل نار وفي النهار دخان

[5] خندق حول قلعة عجلون عميق وعريض ليمنع الفرسان من اقتحامها  وما يزال شاهدا

[6] جامع الطاهر بيبرس شاهد ماثل في لب مدينة عجلون وبالقرب منه شجرة معمرة

[7] يقصد ماء وادي عين جنا ويستخرج الماء بالافؤس اذا جاد الله تعالى بالأمطار الخيرة  فتكاد الأرض تتفجر عيونا ويجري الماء زلالا

[8] المقصود بها "عين التيس "إلى الشمال مون عجلون بنحو كيلو مترين

[9] المقصود بها "عين التنور "بالقرب من راسون وباعون وعرجان في وادي الريان وهو اليابس قديما

[10] كفرنجة مركز لواء الى الجنوب الغربي من عجلون  وفيها سد كفرنجة

[11] بلدة من محافظة عجلون تنماز بالعنب الفضي الذي يتأخر نضجه إلى شهر كانون الثاني من كل عام

[12] بلدة من محافظة عجاون تطل على بلدتي اجديتا نبغ متها احد عشر عالما لهم نحو خمسون مؤلفا

[13] تصغير "عائشة "الباعونية ذات الستة والعشرين مصنفا ذكرتها في ورقة بحثي في المؤتمر النقدي