الفارغُ

أحمد عبد الرحمن جنيدو

أحمد عبد الرحمن جنيدو

سوريا حماه عقرب

[email protected]

فارغٌ يتبعني يا أبتي،

والشمسُ تنأى،

وأنا صعْبُ المراسِ.

ليتني أذكرُ شيئاً

كلُّ ما قلتُ سيبقى جدلاً،

أو بعضَ صيحاتٍ(بكاسي).

وترُ الليلِ حزينٌ،

وحزينُ الليلِ كفرٌ جاحدٌ مثلَ النداءِ.

في عروقي ثورةٌ للعابرينَ الأغبياءِ.

نصفُ آلامي بجوعٍ،

وجياعُ الدمِ جاؤوا شرفاءَ الوجهِ، يغزونَ اهترائي.

حكموا روحي ونفسي،

أجياعُ الدمِ صاروا عظماءَ الدينِ، تعريفَ انتهائي؟!

وجياعُ الدمِ باعوا أبريائي.

يا بلادي.

نصفُ آلامي بكبْتٍ،

وعلى آخرِها يجلسُ شيطانُ الغواءِ.

أكتبُ النسرينَ والزيتونَ في أوراقِ حزني،

يشربُ الثالوثُ من أوردتي كلَّ الدماءِ.

كلُّ شيءٍ في سوادي خالدٌ،أو كانعكاسِ.

جاحدٌ يسرقني يا أبتي ،

تاريخُنا المقهورُ يبكي

يخرجُ الآهَ،

ويذوي،

يطلبُ الحلمَ اقتباسي.

ما اسمك الثاني؟!

على دفترِنا البالي

ذكرتَ الخوفَ في لفظِكَ مرّاتٍ أتدري؟!

هل فقدتَ الآنَ أنواعَ الحواسِ؟!.

عدْ غريباً،

فدياري في نزيفٍ،

أنا هذا الموتُ،

والموتُ فغادرْ.

جسدي أكبرُ من حلمِكَ،

جرحي أكبرُ الأشياءَ في صدرِالنعاسِ.

كلّما زادَ انتظاري برهةً أنجبُ حلماً،

ليلُكَ البائدُ أرضٌ،

وصلاتي فوق أطماعِكَ روحٌ،

ووجودي كلُّ معنى،

لا فراغاً،

أعبرُ الأيّامَ من موتي فغادرْ.

أبحرُ اليومَ على الحزنِ

عظيماً فاتحاً نورَ بلائي،

فأعودُ الحالَ،

والحالَ يباسي.

ناشفٌ حلمُكَ يا مكتئباً،

مثلَ غصونِ التينِ في تشرينَ،

مثل الدمعِ من وردةِ نيسانِ، ومثلَ الاحتباسِ.

فارغٌ يبلعني يا أبتي!

أين أنا ؟!

أين وجودي؟!

ولماذا في ثوانيهم نداسُ،

الرأسُ فينا كالمداسِ.

قلمُ الحقِّ ضعيفٌ،

وضعيفُ الحقِّ صرْحٌ،

ومخازي العصرِ قاسوها،

وبالصدْقِ أقاسي.