الجملُ البريء

رأفت عبيد أبو سلمى

[email protected]

(على خلفية موقعة الجمل الشهيرة التي جرت أحداثها في ميدان التحرير كإحدى فضائح النظام الهالك في مصر)

هنا قد هبَّتِ الثورة ْ

ليزحفَ للعُلا شعْبٌ

يعيدُ الحقَّ للمظلوم ِ

بعد الذلِّ والخذلانْ

وَرَدَّ الحاكمُ المغرورُ

جاء الردُّ في هذيانْ

ألا إني أنا الحاكمْ

ولنْ أرضى لكمْ إلا

بقاءَ القهْر والطغيانْ

وإلا كانتِ الفوضى

وكانتْ بعديَ العنوانْ

وفلكُ رَعيّتي أخشى

لها سيرا ً بلا قبطانْ

بلا شطآنْ

****

وقاد الغِرُ موقعة ً

يُسَعِّرُ نارَها البُهتانْ

يؤججُ بطشها القرصانْ

وساقوا للوغى خيْلا ً

وفوقَ ظهورها الصبيانْ

لترهِبَ أمَّة ً ثارتْ

وجمَّعَ شملها الغليانْ

وصاحَبَ خيلهمْ جَمَلُ

وهلْ في مُجرم ٍٍ أمَلُ ؟

يقتلُ شعْبَه العاني

يقدِّمُهُ لشيطان الأنا قربانْ !!

أطلَّ برأسه الشرُُّ

وأهدرَ قيمة َ الإنسانْ

وأهلُ الحكم في وطني

هُمُ الأوثانْ

أزاحَ الله دولتهمْ

أزالَ اللهُ هيبتهمْ

أدامَ الله خيبتهمْ

بريءٌ منهمُ الإنسانْ

بريءٌ منهمُ الجَمَلُ

بريءٌ لا تقلْ أبدا ً

عليه مُدانْ

وإنْ ساقوه للميدانْ

أما نال الأسى منه !

وعاشَ الظلمَ كالشعبِ

وذاقَ القهرَ والآلام والأحزانْ

ولو خيَّرتهُ يوما ً لكي يحيا بلا سجَّانْ

أجابكَ إنني أهوى

حياة َ العِزِّ لا الذلِّ

حياة ً دونما أغلالِْ

ليعلنَ في الدنا توّا ً مع الأحرارْ

وفي إصرارْ :

(أنا جَمَل ٌ أنا حُرٌ أنا المنحاز ُ للثوارْ )