رثاء الطبيب إبراهيم عثمان

استُشهِد بتاريخ 10/12/2011م

فيصل بن محمد الحجي

[email protected]

أُلقِيَتْ هذه القصيدة في لقاء الرابطة الطبِّيَّة للمغتربين السوريّين

منذ أن زُرتُ هذا المكان المبارك في مناسبة سابقة أحسستُ بالراحة والسرورْ .. لأني أحسستُ – لأول مرة – أني بين أهل العزة والكرامة ... أهل العزّة والنخوة والشهامة ... أهل التقوى والصلاح والاستقامة ... وذلك بعد أربعين سنة من القمع والقهر ، ظنّ فيها الناس أنّ الشعبَ السوريَّ قد نام أو ماتَ ... ولهذا اشتقتُ للعودة إلى هذا المكان لأحظى بالسعادة ، ولا أظنّ أنّ هذا شعوري وحدي ، بل هو شعور الإخوة جميعاً ، فما إن تأتيهم دعوة للحضور حتى تراهم يتوافدون من كلِّ الأحياء مسرعين – على الرغم من الزحام - ليحظوا بهذا اللقاء المبارك .. أجل :

هَـفـتِ  القلوبُ إلى iiالقلوبْ
وتـسـارعَـتْ فـيها iiالخطا
مِـنْ  شـرقِـهـا iiولِـغربها
كـلٌّ  يُـحـدِّثُ  iiنـفـسَـهُ
كـلٌّ  يُـمَـنـي iiنـفـسَـهُ
مُـتـسـائِلاً  : هلْ مِنْ iiسَبي
حُـكـمٌ عـلى الإجرام ِ iiوال
حـتـامَ نـصـبـرُ يا iiأخي
فـي  كـلِّ يـوم ٍ فـي iiظلا
يـشـكـو  الـجَريحُ وما iiلهُ
وتـرى الـرضـيعَ يَئِنُّ iiمِن
والـعـارُ  يـفـترسُ iiالحرا
ورصـاصُ أهـل ِ الغدر ِ iiلا
يـهوي الرصاصُ على الطفو
سـيْـلُ  الـضـحايا iiجارفٌ
كـابـن ِ الشجاع ِ وابن ِ iiمظ
وكـانَّ  أعـيـادَ iiالـنـظـا
هـذي بـطـولاتُ iiالـنـظا
قـد  أحـزنـوا كـلَّ الورى
فـسـعـادةُ  الـمُـتـسلطي
أو مـا رأيـتَ iiهـجـومَـهُ
حـشـدَ  الـعـساكِرَ  iiوالمدا
لِـيـخـوضَ  معركة َ iiالكرا
حـتـى  يـعـودَ  iiمُـفاخراً
والـنـصـرُ  لـم يُبْصِرْهُ iiإ
مَـنْ  يُـنـقـذ الجرحى iiإذا
ومَـن  ِ الـذي يرعى iiالمَري
ومَـن  ِ الـذي سـيُغالِبُ iiال
أرأيْـتَ  مَـنْ يـرعى iiالحيا
قـتـلُ  الـطـبيبِ جريمة iiٌ
لِـمَـنْ الـمـدافـعُ iiوالمُدى
مـا بـالـهـا نـامَتْ iiطوي
مـا بـالـهـا نـامَـتْ iiولمْ
أم  أنَّ نـقـضَ (الـبيع ِ) قد
أيـنَ  الـمُـمـانعة ُ iiالمُزيَّ
أضـحـتْ بـضاعة َ تاجر iiٍ
*            *           ii*
فـلـيَـرحَـم  ِ الرحمنُ iiإب
ولـيـغـفِـر ِ الـغـفارُ iiما
ولـيـمـنـح  ِ الوهّابُ أسْرَ
ولـيَـنـصُر  ِ الجبّارُ iiشعبي
حـتـى  يـعـودَ إلى الصّدا









































فـبـدا  الزِّحَامُ على iiالدُّروبْ
يـتـسـابَـقونَ معَ iiالغروبْ
ومـنْ الـشمال ِ إلى iiالجنوبْ
عـن مِـحنةِ الوَطن ِ iiالسَّليبْ
بـثِـمار  ِ  مَجلِسِنا الخصيبْ
ل  ٍ يُـبـعدُ الحُكمَ الرَّهيبْ ii؟
عٌـدوان ِ فـي وطني iiدَؤوبْ
وتـكـادُ  أعصابي تذوبْ ii؟!
م  ِ الـقـبـر ِ طائِفة ٌ iiتغيبْ
عـنـدَ الـتداوي منْ iiنَصيبْ
غـيـر  ِ الـرعايةِ iiوالحليبْ
ئِـرَ  حِـيـنَما  عَزَّ iiالهُروبْ
يَـدري  قـريـباً مِنْ iiغريبْ
لـةِ  والأُنـوثـةِ iiوالـمَشيبْ
لا  مِـن حـسـيبٍ أو رقيبْ
لـوم ٍ وحَمزتِنا الخطيبْ (1) i
م ِ تـعُـمُّ إنْ عَـمَّ iiالـنحيبْ
م  ِ  فـلا يَـكـفُّ ولا يَتوبْ
إلاّ  الـنـظـامَ  وتَـلْ أبيبْ
نَ تـزيـدُ في قهر ِ iiالشعوبْ
بالأمس  ِ في شكل ٍ عجيبْ ii؟
فـعَ  والـمـخالِبَ  والنيوبْ
مـةِ  والـبـسـالةِ iiواللهيبْ
قـد حَـققَ النصرَ المُريبْ ii!
لاّ  عـنـدمـا قـتلَ الطبيبْ
مـا أهرقَ الجُرحُ السكوبْ ii؟
ضَ  إذا علا الوجهَ iiالشُّحوبْ؟
آفـاتِ  بـالـجُهدِ الدَّؤوبْ ii؟
ة َ كمنْ يصولُ على الشعوبْ؟
لـكـنْ  لـدَى الباغي iiتطيبْ
وجـمـيعُ أسلِحةِ الحُروبْ ii؟
لاً  لا  تـغِـيـرُ ولا iiتصيبْ
تـفـزَعْ  لِجُولاني السليبْ ii؟
يُـحصى عليهِ مِنَ الذنوبْ ii؟!
فـة  ُ الـمَـليئة ُ بالثقوبْ ii؟
ألِـفَ الـخـديعة َ iiوالهُروبْ
*            *           ii*
راهـيـمَ  قـدوتـنا iiالحبيبْ
لـهُ  مِـنْ خـطايا أو iiذنوبْ
تــهُ دُعـاءً لا iiيَـخـيـبْ
فـي  مُـواجـهـةِ iiالخطوبْ
رةِ فـي مُـقـدّمـةِ iiالشعوبْ

                

(1) الطفل أنس شجاع الأحمر من رنكوس ، والطفل أحمد مظلوم من حماه ، وأشهرهم الطفل حمزة الخطيب من درعا.