يوم الجلاء
25نيسان2009
بدر الدين الحامد
يوم الجلاء !
يومُ الجلاءِ هو الدنيا وزينتُها لناا ابتهاجٌ وللباغين إرغامُ
شاعر العاصي بدر الدين الحامد
ألقاها الشاعر في أول عيد جلاء عن سورية 17 / 4 / 46
ومازالت المأساة مستمرة.....
بـلَـغـتِ ثـأرَكِ لا بـغـيٌ ولا ذامُ يا دارُ ثغرُكِ منذ اليومِ ولّـت مـصـيـبَتُكِ الكبرى مُمَزّقةً وأقلعتْ عن حِمى مروانَ آلامُ لـقـد طـويتِ سجوفَ الدّهرِ صابرةً السّيفُ منصلتٌ والظّلمُ قوّامُ عـلـى روابـيـكِ أنـفـاسٌ مطهَّرةٌ وفي محانيكِ أشلاءٌ وأجسامُ هـذا الـتـرابُ دمٌ بـالدّمعِ ممتزجٌ تهبُّ منه على الأجيالِ أنسامُ لـو تنطق الأرضُ قالت : إنني جدَ ثٌفيَّ الميامينُ آسادُ الحمى ناموا سـتٌّ وعشرونَ مرّت كلما فرغتْجامٌ من اليأسِ صِرفاً أترعَتْ جامُ لـولا الـيـقينُ ولولاا اللهُ ما صبرتْعلى النّوائبِ في أحداثها الشّامُ يـومُ الـجـلاءِ هـو الـدنـيا وزينتُهالنا ابتهاجٌ وللباغين إرغامُ وجـهُ الـغرابِ توارى وانطوى علَمٌ للشّؤمِ مذْ خفقَتْ للعينِ أعلامُ يـاراقـداً في روابي (ميسلونَ) أفِقْجلتْ فرنسا فما في الدّارِ هضَّامُ لـقـدْ ثـأرنـا وألـقـينا السّوادَ وإنْمرَّتْ على الليثِ أيّامٌ وأعوامُ لـو (فيصلٌ) عادَ حيّاً بيننا فيرى أنَّ العلوجَ هنا في الشّامِ ما داموا إنْ أخـرجـوه فقد نالوا جزاءَهُمُ هذي (دمشقُ) لديها تُخفَضُ الهامُ ( غـورو ) يـجيءُ (صلاحَ الدين) منتقماً مهلاً فدنياكَ أقدارٌ وأيَّامُ هـذي الـديـارُ قبورُ الفاتحينَ فلايغرُرْكَ ما فتكوا فيها وما ضاموا مـهـدُ الـكرامةِ عينُ اللهِ تكلؤهاكم في ثراها انطوى ناسٌ وأقوامُ تـجـرُّ ذيـلَ الـتّـعالي في مرابعِهاالمجدُ طوعٌ لنا والدهرُ خدّامُ فـيا فرنسا ارجعي بالخزيِ صاغرةً ذكراكِ في صفحةِ التّاريخِ آثام دارُ الـنّـيـابـةِ فـي التّمجيدِ كعبتُنا يأتي حطيمَ علاها منكِ هدّامُ يا ويحَ مَن يدّعي التّمدينَ عن كذبٍ وحشٌ له من ثيابِ النّاسِ هندامُ ألـقـى الـسِّـلاح أمامَ الأقوياءِ ولم يخجلْ ، ولكنّهُ في الشّامِ مقدامُ تـمـرُّ بـي صـورٌ لـو رحْتُ أرسِمُها لما شفتنيَ أوراقٌ وأقلامُ شـتّـى مـآثـرُ مـن نبلٍ ومن شرفٍ الحقُّ يجمعُها والدّهرُ رسّامُ لـو يـذكرونَ على (العاصي) هزيمتَهم وللمذاويدِ في الميدانِ إقدامُ الـطّـائـراتُ رميناها وجيشُهُمُ من رعشةِ الخوفِ أشتاتٌ وأقسامُ يـومٌ بـيـومٍ قـضينا وِترَنا وكفى اليأسُ في الخلفِ والآمالُ قُدّامُ ذكـراهُمُ كرسيسِ الداءِ إنْ خَطَر تْفي القلبِ ثارتْ جراحاتٌ وأسقامُ الـحـمـدُ لـلـه ولَّوا وانقضى زمنُشؤمٌ مطالِعُه في الدّهرِ إظلامُ الـيـومَ فـي مـلـكنا هذا على أسسٍ يبني القواعدَ إتقانٌ وإحكامُ هـنـا الـتقينا – بلادَ العربِ قاطبةً في دارةِ المجد أخوالٌ وأعمامُ يـا طـالـعينَ على الدّنيا بنصرِ هِمُفي كلّ قطرٍ لهم نقضٌ وإبرامُ وفـاؤنـا الـبِـكرُ لاتأتيهِ منقصَةٌ في عرفنا العهدُ تقديسٌ وإعظامُ الـعُـرْبُ فـي كـلّ دارٍ أمّـةٌ ثبتتْلها بساحِ العلى والفضلِ أقدامُ مـوحَّـدونَ كـبـيـتٍ واحدٍ جمعت شتّى لُباناتِهِ في العيشِ أرحامُ ناموا طويلاً فلمّا صاحَ صائحُهم أصغوا إليه ومن مهدِ الكرى قاموا مـشـارفُ الـشّامِ تهتزّ العراقُ لها وتنتشي طرباً في مصرَ أهرامُ وفـي الرّياضِ وبطحاءِ الحجازِ وماوما تضُمّ صنعاءُ آمالٌ وأحلامُ أمّـا فـلـسـطـيـنُ فـالأقدارُ ترمقها فهل يكونُ لها للعيدِ إتمامُ وفي حمى المغربِ الأقصى لنا وطنٌ أهلوه يرجونَ والمُرجَوْنَ ظلاّمُ عـاثَ الفرنسيسُ في أمجادهم وبغَوافهم على الرَّغم ساداتٌ وحكّامُ ويـح الـزّمان ! أمغلوبٌ الوغى ملكٌ مسلَّطُ الذّئبِ والأبطالُ أغنامُ لابـدّ لـلـعـمـرِ مـن يومٍ نخلّده أغرُّ يبلغُ فيه العُربُ ماراموا هـي الـعـروبـةُ – والأيّام شاهدةٌ-يحمي حماها من الأفذاذ أفهامُ أمـنـيَّـةٌ قـالَ فـيها كلّ ذي غرضٍ آمالُكم هذه في الدّهرِ أوهامُ يـا منكرَ الشّمسِ هذي الشّمسُ قد طلعت دنيا الهناءةِ عامٌ بعده عامُ (شـكـري) زعيمُ البلادِ الفردُ (معتصمٌ)بربّهِ وأنا في الشّعر (تمّام) مـولايَ يـا عـلمَ الصّدقِ الذي لمعت لنبلهِ في سماءِ المجدِ أنجامُ عـلـى يـديـك فرنسا زُلزلتْ وهوتْفاعمل لقومِكَ ولتهنأ بكَ الشّامُ | بسَّامُ
فما أشبه اليوم بالبارحة....