وجهت وجهي

شعر : د . محمود حسين صارم

شوقي إليكِ ولهفتي وحنينـي    ياأرضَ مكة والهدى والديـنِ

ـ
رفع الخليلُ هنـا قواعد بيتـه    وهنا استنارَ الكونُ من ياسينِ


في القلب حبك يا حجازُ وإنني    باق على عهد الهوى بأميـنِ


إن مد لي عمري سأنزلُ يثربا    ولسوف أشكو للحبيب شجوني


خمسون عاما والقتال’ بأمتـي    ما بين رأي حاقد ورصيـنِ


ألّفْ قلوبـاً يا إلـهُ  تفرقـتْ    وابعـدْ بها عن غيها الملعونِ


واسلكْ بأمةِ أحمدٍ دربَ الهدى     فعقولهم في ظلمةٍ وظنـونِ


وانعمْ عليّ بشربةٍ من زمـزم     لا ماءَ إلا ماؤها  يروينـي


ماء الفراتِ غـدا أجاجا كلـه     فالبعث سوّمه عذابَ الهون ِ


والمسرفون تجاوزت أفعالهم    حدَ المعاصي وحد فعل الدون ِ


فكأن قرمط* عاد في أحسائنا     وتشـده أحقـاده بجنـون ِ


 وجهت وجهي صوب مكة راجيا    منه تعالى أن يكون معيني


إني اعتصمت بحبله متما سكـا    حاشاه غيرَ رضائه يجزيني


فإن ِاعتدى هذا الزمان وأهلـه     فالباقيات  الصالحات تقيني

 

       

*هو حمدان بن الأشعث الملقب " قرمط" :  لقصره  وقصر رجليه
وخطوه التقارب . و أول مكان ظهر فيه القرامطة  كان الكوفة  فالبحرين
فالأحساء  فالشام  فاليمن .

ـــــــــــ

  الدكتور محمود حسين صارم 

  العشر الأوائل من  شهر رمضان الفضيل : 1424 للهجرة الشريفة   
  ضاحية قدسيا ـ دمشق ـ سورية