الإسلام وليس الاقتصاد وراء نجاح التنمية في تركيا

الإسلام وليس الاقتصاد

وراء نجاح التنمية في تركيا

محمد هيثم عياش

[email protected]

يخطئ من يعتقد بأن تطورات الاوضاع الاقتصادية في تركيا كانت وراء نجاح حزب العدالة والتنمية التركية بالفوز في الانتخابات النيباية التي جرت في تلك  الدولة وأدت أيضا الى  انتخاب وزير الخارجية السابق عبد الله جول رئيسا لتلك الدولة بعد تردد وجهود مضنية وحرب أعصاب شنها العلمانيون والقوميون واليساريون ضد حكومة رجب الطيب اردوجان ومعارضتهم انتخاب جول رئيسا لدولتهم اضافة الى تهديد الجيش التركي الذي لا يزال يتربص بالاسلام الدوائر ويراقب كل صغيرة وكبيرة لأعمال الحكومة وتحذيرهم جول قبيل موافقة البرلمان التركي على وصوله الى قصر الرئاسة بأنهم بالمرصاد اذا ما حاول العبث بالنظام العلماني السائد في تركيا المسلمة .

ان السر في نجاح حزب التنمية ووصول جول الى رئاسة تركيا هو الاسلام وليس الاقتصاد ، فتركيا لم تعاني الفقر في تاريخها الحديث   كما انها لم تكن عالة على أي دولة من دول العالم تعيش على مساعدات اوروبا لتطوير مجتمعها واقتصادها انما أراد الغرب أن يجعل من تركيا دولة فقيرة  منذ قيام عصمت اينونو الذي خلف أتاتورك في قيادة تلك الدولة بإدخال بلاده في حلف شمال الاطلسي / الناتو/ والتقرب الى اوروبا . صحيح بأن حكومة رئيس الوزراء رجب الطيب اردوجان استطاعت تحقيق منجزات اقتصادية رائعة في تلك الدولة الا أن من يعتقد ذلك يعمل على إجحاف +ور رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان فقد كان بحق في مقدمة الذين ساهموا بتحقيق قوة اقتصادية لتركيا وهو وراء المقترحات لقيام عملة اسلامية موحدة كما كان وراء قوة تركيا السياسية والاستراتيجية والعسكرية ايضا ، وما حكومة اردوجان الا نموذجا قويا وواقعيا لسياسة اربكان وحزب السلامة والفضيلة التي   كان وراء تأسيسهما ولعلكم تذكرون بأن أردوجان كان محافظا لمدينة استانبول انتخبه أهالي تلك المدينة محافظا لهم عن حزب الفضيلة الذي كان يراسه أربكان حفظه الله .

ان الاسلام وراء نجاح حزب العدالة والتنمية ووراء وصول جول الى سدة الرئاسة فالشعب التركي شعب منفطر على الاسلام باءت جميع الجهود التي بذلت من أجل إبعاده عن هذا الدين بالفشل ، مات أتاتورك الذي قضى على الخلافة الاسلامية في تركيا ثم جاء اينونو ليقوم بتحويل الأحرف التركية العربية الى اللاتينية والآذان الى اللغة التركية وما أن استلم عدنان مندريس الذي خرج من معطف أتاتورك رئاسة الوزراء حتى قام بتحويل الأذان من التركية من العربية من جديد وهز عظام أتاتورك في قبره ، كما أن الفطرة الاسلامية التي يتحلى الاتراك بها كانت زمن أتاتورك ايضا فقد حاول القائد العسكري أنور باشا الذي أيد أتاتورك بعلمانيته إعادة الخلافة من جديد وقاد الحرب ضد روسيا وكاد أن يعيد القيصرية الروسية  الشيوعية التي احتلت بلادا اسلامية الى امارة موسكو تلك العاصمة التي خرجت جحافل القيصرية والشيوعية لتأسيس امبراطورية الاتحاد السوفياتي السابق ، وما انتصاارت تركيا ضد اليونان إلا من قِبَل ذلك العسكري الذي أعدمه أتاتورك في العشرينات وكسب ذلك اليهودي انتصارات أنور باشا الذي أعدم  ، ربما تذكرون مدح أحمد شوقي لأتاتورك بالانتصارات التي حققتها تركيا في ذلك العهد :

الله أكبر كم من النصر من عجب       يا خالد الترك حقق خالد العرب

إن الإسلام هو وراء انتصار حزب التنمية والعدالة وهو وراء وصول جول الى الرئاسة  وليس الاقتصاد والأيام حبلى بالمفاجئات.