علماء وعوالم
عادل هندي *
لقد انتابتني دهشة عجيبة، ليست مفتعله؛ بل كانت طبيعية جدا، عندما رأيتها، وقد استضافوها على إحدى القنوات الفضائية، وهى تتحدث عن الدين، ليست عالمة من العلماء أو العالمات – بل كانت إحدى العوالم الراقصات، تتحدث عن العبادة والحياة وكأنها الشيخة (..........)، وياللعجب، انتهى عصر العلماء وجاء عصر العوالم.
لا أدري ماذا يحمل العصر لنا في الفترة القادمة؟
هل العيب عند علمائنا؟
أم العيب في الإدارات؟
أم أن العيب صار شعار الحياة أصلا...؟
وانتهت الدهشة عندما كنت أقرأ قصة قاتل المائة، فأردت من مغزاها ودروسها أن أوجه رسالة لكل مسلم ومسلمة: أيها المسلمون لقد أخطأ قاتل التسعة والتسعين عندما بحث عن مفت فوجد عابدا لا عالما يفتيه فقتله فأكمل به المائة، ولأن العابد أفتى بدون علم كانت نتيجته القتل كما شرح بعض العلماء.. فالمسئولية في رقبة كل مسلم، في أن يبحث عمن يستفتيه من الناس، فانتقوا من تأخذون عنهم الفتوى -(رحمكم الله)-ابحثوا عن العلماء لا العوالم.
ومن دلالات هذا الحدث نستنبط الآتي:
· التحري عند السؤال، وانتقاء من تأخذ عنه الفتوى.
· خطورة ترميز وإبراز نجوم الفن دون نجوم العلم الذين بهم صلاح الحال.
· يتحمل المسئولون –إلا من رحم الله- إثما عظيما عند إجازة العوالم ورفض العلماء من الظهور والإصلاح.
· أن الحياء قيمة عظيمة، ومن لم يستح فلا غبار عليه: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
المطلوب إذن:
أن نربي أبناءنا وبناتنا على حب العلم والعلماء وحب الدين والبذل له والاجتهاد من أجله ومن أجل الله والأمة التائهة... نسأل الله تعالى أن يحفظ علماءنا، ويهدي الناس جميعا إلى الدين والصراط المستقيم..
* معيد بجامعة الأزهر..... وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية ..... وعضو نقابة القراء
ومسئول الاستشارات والفتاوى بمؤسسة الإسلام اليوم بالقاهرة
وباحث ماجستير في العلاقات الإنسانية والشخصية الإيجابية في الحياة.