بين جورج غالاوي... وموظف في كلية شريعة
بين جورج غالاوي... وموظف في كلية شريعة
الشيخ حسن قاطرجي
في مفارقةٍ عجيبة تستدعي التوقف الطويل والتدبر العميق والمراجعة الصريحة والجريئة والصارمة: شاهد العالَم تحرُّك مظاهرات حاشدة في عدد غير قليل من الدول الأجنبية مناصرةً لأهل غزة وتعاطفاً مع الأطفال والنساء وفَضْحاً للوحشية الصهيونية ومطالبةً بمحاكمة قيادات دولة العدوّ الصهيونية رافعين أصواتهم أنهم (مُجرمو حرب)... في المقابل مرَّتْ الأسابيع الثلاثة من الحرب الفظيعة على بعض الكليات والمعاهد الشرعية في لبنان وفي بلاد أخرى من بلاد المسلمين وكأنه لم تحصُلْ حرب ولم يُفْتَكْ بإخوة مسلمين على أرض فلسطين.
أيْ وربِّنا حصل هذا في إحدى الكليات الشرعية - يحدِّث بذلك مدرِّس فاضل فيها- وكأنه خَيَّم عليها وحشة القبور وسكون الموتى وكأن الفظائع التي ارتُكِبَتْ والدماء التي سالت والجراحات المروِّعة التي ظهرت على شاشات التلفزة مع مشاهد التدمير والتقتيل والإفناء سُجِّلت على أرض يعيش فيها حيوانات...!!
مع أن هذا التعذيب حتى لو حصل للحيوانات لاستفظعته الشريعة الغرّاء وحرَّضَتْ على إنكاره، ولتحرّكتْ العواطف لمناصرة الحيوان واستنكار العدوان.
بل قال أحد المدرِّسين – وحرام أن يكون مدرساً لأن الدرس والعلم والتعليم أشرف من أن يمارسه هؤلاء الموظَّفون الجبناء!! - موجهاً كلامه للمجاهدين في غزة: خلصونا واعترفوا بإسرائيل!!
يا وَيْلَه يوم الحساب... يوم الوقوف بين يَديْ رب الأرباب!!
هذا موقف مدرِّس في كلية شريعة... في المقابل فقد سمع العالَم أن النائب البريطاني المعارض لسياسات الحكومة البريطانية وحروبها العبثية في غيرِ ما بلدٍ في العالم الإسلامي – جورج غالاوي- سيَّر قافلة من (100) سيارة كبيرة محمَّلة بالمساعدات الغذائية والطبية وألعاب الأطفال والبطانيات وسيارات إسعاف بقيمة مليون يورو لتقطع مسافة 8000 كلم من لندن إلى غزة مع كل المخاطر والمحاذر والمتاعب على حدود العديد من البلدان الأوروبية والإسلامية التي يتوقَّعها هو والمشاركون معه في تجهيز وتسيير هذه القافلة!!
ألا يستدعي هذا الخبرُ المثير الاشمئزازَ والقرف ممن ماتت ضمائرهم الذين يكذبون على أنفسهم ويخادعون مَنْ حولهم أنهم طلاب علم أو مدرِّسو علم... والتنويهَ والتقدير للعواطف الإنسانية التي حرّكتْ كفاراً أجانب غيرَ عرب لمناصرة مسلمين معذَّبين بآلة الحرب الصهيونية التدميرية؟!