يرثي فيها أولاده الخمسة

يرثي فيها أولاده الخمسة

لأبي ذؤيب الهذلي

أمـنَ  الـمنون وريبِها iiتَتوجَعُ
قـالتْ  أميمةٌ ما لجسمِكَ iiشاحباً
أم  مـا لجنبِكَ لا يلائمُ iiمَضجعاً
فـأجـبـتُـها: أمّا لجسمي iiأنّه
أودى بَـنـيّ وأعقبوني iiحسرةً
سـبقوا  هوايَ وأعنقوا iiلهواهمُ
فـغبرتُ  بعدهُمُ بعيشٍ iiناصبٍ
ولـقد حرصتُ بأنْ أدافعَ iiعنهمُ
وإذا  الـمـنيّةُ أنشبتْ أظفارَها
فـالـعـينُ  بعدهُمُ كأنَّ iiحداقها
حـتـى كـأنّي للحوادث مروةٌ
وتَـجـلُّـدي لـلشّامتينَ iiأُريهُمُ
ولـقـد  أرى أنَّ البكاءَ iiسفاهةٌ
والـنَّـفـسُ راغبةٌ إذا iiرغبتَها
كمْ من جميعِ الشَّملِ ملتئم القوى
فـلـئنْ بهمْ فَجعُ الزمانُ وريبُه















والدَّهرُ  ليس بِمُعتبٍ من iiيَجزعُ
مـنـذ ابتذلتَ ومثلُ مالِكَ iiينفعُ
إلا أقـضَّ عليك ذاك iiالمَضجعُ
أودى  بَـنيَّ من البلادِ iiفودّعوا
بـعـد الـرُّقادِ وعبرةً ما iiتُقلعُ
فـتخرّموا  ولكلِّ جنبٍ iiمَصرَعُ
وإخـالُ أنّـي لاحـقٌ iiمُستتبعُ
فـإذا  الـمـنيّةُ أقبلتْ لا iiتُدفعُ
ألـفـيـتَ كـلّ تميمةٍ لا تنفعُ
سُـملتْ بِشوكٍ فهي عورٌ iiتَدمعُ
بـصفا  المَشرِّقِ كلَّ يومٍ iiتُقرعُ
أنّي  لريبِ الدّهر لا iiأتَضعضعُ
ولـسوف يُولَعُ بالبُكا من iiيُفجعُ
وإذا تُـردُّ إلـى قـلـيلٍ iiتقنعُ
كـانـوا بعيشٍ ناعمٍ iiفتصدَّعوا
إنّـي بـأهـلِ مـودّتي لَمُفجَّعُ