في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

كعب بن زهير

بـانـت سـعادُ فقلبي اليومَ مَتبولُ
ومـا  سـعادٌ غداةَ البينِ إذ iiرحلوا
تجلو عَوارضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسمتْ
أكـرمْ بـهـا خُلّةً لو أنها iiصَدقتْ
لـكـنّـهـا خُلّةٌ قد سيطَ من iiدَمِها
فـمـا تـدومُ على حالٍ تكونُ iiبها
ومـا  تَـمسّكُ بالعهد الذي iiزَعمتْ
فـلا  يـغرُّنكَ ما منّتْ وما وعدتْ
كـانـتْ مواعيدُ عرقوبٍ لها iiمثلاً
نُـبّـئْـتُ  أنَّ رسولَ اللهِ iiأوعدَني
مهلاً  هداكَ الذي أعطاكَ نافلةَ iiالـ
لا  تـأخُـذنّـي بأقوالِ الوشاةِ iiولم
لـقـد أقـومُ مـقـاماً لو يقومُ iiبه
لـظـلُّ تـرعـدُ من وجدٍ iiبوادرُه
مـا زلـتُ أقـتطعُ البيداءَ iiمُدَّرعاً
حـتـى وضعتُ يميني ما iiأُنازِعُهُ
فـلـهـوَ أخـوفُ عندي إذ iiأُكلّمُه
إنَّ الـرسـولَ لـنورٌ يُستضاءُ iiبه
فـي  عصبةٍ من قريشٍ قال iiقائلُهم
زالـوا  فما زالَ أنكاسٌ ولا iiكشُفٌ




















مـتـيّـمٌ  إثـرَهـا لم يُفْدَ مَكبولُ
إلا  أغنّ غضيضُ الطرف iiمكحولُ
كـأنّـه  مَـنْـهـلٌ للرّاحِ iiمَعْلولُ
بـوعدِها  أو لو أنّ النصحَ iiمقبولُ
فـجْـعٌ وولْـعٌ وإخـلافٌ iiوتبديلُ
كـمـا تـلـوّنُ في أثوابِها iiالغولُ
إلا  كـمـا يُـمسكُ الماءَ iiالغرابيلُ
إنّ  الأمـانـيّ والأحـلامَ iiتضليلُ
ومـا  مـواعـيـدُها إلا الأباطيلُ
والـعـفـوُ عندَ رسولِ اللهِ iiمأمولُ
قـرآنِ  فـيـها مواعيظٌ iiوتفصيلُ
أذنـبْ ولـو كـثُرتْ فيَّ iiالأقاويلُ
أرى  وأسـمـعُ ما لو يَسمعُ iiالفيلُ
إن  لـم يكنْ من رسولِ اللهِ iiتَنويلُ
جُـنحَ  الظلامِ وثوبُ الليل iiمسبولُ
فـي كـفّ ذي نَـقماتٍ قيلُه iiالقيلُ
وقـيـلَـ:  إنّكَ منسوبٌ iiومسؤولُ
مُـهَـنَّـدٌ مـن سُيوفِ اللهِ مسلولُ
بـبـطـن  مكةَ لما أسلموا iiزولوا
عـنـد الـلـقاءِ ولا ميلٌ iiمعازيلُ