حفلة..و

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

بيت السيد ماهر.

الزوجة عايدة

البستاني حاج خليل

المشهد الأول :

الحاج خليل : يا ست عايدة اشتريت ثلاثة ديكة وديك حبش وتمّ تجهيزهم كما طلبت  متى تريدين تقديم الطعام ؟

الست عايدة : أفضل عند المساء حتى يكتمل عدد المدعوات... ماذا بشأن الفواكه ؟

الحاج خليل : الفواكه جاهزة .. موجودة .. لا تهتمي لم أنس شيء

الست عايدة : إذن أرجو يا حاج خليل أن لا تحرجني أمام ضيوفي

الحاج خليل : إن شاء الله كل شيء سيكون على أحسن ما تريدين  اطمئني هل يوجد طلبات أخرى ؟

الست عايدة : لا ... شكرا

الحاج خليل : سأذهب لأشرف على العمل بنفسي .. عن إذنك  السلام عليكم

الست عايدة : وعليكم السلام

المشهد الثاني :

الحاج خليل : ينادي على زوجته  :  أين أنت يا وسيلة ؟  ماذا تفعلين ؟ الست عايدة تريد تقديم الطعام مساء احرصي ان لا يتأخر

وسيلة : سيكون كل شيء جاهز بميعاده إن شاء الله هذه أنا وابنتك نوال وأختك فوزية نعمل . ولكن أريد منك خدمة يا حاج خليل

الحاج خليل : أنا في خدمتك  ماذا تريدين ؟

وسيلة : أريدك أن تعلف البقرة وتسقيها حتى لا تبقى بلا طعام ولا شراب

الحاج خليل : حاضر سوف أعلفها واسقيها وانظف مكانها أيضا

نوال : ما مناسبة هذا الاحتفال يا أمي ؟ مضى وقت طويل والست عايده لم تحتفل بشيء

وسيلة : هذا ليس احتفالا يا نوال إنها حفلة بسيطة بمناسبة ذكرى زواجها

فوزية : يعني عيد زواجها يا أختي !

نوال : عشنا وشفنا والله ! حتى الزواج له عيد واحتفال ؟

فوزية : ما المانع ؟ هؤلاء الكبار لا شغل ولا مشغلة  وفلوس كثيرة  لا يجيدون سوى تبديدها يمينا وشمالا

وسيلة : معلوم .. السعادة عادة  يا حسرة علينا

فوزية : لا يا وسيلة  .. استغفري ربك هذه ليست سعادة  هذه ليست سوى قشور براقة إذا بحثنا حقيقة هؤلاء الناس نرى جبالا من الهموم والمصائب والالام تغمر حياتهم

نوال : كل هذا النعيم يا عمة وتقولين هموم ومصائب ! ماذا نقول نحن إذن !؟

فوزية : نقول : الحمد لله يا بنتي ، السعادة الحقيقية هي في الرضى والقناعة والتوكل على الله ، ثم .. ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس

وسيلة : فهميها يا فوزية فهميها

فوزية : يا بنتي يا نوال هذه الحفلات والبهارج والزينة التي يهتم بها هؤلاء الناس هي هروب من المرارة والألم والتستر خلف هذه المظاهر الخدّاعة الحقيقة غير ذلك ، هؤلاء فارغات ، صور فقط .

وسيلة : نحن يا نوال كلمة نقولها بصدق تخرج من أعماقنا تشعرنا بالهدوء والراحة والسعادة والهناءة  هذه الكلمة : الحمد لله ، الحمد لله تعادل كل ما هم فيه وزيادة

فوزية : هم لا يعرفونها ولا يجيدون نطقها ، مشغولون بزينتهم وبهارجهم ، وتفاخرهم على بعضهم ، وحسد وغيبة وغيرة ووو .

نوال : اللهم استرنا واحفظنا ، يأرب لك الحمد والشكر دائما وأبدا

وسيلة : كفى .. دعونا نتابع عملنا حتى لا نتاخر ، قولوا يا الله .

المشهد الثالث :

في المساء

وسيلة : كل شيء جاهز يا ست عايدة ماذا تأمرين ؟ هل نجهز السفرة ؟

الست عايدة : لا.. لا.. انتظري حتى تأتي المدعوات لكي لا يبرد الطعام

فوزية : جاء الجميع دفعة واحدة ما شاء الله اناقة ، هندام ، وجمال ..كلهن عرائس اي والله عرائس

نوال : دعيني أنظر يا أمي ما شاء الله ! هل هؤلاء حريم مثلنا يا أمي !

وسيلة : حريم .. نعم.. ولكن مثلنا ..لا ..  اتحدى أي واحدة تعرف تسكب صحن رز لنفسها

فوزية : إنهن منظر .. منظر فقط يا نوال .. والآن سوف ترين العجب منهن

المشهد الرابع :

في الصالون وقبل الطعام بدأت عروض الأزياء

سهام (احدى المدعوات) تقف بجانب النافذة : ما رأيك يا ست عايدة بتسريحتي ، أليست مناسبة للفستان ؟

خلود : انظري يا ست عايدة ، هذا الفستان اهداني إياه زوجي بوبي ( بلال) الشهر الماضي أليس جميلا ؟

وداد : جميل جدا ولكن لو كان أقصر قليلا لأظهر حسن قوامك وجمال جسمك !

خلود : لا. لا.. بوبي يحبه هكذا

عايدة : إنه جميل .. جميل جدا  إنه فاتن   فعلا بوبي صاحب ذوق رفيع

وداد : لكن الأهم من ذلك القالب .. القالب غالب  الست خلود أي شيء تلبسه تزيده أناقة وجمالا ، الله يهينك ياخلود ، وأنا يا ست عايدة  ألا ترين هندامي  ما رأيك بهذا الحلق وهذا العقد ؟ أليسا مناسبين للفستان .

الست عايدة : ما شاء الله  قمة في الجمال قمة في الذوق

وسيلة : السفرة جاهزة يا ست عايده  تفضلوا

المشهد الرابع :

انتهت الحفلة بعد أن أكلوا بشراهة ثم شربوا الشاي دون أن تتوقف المجاملات ( الكاذبة ) والاستعراضات التي لم تخلو من الدلع

عايدة : سلمت الأيادي يا وسيلة ، وأنت يا فوزية ، وأنت يا نوال لقد ابدعتن الطبخ  ، حقا كان

لذيذا ، شكرا لكنّ .

وسيلة : صحتين وعافية على قلب كل من أكل وشكر . لقد انتهينا وعاد كل شيء إلى مكانه

اسمحي لنا يا ست عايدة ، نريد ان نعود إلى البيت كي نرتاح ، نتركك بعافية ، وتصبحين على خير .

في بيت الحاج خليل :

نوال : لم أر أكذب من هؤلاء السيدات وما اشدّ نفاقهن

فوزية : قولي ما أشد ّ غباءهن ، مناظر فقط  دمى متحركة ، كل اهتمامهن بالموضة والأزياء !   هل  خلق النساء لهذا ؟ أما من واحدة عاقلة بينهن

وسيلة : يكفي يا بنات ، الدنيا مليئة بالعجائب ، هذا وقت النوم ، تصبحن على خير .

وسوم: العدد 742