حوار مع رمضان شلّح حول القدس وإيران

محمد عياش الكبيسي

ربما كان هذا قبل أكثر من عقد ونصف، كانت فرصة أن ألتقي بقائد (الجهاد الإسلامي) رمضان شلح -رحمه الله-في جلسة ثنائية متصلة زادت على 4 ساعات، وطرحت عليه كل ما كان يدور في جعبتي، تحسنت نظرتي عنه شخصيا، خاصة بصراحته الملموسة، والأهم من ذلك أني خرجت منه بنتيجة:

لا تذهبوا لإيران ولا تفكروا أبدا بالتواصل معها، نحن في السابق لم نكن نعلم عنهم إلا القليل، ثم مضى بنا الدرب، فوجدنا أنفسنا على سكة كسكة القطار، هذه السكة ليست مأمونة ولا معلومة العواقب إضافة إلى بعدها عن عقيدة أمتنا وثقافتها.

نعم هم لم يشترطوا علينا أي شرط، لكن مسار السكة محدد ونحن لا نستطيع التوقف أو التراجع.

هنا سألته: ماذا لو فتحت لكم أي دولة عربية أو إسلامية صدرها، هل تتركون إيران؟

قال: هذه أمنيتي الشخصية فأنا أخبر الناس بالخطر الإيراني، ويشاركني بعض إخواني، لكني أقول لك: هذا غير ممكن في ضوء المعادلات الدولية التي تحكم المنطقة (هذا ممنوع، هناك بوابة واحدة مفتوحة أمامنا فقط هي بوابة إيران).

وهو هنا يرمي إلى وجود مخطط شيطاني أكبر من العرب وأكبر من إيران لربط فصائل المقاومة الفلسطينية بإيران حصرا، لغاية قد تخفى علينا، لكنها في غاية الخطورة بلا شك، فالمسألة ليست مسألة حكم أخذ المساعدة وحكم الشكر عليها، وحكم الاستعانة بالكافر أو المبتدع.

القضية أخطر وأعمق بكثير، وكل الشواهد تدلل على ذلك، فهل تظنون أن إيران دمرت العراق وسوريا واليمن بمعزل عن التنسيق مع إسرائيل، هل نسيتم فضيحة إيران كونترا (إيران جيت) والتعاون التسليحي بين إيران وإسرائيل؟

هنالك خلاف نعم، هذا يحصل حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، لكن مساحة الاتفاق أكبر وهي تستهدف هذه الأمة بتاريخها وحاضرها وعقيدتها وثقافتها.

إيران التي هدمت وأحرقت آلاف المساجد في اليمن وسوريا والعراق حريصة على المسجد الأقصى؟

من أطلق يد إيران في المنطقة غير الإدارات الأمريكية المتصهينة على اختلاف شخوصها وأحزابها؟

غفر الله لك يا رمضان شلح ولكل مجتهد في هذا الطريق أصاب أو أخطأ، وبصّر هذه الأمة بطريق خلاصها وبمكائد أعدائها

.

وسوم: العدد 934