"الإسلام المنظم" وتحديات البقاء للحركات الإسلامية

مقدمة

فى بداية القرن الماضى اضاءات وتتطورات مميزة نحو هيكلة "الاسلام المنظم" خاصة فى ظل تفتت منظومة الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى ومن المهم أن نرى ايجابيات هذا التطور والتميز مما أثمر عن ايقاظ الشعور الوطنى واستعادة الهوية العربية والاسلامية فى المنطقة وتجاهد للتتخلص من قيود الدول المحتلة للمنطقة والتى توارثت تركة الدولة العثمانية وقامت بتفتيت منظومة الدولة المركزية الى دويلات وأقطار صغيرة.

ولم يكن فارق القوى المادى هو الفارق الوحيد لترجيح كفة الميزان فى صالح القوى العالمية تجاه "الاسلام المنظم" ولكن الفجوة المعرفية أيضاً كانت عاملاً فارقاً والذى تطورتقنياً وفكرياً وسياسياً ومخابرتياً ليتعامل مع مستجدات وتطورات "الاسلام المنظم"  فى صورته المعاصرة والمستقبلية.

واليوم فى عقود من التصارع والصراعات والتدافع من قبل الحركات الاسلامية فى الكيان الافتراضى للاسلام المنظم أصبح فى كل قطر من الأقطار راية ورايات يتجمع حولها ويتدافع معها وضدها مخرجات من التطور المعرفى للعوالم المتضررة من تطور "الاسلام المنظم". تلك المخرجات العدائية نحو الاسلام المنظم كونت كيانات متحدية من داخل الأقطار نفسها متمثلة فى المنظومات اليسارية والعسكرية والأمنية والمخابراتية فى دائرتها الأولى القطرية ثم تلتها فى دائرة اقيليمية أوسع ثم دائرة عالمية أوسع وأوسع تواجه "الاسلام المنظم" فى دولها الشرقية والغربية بعد أن هاجر اليها مكرهة أو طواعية أبناء الحركات الاسلامية.

وربما تكون فترة الانحسار فى الجولة الحالية من هذا التدافع فرصة جيدة لاعادة النظر وتصويب الهيكلة العامة للاسلام المنظم فى ظل الفجوة المعرفية الهائلة والتى تعامل بها فى تدافعه مع تهديدات الوجود القطرية والاقليمية والعالمية كما أوضحنا.

حرى بالاسلام المنظم والحركات السلامية ككل أن تحدد تحدياتها الداخلية والخارجية وتتعامل معها بمنظور حضارى باعثه فهم أصيل وتطبيق مبدع لحضارتها الاسلامية الخالصة التى تحتم عليها تطوير أنفسها والتغلب على تحديات وجودها.

وباختصار شديد نتناول العقد السبع أو التحديات الكبرى من داخل منظومات الحركات الاسلامية الهرمية Hierarchy

والتى ندعوا فيها أنفسنا الى تطوير هذه المنظومة الهرمية التى تحمل أسباب الانحسار والانكسار ونتحول الى منظومة شبكية Networking  ينسق بينها "مؤسسة عقل" تقود المنظومة المستحدثة الى الجولة القادمة من الصراع بأدوات ابداعية جديدة مبتكرة.

والتحدى ليس فقط  فى تغيير المنظومة وافراز النواة الصلبة المناسبة والمكافئة لقيادة وادارة الصراع ولكنها فرصة أيضاً لتنقية الفكر الاسلامى من الاختراق المتغلغل فى فهم الاسلام وتصوراته وتطبيقاته ومخرجاته.

وسوم: العدد 876